رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان في العين عددا من الموضوعات التي تهم شؤون الوطن والمواطن
يبقى من الصقور في التعامل مع إيران
ماذا ينتظر ماركو روبيو في السياسة الأمريكية الخارجية؟
خلال مناظرة بين المرشحين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية لعام 2016، وصف الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مرشحه لمنصب وزير الخارجية ماركو روبيو بـ»ماركو الصغير». ورد سناتور فلوريدا على ذلك بوصف ترامب بأنه أشبه بـ»بائع متجول يبيع الساعات في مانهاتن»، لو لم يكن قد ورث ثروته العقارية.
وبعد شهر من ذاك الجدل انسحب روبيو من السباق الانتخابي، والشهر الماضي، اختاره ترامب ليتبوأ «منصب وزير الخارجية» أعلى المناصب في إدارته الرئاسية المقبلة.
وكتبت فيليشيا شوارتز في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن التحول المفاجئ كان صارخاً بالنسبة للحلفاء الأجانب الذين أبدى بعضهم دهشته، بينما أعرب آخرون عن ارتياحهم.
ويتناقض اختيار شخص معروف مثل روبيو مع اختيارات أخرى مثل ترشيح المعلق السابق في شبكة فوكس نيوز بيت هيغسيث وزيراً للدفاع وتولسي غابارد مديرة للاستخبارات الوطنية، رغم تعرضها للانتقادات بسبب مواقف مؤيدة لروسيا.
خبرة عميقة
وقال مسؤول بارز في دولة عضو في حلف الناتو :» بكل صراحة، فإن بعض ترشيحات ترامب جعلتنا مصدومين، لكن الأمر مختلف بالنسبة لروبيو، إذ يملك خبرة عميقة بالسياسة الخارجية ويفهم القيمة المضافة للتحالفات القوية».
وسيرث ترامب وفريقه للسياسة الخارجية من الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن لائحة من المهمات الصعبة، بما فيها حروب في أوكرانيا والشرق الأوسط واحتمال حصول مزيد من الاضطرابات في سوريا والاحتكاكات الجيوسياسية مع الصين في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، والاحتكاكات التجارية حتى مع حلفاء مثل كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي.
تشدد حيال الصين
وكونه عضواً مخضرماً في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ والجمهوري الأول في لجنة الاستخبارات، فإن روبيو مشهور في الكابيتول هيل بتشدده حيال الصين. وكان من أوائل الأصوات التي حذرت على الدوام من التهديد الأمني، الذي يشكله الرئيس شي جين بينغ من خلال اقتحامه المسرح العالمي.
وبينما يقربه ذلك من الدائرة المحيطة بترامب، فإن بعض آرائه التقليدية المتعلقة بالأمن القومي جعلته على نقيض مع الجناح الذي يدعو إلى استعادة عظمة أمريكا «ماغا» في الحزب الجمهوري.
ومن بين هؤلاء دونالد ترامب الابن، الذي يجادل علناً ضد أبيه بسبب اختياره روبيو في فريقه نظراً لمؤهلاته «المؤسساتية».
وعلى رغم الغضب في بعض أوساط جناح «ماغا»، فإن اختيار روبيو والنائب مايك والتز كمستشار للأمن القومي، قد طمأن الكثير من الحلفاء.
وعلق دبلوماسي أوروبي على ذلك قائلاً:» من الواضح إنهما من الجناح اليميني، لكنهما جيدان...لقد أدليا بتصاريح لا أوافق عليها بالضرورة، لكنهما ليسا خارج الدائرة التقليدية لصانعي القرار. وهما داعمان لحلف الناتو».
وقد تساءل الدبلوماسيون الأجانب ومؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن على حد سواء، عن مدى تأثير روبيو ووالتز، وكيف سيكون أداؤهما بالتعاون مع اختيارات أخرى غير تقليدية أو راديكالية مثل هيغسيث، أو غابارد، أو سيباستيان غوركا، نائب مستشار الأمن القومي الذي تعرض لانتقادات باعتباره معادياً للإسلام.
وقد خفف المسؤول البارز في الدولة العضو في الناتو، من انتقاده لروبيو قائلاً إن «الكثير سيعتمد على النواب الذي سيختارهم للعمل معه، وعلى مدى قوة موقفه في مجلس الأمن القومي». وقال آرون ديفيد ميلر، الذي عمل كمستشار للعديد من وزراء الخارجية الجمهوريين والديموقراطيين ويعمل الآن في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: «هناك الكثير من الأجزاء المتحركة ولست متأكداً من أن الأشخاص يعرفون أدوارهم في الوقت الحاضر. سيستغرق الأمر وقتاً، وسيكون فوضوياً جداً».
وقال روبيو في مقابلة مع شبكة سي إن إن في اليوم التالي للانتخابات: «إننا ندخل عصر السياسة الخارجية البراغماتية، حيث يتغير العالم بسرعة. ويتحد الخصوم من كوريا الشمالية إلى إيران والصين وروسيا ...إنهم ينسقون بشكل متزايد... سيتطلب منا أن نكون براغماتيين وحكيمين جداً في شأن كيفية الاستثمار في الخارج وما نفعله وكيف نتعامل مع الأمور».
مع روسيا وضد إيران
وكان روبيو أول الأمر مؤيداً قوياً لقتال أوكرانيا ضد الغزو الروسي واسع النطاق، لكنه صوت ضد التمويل الإضافي لكييف في وقت سابق من هذا العام، ووصف الصراع بأنه «في طريق مسدود».
لكن على غرار ترامب، يبقى روبيو من الصقور في التعامل مع إيران، حيث يرى أنها مصدر لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. وهو من أشد المؤيدين لإسرائيل، ويريد تدمير كل عنصر من عناصر حماس، ملقياً باللوم على الحركة في العدد الهائل من القتلى في قطاع غزة، منذ أن شنت إسرائيل هجومها.