مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال تختتم دورة تدريبية متقدمة حول مجموعات الدعم النفسي

مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال تختتم دورة تدريبية متقدمة حول مجموعات الدعم النفسي


اختتمت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال أعمال البرنامج التدريبي المتقدّم حول «مجموعات الدعم النفسي»، والذي عُقد على مدار ثلاثة أيام متتالية بمشاركة نخبة من المختصين الإقليميين، وحضور عدد كبير من المهنيين والعاملين في القطاع النفسي والاجتماعي والشرطي والصحي من مختلف الجهات داخل الدولة.
وجاء تنفيذ هذا البرنامج ضمن جهود المؤسسة لتعزيز قدرات الكوادر الوطنية في مجالات الدعم والتأهيل النفسي، وبما ينسجم مع مستهدفات «عام المجتمع 2025» وتوجهات أجندة دبي الاجتماعية 33 الرامية إلى الارتقاء بجودة الحياة وتطوير منظومات دعم أكثر شمولًا وكفاءة.
وخلال الأيام الثلاثة للبرنامج، حرصت المؤسسة على اعتماد منهجية تدريبية متكاملة تجمع بين الإطارين النظري والعملي؛ إذ تم تقسيم المشاركين منذ اليوم الأول إلى ست مجموعات عمل، خاضت تمرينات تطبيقية هدفت إلى ترجمة المفاهيم العلمية إلى مهارات قابلة للتنفيذ في جهاتهم. وطُلب من كل مجموعة ابتكار نموذج لمشروع مجموعة دعم نفسي وفقاً لتخصصاتهم والفئة المستهدفة بحيث يتضمن  المشروع مسمى واضحًا، وأهدافًا محددة، وآليات عمل وضوابط تشغيلية وهيكلًا تنظيميًا يضمن استدامة الممارسة.
ومع تقدّم كل جلسة تدريبية، عمل المشاركون على تطوير مشاريعهم بناءً على المهارات المكتسبة، ما أسفر عن بلورة أفكار نوعية لمجموعات دعم مستقبلية تشمل العاملين في الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية، والأسر المحتضنة، والنساء المعنّفات، والأطفال المعرّضين للإهمال، إضافة إلى الوالدين الذين يحتاجون إلى تنمية مهارات الوالدية الإيجابية في التعامل مع الأطفال. وقد شكّل البرنامج تجربة علمية وتطبيقية شاملة أتاحت للمشاركين فرصة بناء نماذج حقيقية لمجموعات دعم يمكن تبنّيها وتفعيلها بفعالية في بيئات العمل المختلفة.
وقدّم المحتوى التدريبي ثلاثة من أبرز الأكاديميين من المملكة العربية السعودية: أ.د. أحمد الهادي، أستاذ واستشاري الطب والعلاج النفسي بجامعة الملك سعود، ود. مشعل العقيل، أستاذ مشارك واستشاري الطب النفسي واضطرابات المزاج والعلاج المعرفي السلوكي بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، ود.فاطمة البريكان، أستاذ مساعد واستشارية الطب النفسي في جامعة الملك سعود والحاصلة على الزمالة الأمريكية في الطب النفسي الشرعي، ، الذين نقلوا خبراتهم الأكاديمية والميدانية واستعرضوا نماذج عملية حديثة أسهمت في إثراء التجربة التدريبية ورفع مستوى الفائدة للمشاركين.
وفي هذا الإطار  أكدت سعادة شيخة سعيد المنصوري، المدير العام بالإنابة لمؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، أن هذا البرنامج يمثّل محطة مهمة في مسار تطوير منظومة الدعم النفسي في الدولة، مشددة على أن العلاج النفسي يُعدّ اليوم جزءًا أساسيًا من منظومة الحماية وجودة الحياة في مجتمعنا، لما له من دور حاسم في تعزيز قدرة الأفراد على مواجهة التحديات واستعادة توازنهم النفسي. وقالت سعادتها: إن توفير مساحات دعم آمنة ومهنية ليس خيارًا تكميليًا، بل ضرورة لضمان صحة أسرنا واستقرارها.
وأضافت: إن تمكين الكوادر الوطنية في هذا القطاع يمثّل حجر الزاوية في بناء خدمات مستدامة وذات أثر عميق. فإعداد مختصين إماراتيين يمتلكون المعرفة الحديثة والمهارات المتقدمة هو استثمار مباشر في جودة الخدمات النفسية وقدرة مؤسساتنا على تلبية احتياجات المجتمع بثقة واقتدار.
وتقدمت المدير العام بالإنابة بجزيل الشكر للخبراء السعوديين على ما قدموه من محتوى علمي رفيع المستوى، مؤكدة أن مشاركتهم أسهمت في إثراء التجربة التدريبية وبناء جسور تعاون مهني يخدم مجتمعاتنا الخليجية بشكل مشترك.
واختتمت المنصوري تصريحها بالتأكيد على مواصلة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال إطلاق برامج متقدمة تعزز جاهزية المختصين وترسخ الصحة النفسية كركيزة رئيسية لرفاه الأسرة والمجتمع في دولة الإمارات، مؤكدة أن هذا البرنامج يمثل خطوة متقدمة في مسار مستمر نضع فيه الإنسان في مقدمة أولوياتنا