مؤشرات مقلقة عالمياً بسبب كوفيد-19
أعيد الثلاثاء فرض تدابير العزل في مدينة بنغالور وولاية بيهار الهنديتين لمواجهة استمرار تفشي وباء كوفيد-19 الذي يرغم السلطات حول العالم على إعادة فرض قيود، بينما يغرق الاقتصادات العالمية بالركود.
وأعلن نائب رئيس وزراء بيهار (شمال الهند) الثلاثاء أن الولاية التي يبلغ عدد سكانها حوالى 125 مليون نسمة، ستعيد فرض تدابير الحجر لمدة 15 يوما لمكافحة الفيروس، بدءا من 16 تموز يوليو. ويسارع أكثر من 13 مليون نسمة يعيشون في بنغالور ومنطقتها في جنوب الهند لتمون قبل أن يعزلوا أنفسهم مساء الثلاثاء رسميا لمدة أسبوع، بهدف محاربة عودة تفشي فيروس كورونا محليا. وسيعلق العمل بوسائل النقل العام وسيسمح فقط بالخدمات والمتاجر الأساسية بإبقاء أبوابها مفتوحة. وقالت سيما وهي إحدى السكان وقد اشترت إمدادات تكفي لمدة شهر “الناس خائفون”. وأعلنت الحكومة العزل لعشرة أياملكن يمكن تمديدها إلى شهر أو شهرين. وينتشر الفيروس بشكل سريع في الهند التي تشهد تصاعداً لوباء كوفيد-19. ومع ما يقرب من 24 ألف وفاة، ما زالت البلاد بعيدة عن الحصيلة التي تسجلها الولايات المتحدة التي سجلت أكثر من 135 ألف وفاة حتى الآن.
وأودى فيروس كورونا المستجدّ بـ573 ألفا و 91 شخصا في العالم منذ ظهوره في الصين في كانون الأوّل ديسمبر فيما تجاوز عدد الإصابات 13 مليونا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسميّة حتى الساعة 19,00 ت غ الثلاثاء، فيما عبرت منظمة الصحة العالمية عن القلق إزاء رؤية “العديد من الدول تسلك الاتجاه الخاطئ” وتقوض ثقة الشعوب بسبب عدم وجود رسائل واضحة. وتؤثر موجة الوباء أيضا على المؤشرات الاقتصادية التي انخفضت إلى مستويات مقلقة لم يكن من الممكن تصورها قبل أشهر قليلة.
فقد انخفض الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة بنسبة 19,1 % في الفترة من آذار مارس إلى أيار مايو مقارنة بالربع السابق من العام، كما دخلت سنغافورة في ركود في الفصل الثاني مع تراجع النشاط الاقتصادي بنسبة 41,2% مقارنة بالفصل السابق بحسب أرقام أولية نشرت الثلاثاء.
وفي فرنسا، أفسد الوباء الروح الاحتفالية للعيد الوطني الذي احتفل به في مراسم مختصرة في 14 تموز يوليو، وأدى إلى إلغاء العديد من عروض الألعاب النارية في جميع أنحاء البلاد.
وللمرة الأولى منذ العام 1945، ألغت السلطات العرض العسكري التقليدي في جادة الشانزيليزيه الذي يقام احتفالا باقتحام سجن لا باستي الذي شهد في 14 تموز يوليو 1789 انطلاق الشرارة الأولى للثورة الفرنسية.
وقد أقيم الاحتفال في ساحة كونكورد بضور الرئيس إيمانويل ماكرون وشارك ألفا جندي في الاستعراض العسكري، وهو عدد أقل بالنصف من العرض السنوي العادي، إضافة إلى عرض جوي مع غياب للجمهور. وقد تم إلغاء العديد من عروض الألعاب النارية والحفلات الشعبية العامة التي تقام عادة في 14 تموز يوليو بعدما حذّر خبراء من موجة ثانية من الوباء الذي أدى إلى وفاة أكثر من 30 ألف شخص في فرنسا.
وبعد لندن وباريس، ينطلق أسبوع الموضة الافتراضي الأول في ميلانو الثلاثاء بسبب فيروس كورونا المستجد لكن سيتخلله أيضا عرضان حيان أحدهما لدار “دولتشه إي غابانا».
وقد أورد موقع “دبليو دبليو دي” المرجعي في عالم الموضة والأزياء أنه “ما زال أمام العروض الافتراضية طريق طويل لاجتيازه، سنوات ضوئية، قبل التمكن من استبدال العروض الحية». يقوم المجتمع الدولي بزيادة القيود الصحية وتدابير الإغلاق لمحاولة احتواء الفيروس في انتظار تطوير لقاح، وهو سباق محموم تشارك فيه العديد من المختبرات. كما أعلنت هونغ كونغ وكيبيك عن إجراءات جديدة لمحاولة وقف انتشار الوباء.
بعد تردد طويل، قررت الحكومة البريطانية جعل وضع الكمامة إلزاميا في المتاجر في إنكلترا اعتبارا من 24 تموز يوليو لتجنب عودة انتشار وباء كوفيد-19، وقد أشيد بهذا الإجراء الثلاثاء بأنه مفيد لكنه جاء متأخرا.