على غرار التي تحتضنها طوكيو

ما هي «أسوأ» خمس ألعاب أولمبية في التاريخ...؟

ما هي «أسوأ» خمس ألعاب أولمبية في التاريخ...؟

- أولمبياد طوكيو الفوضوية ليست الأولى من نوعها ولا الأسوأ في التاريخ
- خضعت العديد من الألعاب الأولمبية الصيفية لاضطرابات تاريخية خارج الإطار الرياضي


افتتحت الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 يوم الجمعة في طوكيو في سياق خاص للغاية. تم تأجيلها بسبب الوباء، وستجري اطوارها بدون متفرجين، وتم رصد العديد من حالات كوفيد-19 بين المشاركين.    ومما زاد الطين بلة، أن العديد من منظمي هذه الألعاب الأولمبية أجبروا على الاستقالة. السبب، “نكات” حول الهولوكوست، والمعاقين والنساء، أو حتى السمنة. أخيرًا، استدعى دب بني نفسه إلى الملعب قبل مباراة في سوفتبال.   بعد هذه المصائب المتتالية، يتحدث البعض من الآن عن ألعاب أولمبية ملعونة. لكن أولمبياد طوكيو الفوضوية ليست الأولى من نوعها ولا الأسوأ في التاريخ. وقد القت مجلة لوبوان الفرنسية، نظرة على هذه الألعاب الأولمبية التي ميزت التاريخ بشكل سيء.

برلين، 1936
   بعد ثلاث سنوات من وصول النازيين إلى السلطة، استضافت العاصمة الألمانية الألعاب الأولمبية الصيفية بضجة كبيرة. يعتزم أدولف هتلر جعل هذه الألعاب عرضًا فخمًا لنظامه وأيديولوجيته. تم اختيار كاميرا ليني ريفنستال لتضخيم الحدث، وقرر هتلر أيضًا إنشاء ممرّ لتناوب الشعلة الأولمبية، وهي ممارسة مستوحاة من العصور القديمة ولا تزال موجودة حتى اليوم.
   استفزتها ألمانيا الهتلرية، قررت الجمهورية الإسبانية، تنظيم ألعابها المنافسة. وهذه “الألعاب الشعبية المضادة”، ستستقبل رياضيين ورياضيات من الهواة، وحتى من البلدان المستعمرة.

  بالإضافة إلى المسابقات الرياضية، بُرمجت فعاليات للرسم والنحت والتصوير والأدب والتصميم. وكانت فرنسا مكرّمة بـ 1500 رياضي، الا ان الانقلاب العسكري الذي قام به فرانكو سيمنع، في الاخير، حدوث هذه التجربة. اختار بعض الرياضيين الفرنسيين البقاء والقتال إلى جانب الجمهوريين، وذهب آخرون إلى الألعاب الأولمبية في برلين، حيث شاركوا في الاستعراض أمام هتلر.

   ظهر حينها سؤال حساس: كيف نحيي دكتاتورًا فاشيًا خلال مسابقة رياضية؟ إن التحية الأولمبية الصارمة تشبه في الواقع ذراع هتلر الممدودة. لذلك اختارت غالبية الوفود رفع القبعة، أو التحية عسكريا، أو عدم التحية على الإطلاق.

   ادار ممثلو إنجلترا والولايات المتحدة رؤوسهم أمام المنصة، غير ان فرنسا واليونان وإيطاليا وكندا، استخدمت التحية الأولمبية، وحظيت بهتافات المتفرجين الألمان الذين اعتبروا هذه البادرة دليل دعم. وسيذكر التاريخ من هذه الألعاب الميداليات الأربع للرياضي الأمريكي الأفريقي جيسي أوينز. ومع ذلك، كانت ألمانيا هي الفائزة في الترتيب النهائي برصيد 89 ميدالية.

1940، دورة الالعاب الاولمبية الصيفية
   بعد برلين، تم اختيار طوكيو لاستضافة الألعاب الأولمبية. ولكن عام 1937، غزت اليابان الصين، وبالتالي تخلت عن استضافة الألعاب للتركيز على جهودها الحربية.
   تم اختيار هلسنكي، العاصمة الفنلندية، لتحل محل طوكيو. ومع ذلك، في عام 1939، غزا الاتحاد السوفياتي فنلندا، التي تخلّت بدورها لنفس الأسباب.
   في النهاية، غرق العالم كله في الحرب، الأمر الذي أدى إلى الإلغاء التام لألعاب عام 1940. وهي سابقة في التاريخ منذ الألعاب الأولمبية في برلين عام 1916، والتي سبق ان عانت من نفس المصير بسبب الحرب العالمية. كما سيتم إلغاء ألعاب عام 1944 للأسباب ذاتها.

