رئيس الدولة ونائباه يهنئون المحتفلين بعيد الميلاد في دولة الإمارات والعالم
الشؤون الخارجية في قلب أجندة الانتخابات الرئاسية:
ماكرون، لوبان: رؤيتان متعارضتان للسياسة الخارجية
• حذر ماكرون من أن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ستكون استفتاء على أوروبا
• تريد مارين لوبان إصلاح الاتحاد الأوروبي من الداخل، ويظل خطها الأوروبي يمينيًا متطرفًا
• ستضع رئاسة لوبان حدا للمشروع الأوروبي، وستصاب أوروبا بالشلل طيلة خمس سنوات
• يرغب الرئيس المنتهية ولايته في تطوير أوروبا الدفاع، من أجل ضمان الاستقلال العسكري للقارة
• تريد مارين لوبان مغادرة القيادة المتكاملة لحلف شمال الأطلسي وترفض أي تبعيّة للولايات المتحدة
بينما كانت فرنسا تصوّت، استمر العالم في الدوران وبسرعة قصوى. تعمل الحرب في أوكرانيا على تسريع التحركات الدولية الكبرى، وتضع الشؤون الخارجية في قلب اجندة الانتخابات الرئاسية. ولئن أخّر الغزو الروسي دخول إيمانويل ماكرون الحملة، فإنه يكشف بوضوح أيضًا رؤية مارين لوبان للعالم، التي تتعارض مع رؤية الرئيس المنتهية ولايته والدبلوماسية التي نفذتها فرنسا في السنوات الأخيرة. السياسة التي يقترحها حزب التجمع الوطني ستكون لها عواقب ثقيلة على مكانة فرنسا في العالم.
واذا كان " إيمانويل ماكرون يقترح استمرار تقوية أوروبا وتأثير فرنسا على الهيئات الدولية، يؤكد ميشيل دوكلو، المستشار الخاص في معهد مونتين ومؤلف كتاب فرنسا في اضطرابات العالم (المرصد 2021)، فان مارين لوبان تقود سياسة انعزالية لفرنسا، تاركة القيادة المتكاملة لحلف الناتو، وجاعلة علاقات باريس مع الاتحاد الأوروبي مستحيلة. امام نوايا التجمع الوطني، واستطلاعات الرأي المتوترة في الجولة الثانية، يتصاعد الذعر في بروكسل كما هو الحال في واشنطن، خوفًا من تفكك التحالف الغربي في خضم المواجهة مع روسيا فلاديمير بوتين. في ما يلي نظرة عامة على النقاط الرئيسية للاختلاف في المسائل الدولية بين المرشحين:
• في مواجهة روسيا ، عقوبات أو "تحالف"
أدانت مارين لوبان، التي زارت فلاديمير بوتين بين الجولتين في انتخابات عام 2017، غزو أوكرانيا منذ اليوم الأول. ومع ذلك، تخطط مرشحة حزب التجمع الوطني للقيام بحملة من أجل "تقارب استراتيجي بين الناتو وروسيا" بمجرد انتهاء الصراع ... وفي برنامجها، تدعو إلى "تحالف" مع هذا البلد بشأن بعض الملفات الجوهرية، مثل الأمن الأوروبي أو محاربة الإرهاب (حملة قامت بها "بشكل منتظم أكثر من أي قوة أخرى").
منذ بداية الحرب، أعربت باستمرار عن معارضتها للعقوبات ضد موسكو، معتقدة أنها تضر بالمستهلكين الأوروبيين. وتقول تارا فارما، مديرة مكتب باريس للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "إن رئاسة لوبان ستخلق فجوات هائلة في الوحدة الأوروبية وعبر الأطلسية في مواجهة روسيا": لأنه إذا عارضتها فرنسا، يمكن لدول أوروبية أخرى الاستفادة من تأثير الدومينو ورفع هذه العقوبات.
من جهته، يحاول إيمانويل ماكرون اتباع نفس الخط ضد الكرملين خلال فترة رئاسته: الحوار والحزم. فبينما لم تكن لديه أي نيّة للتراجع عن العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو منذ غزو شبه جزيرة القرم عام 2014، حاول الرئيس الفرنسي عدة مرات فتح طرق جديدة للمفاوضات مع فلاديمير بوتين (بالإشارة على وجه الخصوص إلى الحاجة إلى "إعادة ابتكار هيكل للأمن والثقة" بين الاتحاد الأوروبي وروسيا عام 2019)، ولكن دون جدوى. وسعى للحفاظ على هذا الحوار مع الرئيس الروسي منذ بداية الحرب، مع تعزيز العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية.
