يبدو أن الجمهور كان أكثر اهتماماً بمراحل بخبر الرئيس الحالي

ماذا تكشف التغطية الإعلامية لوثائق بايدن وترامب؟

ماذا تكشف التغطية الإعلامية لوثائق بايدن وترامب؟


في الأشهر الستة الماضية، أُميط اللثام عن مستندات ممهورة بعلامات السريّة في مقرات سكنية ومكاتب ترتبط بالرئيس الأمريكيّ الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، وكذلك بنائب الرئيس السابق مايك بنس. فكيف تناولت وسائل الإعلام هذه الأخبار؟
ويقول كاليف ريتارو، باحث أول في مركز الأمن السيبراني والقومي التابع لجامعة جورج واشنطن، في تحليل نشره موقع “ريل كلير بولتيكس” الأمريكي أن المسار الزمنيّ أدناه يوضح عدد مرات ذكر كلمة “سريّ” في شبكات “سي إن إن” و”إم إس إن بي سي” و”فوكس نيوز” الإخبارية من 1 يناير (كانون الثاني) 2022 حتى 5 فبراير “(شباط) 2023، بالاستعانة ببيانات مُستخلصة من أرشيف الأخبار التلفزيونية الإلكترونيّ على شبكة الإنترنت.

ويتضح على الفور مدى تباين رواية هذه الأخبار. فقد بدأت تغطية التعامل مع مستندات ترامب إلى حدٍ كبير في يناير وفبراير 2022، إذ بلغت التغطية ذروتها في 10 فبراير، ثم سرعان ما تراجعت حتى اقتحام قوات مكتب التحقيقات الفدرالي لمنتجع مارالاغو في 8 أغسطس (آب). ومنذ هذا التاريخ، هيمنَ الخبر على وسائل الإعلام حتى أكتوبر (تشرين الأول)، وورد ذكره على استحياء كل يوم لا أكثر حتى نهاية عام 2022. وفي المقابل، بدأت تغطية خبر التعامل مع مستندات بايدن في 9 يناير 2023، وبلغت ذروتها في 12 يناير ، وتراجعت وصولاً إلى 21 يناير ، ثم تصاعدت بعد اكتشاف مجموعة جديدة من الوثائق تتعلق بمايك بنس. وزادت التغطية فجأة إلى حدٍ كبير في 1 فبراير ، بالتزامن مع اكتشافات لوثائق إضافية تتعلق ببايدن، ثم تلاشت إلى حدٍ كبير منذ ذلك الحين.

ويُقارن المسار الزمني الموضح أدناه الأسابيع الأربعة الأولى للخبرين (9 ينايرإلى 5 فبراير 2023 لبايدن، و8 أغسطس إلى 4 سبتمبر 2022 لترامب) عبر الشبكات الإخبارية الثلاث. ويُعبِّر المحور X عن عدد الأيام التي مرّت منذ نشر الخبر، إذ يُوضّح أن خبري ترامب وبايدن حظيا بالاهتمام ذاته تقريباً في الأسبوعين الأوليين، غير أن تغطية خبر ترامب انحسر أسرع، ثم عاد الخبران يحظيان بالتغطية الإعلامية مجدداً بعد ذلك بأسبوعين.
والفارق الأكبر يكمن في الأسبوعين التاليين، إذ ظل الكشف عن وثائق ترامب عالقاً في الأخبار، بينما تلاشى خبر اكتشاف وثائق سرية لدى بايدن بسرعة. وبمقارنة الإشارات لكلمة “سريّ” عبر الشبكات الإخبارية الثلاث خلال فترة الأسبوعين، يلاحظ أن خبر ترامب تلقى مزيداً من الاهتمام على شبكتي “سي إن إن” و”إم إس إن بي سي”، بينما تناولت شبكة أخبار “فوكس نيوز” خبر بايدن تقريباً ضِعْف تناولها لخبر ترامب.

وبدلاً من الإشارات لكلمة “سريّ”، يوضِّح المُخطط الشريطيّ أدناه إجمالي عدد ثواني البث الإخباريّ التي ظهرت فيها الكلمة في أي مكان ضمن النص الموجود على الشاشة خلال الفترة عينها.
والفارق في عدد مرات ذكر الكلمة على الشاشة أكثر وضوحاً وجلاءً، إذ ذكرت شبكة أخبار “إم إس إن بي سي” الكلمة أكثر قليلاً وحسب خلال تغطيتها لخبر ترامب، بينما ذكرت شبكة “سي إن إن” الكلمة أكثر بكثير خلال تغطيتها لخبر بايدن. وفي تلك الأثناء، كادت شبكة “فوكس نيوز” تغفل ذكر الكلمة خلال تغطيتها لخبر ترامب، لكنها ذكرتها أكثر من شبكة “إم إس إن بي سي” خلال تغطية خبر بايدن.

هل أفضت أوجه الاختلاف هذه في التغطية الإعلامية إلى اختلافات في الاهتمام الجماهيري؟ يوضح المسار الزمني أدناه إجمالي الاهتمام بالبحث على موقع غوغل عن كلمتي “ترامب + سريّ” (باللون الأزرق) في مقابل “بايدن + سريّ” (باللون الأحمر). ورغم المشهد العام لاقتحام مكتب التحقيقات الفدرالي للمقر السكني السابق للرئيس، أدت تغطية خبر ترامب إلى إثارة ثُلث الاهتمام الذي أثاره خبر بايدن، ولو أن الاهتمام بوثائق ترامب تبدَّد ببطء أكبر من ذروة تغطية خبر بايدن التي استمرت لأسبوع واحد، وبعدها تراجع الاهتمام للغاية.

في النهاية، حصل الخبران على تغطية إعلامية مختلفة للغاية، إذ كانت شبكة “فوكس نيوز” مُتفردة بتركيزها الأكبر بكثير على خبر وثائق بايدن مقارنةً بتغطيتها لخبر ترامب. واستمرت قصة اكتشاف الوثائق السريّة لترامب في المنافذ الإخبارية لفترة أطول من انصراف وسائل الإعلام السريع عن خبر بايدن، ولكن في النهاية، يبدو أن الجمهور كان أكثر اهتماماً بمراحل بخبر بايدن.