ميونيخ، 1972
   في 5 سبتمبر 1972، في الساعة 4.30 صباحًا، دخل ثمانية رجال يرتدون ملابس رياضية إلى القرية الأولمبية في ميونيخ. وقد ساعدهم أعضاء من الوفد الكندي في ذلك، ظنّا منهم أنهم رياضيون. في الواقع كانوا عناصر من منظمة أيلول الأسود الفلسطينية، يحملون في حقائبهم الرياضية الضخمة بنادق هجومية ومسدسات وقنابل يدوية.

    دخل الكوماندوس المبنى واتجه نحو مقر الوفد الإسرائيلي. وهناك قتلوا اثنين من الرياضيين الإسرائيليين وأخذوا تسعة آخرين كرهائن. في الخامسة صباحًا، أبلغوا الشرطة الألمانية مطالبهم: إطلاق سراح 236 فلسطينيًا محتجزًا في إسرائيل وعناصر من الجيش الأحمر، أندرياس بادر وأولريك ماينهوف، المحتجزين في ألمانيا. وإلا فإنهم يهددون بإعدام رهينة كل ساعة وإلقاء الجثث من النافذة.

   خلال المفاوضات، استمرّت الأحداث الرياضية وكأنّ شيئا لم يحدث. انتهى الكوماندوس بالمطالبة بطائرة للمغادرة. وافقت السلطات الألمانية وخططت للإفراج عن الرهائن في المطار. وأعقبت ذلك عملية إنقاذ كارثية أسفرت عن مقتل تسعة رهائن وخمسة مختطفين وشرطي ألماني.
   انتظم موكب تأبيني من قبل أفيري بروندج، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، الذي أشاد بقوة الحركة الأولمبية، وقال إن الألعاب يجب أن تستمر دون أي اشارة الى الرياضيين الذين قتلوا. استأنفت الألعاب أخيرًا وكأنّ شيئًا لم يكن. وخلال مباراة كرة القدم بين فريق المانيا الغربية والمجر، رفع مشجعون لافتة كتب عليها “17 قتيلا، هل حقا نسيتموهم بسرعة؟”... افتك الأمن اللافتة، وطرد المشجعين من الملعب.

موسكو، 1980
   عام 1980، كان على الاتحاد السوفياتي إدارة تنظيم الألعاب الأولمبية في موسكو أثناء غزو أفغانستان، حيث كانت المقاومة المحلية أكثر عنادًا مما كان متوقعًا.
  غاضبة من الفظائع التي ارتكبها الجيش الأحمر، قررت ستة وستون دولة مقاطعة الحدث، من بينها الولايات المتحدة وبعض حلفائها والصين (التي تدعم وتمول المجاهدين الأفغان) والعديد من الدول الإسلامية. وشاركت بعض الدول في الأولمبياد، لكنها اعلنت دعم المقاطعة من حيث المبدأ.
  رداً على ذلك، قرر السوفيات عدم عزف أناشيدهم تلك الدول الوطنية وسحب أعلامهم، واستبدالها بالراية الأولمبية. هذا القرار، أدى إلى مواقف غريبة إلى حد ما، حيث شهد حفل لتسليم ميدالية صعود ثلاثة أعلام أولمبية.

لوس أنجلوس، 1984
   ردا على مقاطعة ألعابهم قبل ذلك بأربع سنوات، قرر السوفيات عدم المشاركة في الألعاب التي نظمت في لوس أنجلوس عام 1984. السبب المقدم: المشاعر “الشوفينية” و”الهستيريا المعادية للسوفيات التي تم الكشف عنها بشكل واضح وعلنًا في الولايات المتحدة».
   تم دعم مبادرة الاتحاد السوفياتي من قبل خمسة عشر دولة تدور في فلكه، منها أفغانستان وكوبا وكوريا الشمالية وفيتنام... شيء غير عادي:
كانت إيران وألبانيا قد قاطعتا دورة الألعاب الأولمبية لعام 1980 وألعاب عام 1984.
  ورغم المبادرة السوفياتية،
 شاركت 140 دولة في الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس... رقم قياسي منذ إنشاء الألعاب عام 1896.