• المشروع الأوروبي نقطة الخلاف الرئيسية
حذر إيمانويل ماكرون في 12 أبريل، من أن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ستكون "استفتاء على أوروبا"، ويقترح الذهاب إلى "أوروبا ذات سيادة" يناضل من أجلها منذ خمس سنوات، والتي تكتسب فكرتها أرضية في بروكسل، ولكن أيضًا في ألمانيا وهولندا.
ديناميكية، تريد مارين لوبان إيقافها بأي ثمن. عام 2017، كلفتها رغبتها في مغادرة منطقة اليورو الكثير. واليوم، لم يعد هناك أي مجال لهذا الوعد أو رسميًا "للفريكسيت"، اذ تقول المرشحة إنها تريد "إصلاح الاتحاد الأوروبي من الداخل". و"بهذه المفردات، تقول بالضبط نفس الشيء الذي يقوله فيكتور أوربان في المجر وماتيو سالفيني في إيطاليا، تلاحظ تارا فارما، ليظل خطها الأوروبي يمينيّا متطرفًا ".
في برنامجها، توضح لوبان أنها تريد إنشاء "تحالف أوروبي للأمم يهدف إلى استبدال الاتحاد الأوروبي تدريجيًا"، وتؤكد أنها طورت اتصالات "مع عدد من رؤساء الحكومات" لتنفيذ هذا المشروع. في غضون ذلك، يعتزم التجمع الوطني إعطاء الأسبقية لقواعده الخاصة على القانون الأوروبي، بما يتعارض مع المعاهدات الأوروبية. إن "استراتيجية لوبان الجديدة تنسخ النموذجين المجري والبولندي، يرى الدبلوماسي البريطاني السابق إيان بوند، في مذكرة لمركز الإصلاح الأوروبي. انها ترفض تطبيق القوانين الأوروبية التي لا تحبها، ولا سيما تلك التي تمنعها من تفضيل المواطنين الفرنسيين على مواطني الدول الأوروبية الأخرى. ولكن على عكس المجر أو بولندا أو حتى المملكة المتحدة، لا غنى عن فرنسا بالنسبة للاتحاد الأوروبي ".
إذا دخلت باريس في صراع مفتوح مع المؤسسات الأوروبية، كما تقترح مارين لوبان، فإن الصرح الأوروبي بأكمله سيكون في خطر. ويؤكد ميشيل دوكلو أن "رئاسة لوبان ستضع حدا للمشروع الأوروبي. ستحاول المؤسسات الأوروبية تخفيف الضربة، لكن أوروبا ستصاب بالشلل طيلة خمس سنوات. إن المجر وبولندا انفصاليتان من حيث القيم الا ان تأثيرهما ضئيل على السياسات الاقتصادية أو المالية أو الزراعية للاتحاد الأوروبي، على عكس فرنسا لوبان التي ستوجّه ضربة مروّعة لأوروبا".
• الثنائي الفرنسي الألماني في الميزان
إذا كان إيمانويل ماكرون قد جعل الثنائي الفرنسي-الألماني في قلب المفاعل الأوروبي، لا سيما من خلال إقناع أنجيلا ميركل بقرض مشترك لتمويل خطط التعافي في صيف عام 2020، فإن مارين لوبان تريد الطلاق، أو على الأقل الانفصال. في مؤتمر صحفي يوم 13 أبريل، نددت بـ "العمى الفرنسي في برلين" ووعدت، في برنامجها، بـ "إنهاء التعاون الصناعي مع ألمانيا في مجال التسلح". وتقول مرشحة حزب التجمع الوطني، إنها تفضل "تعزيز التعاون مع المملكة المتحدة" وحكومتها المؤيدة للبريكسيت.
• الناتو خط فاصل مع الغرب
عام 2019، في مواجهة استفزازات رجب طيب أردوغان وتهديدات دونالد ترامب المستمرة، أعلن إيمانويل ماكرون أن الناتو "ميت سريريا". منذئذ، أيقظت الحرب في أوكرانيا التحالف عبر الأطلسي، وتقوم فرنسا بدورها الكامل في الجهد العسكري الغربي لمواجهة روسيا. وبالتوازي مع التزامه المؤيد للناتو، يرغب الرئيس المنتهية ولايته في تطوير أوروبا الدفاع، من أجل ضمان الاستقلال العسكري للقارة.
من جهتها، تريد مارين لوبان، مغادرة القيادة المتكاملة لحلف شمال الأطلسي، وتقول إنها ترفض "أي تبعيّة للولايات المتحدة". ويعتقد ميشيل دوكلو، ان "ترك القيادة المتكاملة لحلف شمال الأطلسي، يعني انعدام ثقة بقية العالم الغربي في باريس، ولكنه يعني أيضًا، خسارة كبيرة لنفوذ فرنسا في الخارج، حيث ستفقد السيطرة على تقدم حراك أوروبا الشرقية أو على إعادة هيكلة القوات المسلحة ... اما على المستوى السياسي، فهذا يعني أيضًا تمزق الجبهة الغربية، مما سيشجع فلاديمير بوتين على مواصلة حركته".
• مع لوبان ، نظام جديد لتحالفات عشوائية
في عرضها، تنتقد مارين لوبان دولة واحدة فقط، وهي الولايات المتحدة بسبب الولاية القضائية "خارج الحدود الإقليمية"، ولم تذكر روسيا إلا بشكل غير مباشر عند الحديث عن الحرب في أوكرانيا، في حين وصفت الصين فقط بأنها البلد الأصلي لـ كوفيد-19. وتقترح مرشحة التجمع الوطني اتباع خط لسياسة خارجية "لا تخضع لموسكو"، ولا "تبعية تجاه إدارة بايدن".
وفق التجمع الوطني، ستقوم فرنسا حينها بتطبيق "سياسة الأيادي الحرة" في الخارج، تتمحور حول العلاقات الثنائية. في الواقع، تتبع لوبان منطقا على طريقة دونالد ترامب، وتراهن بكل ما عندها على الأحادية، تحلّل تارا فارما. كل شيء يتقرر لمصلحة فرنسا الخالصة، بدون موقف مبدئي ولكن بمنطق المعاملات الصرف".
ويعتقد إيان بوند، من مركز الإصلاح الأوروبي، أن سياسة " الأيادي الحرة " تكشف عن "أوهام العظمة" لدى مارين لوبان على الساحة الدولية: "إنها سياسة خارجية على مقاس قوة عظمى، وليس لقوة أوروبية متوسطة قررت إهمال تحالفاتها مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. حتى المملكة المتحدة، بعد البريكسيت، حاولت تعويض خسارة نفوذها الأوروبي من خلال زيادة مشاركتها السياسية والعسكرية في الناتو، وكذلك علاقاتها الثنائية مع الولايات المتحدة".
في سياق الحرب في أوكرانيا، لا شك أن المناظرة بين المرشحين، الأربعاء 20 أبريل، ستتركز بشكل كبير على الساحة الدولية والمكانة التي تحتلها فرنسا.
------------------
• تريد مارين لوبان إصلاح الاتحاد الأوروبي من الداخل، ويظل خطها الأوروبي يمينيًا متطرفًا
• ستضع رئاسة لوبان حدا للمشروع الأوروبي، وستصاب أوروبا بالشلل طيلة خمس سنوات
• يرغب الرئيس المنتهية ولايته في تطوير أوروبا الدفاع، من أجل ضمان الاستقلال العسكري للقارة
• تريد مارين لوبان مغادرة القيادة المتكاملة لحلف شمال الأطلسي وترفض أي تبعيّة للولايات المتحدة
بينما كانت فرنسا تصوّت، استمر العالم في الدوران وبسرعة قصوى. تعمل الحرب في أوكرانيا على تسريع التحركات الدولية الكبرى، وتضع الشؤون الخارجية في قلب اجندة الانتخابات الرئاسية. ولئن أخّر الغزو الروسي دخول إيمانويل ماكرون الحملة، فإنه يكشف بوضوح أيضًا رؤية مارين لوبان للعالم، التي تتعارض مع رؤية الرئيس المنتهية ولايته والدبلوماسية التي نفذتها فرنسا في السنوات الأخيرة. السياسة التي يقترحها حزب التجمع الوطني ستكون لها عواقب ثقيلة على مكانة فرنسا في العالم.
واذا كان " إيمانويل ماكرون يقترح استمرار تقوية أوروبا وتأثير فرنسا على الهيئات الدولية، يؤكد ميشيل دوكلو، المستشار الخاص في معهد مونتين ومؤلف كتاب فرنسا في اضطرابات العالم (المرصد 2021)، فان مارين لوبان تقود سياسة انعزالية لفرنسا، تاركة القيادة المتكاملة لحلف الناتو، وجاعلة علاقات باريس مع الاتحاد الأوروبي مستحيلة. امام نوايا التجمع الوطني، واستطلاعات الرأي المتوترة في الجولة الثانية، يتصاعد الذعر في بروكسل كما هو الحال في واشنطن، خوفًا من تفكك التحالف الغربي في خضم المواجهة مع روسيا فلاديمير بوتين. في ما يلي نظرة عامة على النقاط الرئيسية للاختلاف في المسائل الدولية بين المرشحين:
• في مواجهة روسيا ، عقوبات أو "تحالف"
أدانت مارين لوبان، التي زارت فلاديمير بوتين بين الجولتين في انتخابات عام 2017، غزو أوكرانيا منذ اليوم الأول. ومع ذلك، تخطط مرشحة حزب التجمع الوطني للقيام بحملة من أجل "تقارب استراتيجي بين الناتو وروسيا" بمجرد انتهاء الصراع ... وفي برنامجها، تدعو إلى "تحالف" مع هذا البلد بشأن بعض الملفات الجوهرية، مثل الأمن الأوروبي أو محاربة الإرهاب (حملة قامت بها "بشكل منتظم أكثر من أي قوة أخرى").
منذ بداية الحرب، أعربت باستمرار عن معارضتها للعقوبات ضد موسكو، معتقدة أنها تضر بالمستهلكين الأوروبيين. وتقول تارا فارما، مديرة مكتب باريس للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "إن رئاسة لوبان ستخلق فجوات هائلة في الوحدة الأوروبية وعبر الأطلسية في مواجهة روسيا": لأنه إذا عارضتها فرنسا، يمكن لدول أوروبية أخرى الاستفادة من تأثير الدومينو ورفع هذه العقوبات.
من جهته، يحاول إيمانويل ماكرون اتباع نفس الخط ضد الكرملين خلال فترة رئاسته: الحوار والحزم. فبينما لم تكن لديه أي نيّة للتراجع عن العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو منذ غزو شبه جزيرة القرم عام 2014، حاول الرئيس الفرنسي عدة مرات فتح طرق جديدة للمفاوضات مع فلاديمير بوتين (بالإشارة على وجه الخصوص إلى الحاجة إلى "إعادة ابتكار هيكل للأمن والثقة" بين الاتحاد الأوروبي وروسيا عام 2019)، ولكن دون جدوى. وسعى للحفاظ على هذا الحوار مع الرئيس الروسي منذ بداية الحرب، مع تعزيز العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية.
• المشروع الأوروبي نقطة الخلاف الرئيسية
حذر إيمانويل ماكرون في 12 أبريل، من أن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ستكون "استفتاء على أوروبا"، ويقترح الذهاب إلى "أوروبا ذات سيادة" يناضل من أجلها منذ خمس سنوات، والتي تكتسب فكرتها أرضية في بروكسل، ولكن أيضًا في ألمانيا وهولندا.
ديناميكية، تريد مارين لوبان إيقافها بأي ثمن. عام 2017، كلفتها رغبتها في مغادرة منطقة اليورو الكثير. واليوم، لم يعد هناك أي مجال لهذا الوعد أو رسميًا "للفريكسيت"، اذ تقول المرشحة إنها تريد "إصلاح الاتحاد الأوروبي من الداخل". و"بهذه المفردات، تقول بالضبط نفس الشيء الذي يقوله فيكتور أوربان في المجر وماتيو سالفيني في إيطاليا، تلاحظ تارا فارما، ليظل خطها الأوروبي يمينيّا متطرفًا ".
في برنامجها، توضح لوبان أنها تريد إنشاء "تحالف أوروبي للأمم يهدف إلى استبدال الاتحاد الأوروبي تدريجيًا"، وتؤكد أنها طورت اتصالات "مع عدد من رؤساء الحكومات" لتنفيذ هذا المشروع. في غضون ذلك، يعتزم التجمع الوطني إعطاء الأسبقية لقواعده الخاصة على القانون الأوروبي، بما يتعارض مع المعاهدات الأوروبية. إن "استراتيجية لوبان الجديدة تنسخ النموذجين المجري والبولندي، يرى الدبلوماسي البريطاني السابق إيان بوند، في مذكرة لمركز الإصلاح الأوروبي. انها ترفض تطبيق القوانين الأوروبية التي لا تحبها، ولا سيما تلك التي تمنعها من تفضيل المواطنين الفرنسيين على مواطني الدول الأوروبية الأخرى. ولكن على عكس المجر أو بولندا أو حتى المملكة المتحدة، لا غنى عن فرنسا بالنسبة للاتحاد الأوروبي ".
إذا دخلت باريس في صراع مفتوح مع المؤسسات الأوروبية، كما تقترح مارين لوبان، فإن الصرح الأوروبي بأكمله سيكون في خطر. ويؤكد ميشيل دوكلو أن "رئاسة لوبان ستضع حدا للمشروع الأوروبي. ستحاول المؤسسات الأوروبية تخفيف الضربة، لكن أوروبا ستصاب بالشلل طيلة خمس سنوات. إن المجر وبولندا انفصاليتان من حيث القيم الا ان تأثيرهما ضئيل على السياسات الاقتصادية أو المالية أو الزراعية للاتحاد الأوروبي، على عكس فرنسا لوبان التي ستوجّه ضربة مروّعة لأوروبا".
• الثنائي الفرنسي الألماني في الميزان
إذا كان إيمانويل ماكرون قد جعل الثنائي الفرنسي-الألماني في قلب المفاعل الأوروبي، لا سيما من خلال إقناع أنجيلا ميركل بقرض مشترك لتمويل خطط التعافي في صيف عام 2020، فإن مارين لوبان تريد الطلاق، أو على الأقل الانفصال. في مؤتمر صحفي يوم 13 أبريل، نددت بـ "العمى الفرنسي في برلين" ووعدت، في برنامجها، بـ "إنهاء التعاون الصناعي مع ألمانيا في مجال التسلح". وتقول مرشحة حزب التجمع الوطني، إنها تفضل "تعزيز التعاون مع المملكة المتحدة" وحكومتها المؤيدة للبريكسيت.
• الناتو خط فاصل مع الغرب
عام 2019، في مواجهة استفزازات رجب طيب أردوغان وتهديدات دونالد ترامب المستمرة، أعلن إيمانويل ماكرون أن الناتو "ميت سريريا". منذئذ، أيقظت الحرب في أوكرانيا التحالف عبر الأطلسي، وتقوم فرنسا بدورها الكامل في الجهد العسكري الغربي لمواجهة روسيا. وبالتوازي مع التزامه المؤيد للناتو، يرغب الرئيس المنتهية ولايته في تطوير أوروبا الدفاع، من أجل ضمان الاستقلال العسكري للقارة.
من جهتها، تريد مارين لوبان، مغادرة القيادة المتكاملة لحلف شمال الأطلسي، وتقول إنها ترفض "أي تبعيّة للولايات المتحدة". ويعتقد ميشيل دوكلو، ان "ترك القيادة المتكاملة لحلف شمال الأطلسي، يعني انعدام ثقة بقية العالم الغربي في باريس، ولكنه يعني أيضًا، خسارة كبيرة لنفوذ فرنسا في الخارج، حيث ستفقد السيطرة على تقدم حراك أوروبا الشرقية أو على إعادة هيكلة القوات المسلحة ... اما على المستوى السياسي، فهذا يعني أيضًا تمزق الجبهة الغربية، مما سيشجع فلاديمير بوتين على مواصلة حركته".
• مع لوبان ، نظام جديد لتحالفات عشوائية
في عرضها، تنتقد مارين لوبان دولة واحدة فقط، وهي الولايات المتحدة بسبب الولاية القضائية "خارج الحدود الإقليمية"، ولم تذكر روسيا إلا بشكل غير مباشر عند الحديث عن الحرب في أوكرانيا، في حين وصفت الصين فقط بأنها البلد الأصلي لـ كوفيد-19. وتقترح مرشحة التجمع الوطني اتباع خط لسياسة خارجية "لا تخضع لموسكو"، ولا "تبعية تجاه إدارة بايدن".
وفق التجمع الوطني، ستقوم فرنسا حينها بتطبيق "سياسة الأيادي الحرة" في الخارج، تتمحور حول العلاقات الثنائية. في الواقع، تتبع لوبان منطقا على طريقة دونالد ترامب، وتراهن بكل ما عندها على الأحادية، تحلّل تارا فارما. كل شيء يتقرر لمصلحة فرنسا الخالصة، بدون موقف مبدئي ولكن بمنطق المعاملات الصرف".
ويعتقد إيان بوند، من مركز الإصلاح الأوروبي، أن سياسة " الأيادي الحرة " تكشف عن "أوهام العظمة" لدى مارين لوبان على الساحة الدولية: "إنها سياسة خارجية على مقاس قوة عظمى، وليس لقوة أوروبية متوسطة قررت إهمال تحالفاتها مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. حتى المملكة المتحدة، بعد البريكسيت، حاولت تعويض خسارة نفوذها الأوروبي من خلال زيادة مشاركتها السياسية والعسكرية في الناتو، وكذلك علاقاتها الثنائية مع الولايات المتحدة".
في سياق الحرب في أوكرانيا، لا شك أن المناظرة بين المرشحين، الأربعاء 20 أبريل، ستتركز بشكل كبير على الساحة الدولية والمكانة التي تحتلها فرنسا.
------------------