ما هي خطة الصين للسيطرة على تايوان؟

ما هي خطة الصين للسيطرة على تايوان؟

لاحظت الخبيرة في الشؤون الصينية سيمون غاو عدداً من التحركات الصينية الحديثة، التي تشير إلى أن بكين تستعد لحرب مع تايوان، حسب رأيها.
وكتبت في صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الصين سنّت قانوناً جديداً مرتبطاً بجنود الاحتياط نص على رفع سن تقاعد ضباط الاحتياط من 55 إلى 60 عاماً. ومنذ 1 مارس (آذار)، أنشئت مكاتب تعبئة دفاعية محلية في 10 مقاطعات على الأقل لمساعدة الحكومة على التحول إلى وضعية الاستعداد للحرب. في المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي السنة الماضية، وقام المكتب السياسي المركزي بترقية 5 من أمناء الحزب في المحافظات وهم من ذوي الخبرة في الصناعة الدفاعية. أوضحت غاو أن هذه الخطوات لا تعني بالضرورة أن الغزو العسكري وشيك. ستكون هذه الخطة البديلة للحزب الشيوعي. السيناريو الأكثر ترجيحاً حسب رأيها هو سيطرة أقل كلفة على تايوان من خلال استراتيجية للحزب أثبت الزمن صحتها تدعى الجبهة الموحدة.
 
إحدى علامات بروز الجبهة الموحدة هي انتخاب نائب رئيس المجموعة القيادية المركزية حول تايوان وانغ هانينغ رئيساً للجنة الوطنية للمؤتمر السياسي الاستشاري للشعب الصيني، وهي الهيئة الحكومية التي تقود الجبهة الموحدة في بكين. تنطوي هذه الاستراتيجية على اختراق واستمالة المعارضة، وكان لها دوراً محورياً في صعود الحزب الشيوعي بعد الحرب الأهلية مع الكومينتانغ، المعروف أيضاً باسم الحزب القومي الصيني.
 
في الأساس، كان الحزب القومي أقوى بكثير من الحزب الشيوعي. لكن الشيوعيين انتصروا عبر التغلغل في قوات الكومينتانغ فحولوا العديد من الجنرالات إلى متعاطفين أو زرعوا جواسيس شيوعيين كأمناء لهم. بعد الوصول إلى السلطة في البر الرئيسي سنة 1949، بنى الحزب الشيوعي إدارات للجبهة الموحدة على امتداد تنظيمه. بفعل روابط تايوان العديدة مع الصين، اخترق الحزب الأعمال والإعلام والمجموعات الدينية والأحزاب السياسية وحتى الجيش في تايوان. يجب عدم التقليل من شأن قدرة بكين على التاثير والتفوق من خلال هذه الطرق.
 
يمكن توصيف تكتيكات التخويف الحالية للرئيس الصيني شي جين بينغ مثل تحليق المقاتلات قرب تايوان كجزء من استراتيجية “استخدام الحرب لإنفاذ السلام”. هو يريد من تايوان الاعتقاد بأن الحرب وشيكة إذا لم تخضع لإرادته. لكن إذا فشل جهد الجبهة المتحدة، فمن المحتمل أن يلجأ للقوة. بعكس أسلافه، وضع شي موعداً نهائياً للسيطرة على الجزيرة. أصدر المؤتمر الوطني التاسع عشر تقريراً في 2017 وقد حدد سنة 2049 التي تصادف الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية كموعد نهائي لتحقيق “التجديد العظيم” للأمة الصينية والذي يعرف أيضاً باسم الحلم الصيني وهي عبارة صاغها الرئيس الصيني. تقول الوثيقة نفسها إن “إعادة توحيد الوطن الأم” هي شرط أساسي لذلك التوحيد.
 
تشير الحكمة التقليدية إلى أن شي حدد لنفسه مهمة إعادة توحيد جمهورية الصين الشعبية وتايوان. في حديث إلى غاو، قال نائب في المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني وضابط متقاعد من جيش التحرير الشعبي إن شي تمكن من تعديل الدستور وإلغاء قواعد الحزب التي تمنع من انتخاب رئيس لولاية ثالثة، لأنه وعد باستعادة تايوان. لم يكن هذا مكتوباً بشكل رسمي في أي وثيقة حزبية، لكن تم التعبير عنه بين مسؤولين رفيعي المستوى. وقال إنه لو فشل شي باستعادة تايوان فسيتعين عليه التنحي بشكل مخزٍ.
 
هل سيلتزم شي بالجبهة الموحدة أم سيلجأ للقوة؟
حسب غاو، ستكون انتخابات تايوان الرئاسية في يناير (كانون الثاني) 2024 مؤشراً. إذا خسر مرشح الكومينتانغ واحتفظ الحزب الديموقراطي التقدمي الأكثر ميلاً للاستقلال بالسلطة، فقد ترى الصين أن فرص إعادة التوحيد السلمية تتقلص بشكل كبير.
سيحاول الحزب الشيوعي التأثير على نتيجة الانتخابات عبر نشر الخوف من أن إعادة انتخاب مرشح الحزب الديموقراطي التقدمي ستطلق اجتياحاً، بصرف النظر عما إذا كان ذلك نية بكين أم لا. يقول بعض الخبراء العسكريين إن اجتياحاً صينياً لتايوان غير مرجح في السنتين المقبلتين بناء على القاعدة العامة التي تقول إن دولة تتهيأ للتحرك العسكري تطلق إشارات استعداد قبل ذلك. قال الخبير في الشؤون الصينية والضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية جون كالفر إن الصين ستظهر على الأرجح إشارات عن نواياها الحربية قبل 18 إلى 24 شهراً عبر خطوات مثل زيادة مخازن الذخائر المهمة والأسلحة الدقيقة التوجيه.
 
إن الضابط المتقاعد الذي خدم في جيش التحرير الشعبي طوال عقود وأعد خططاً لمعارك الحرب حول تايوان قال إن الاستعدادات العامة للحرب مع الجزيرة، من ضمنها إنتاج شامل للأسلحة، تم تنفيذها جزئياً منذ فترة طويلة. كانت الصين تستعد منذ وصل الحزب الشيوعي إلى السلطة سنة 1949. يمكن أن يحتاج الجيش لبضعة أشهر من التعبئة قبل إطلاق الرصاصة الأولى. قد يرى شي أن نافذة فرصته لاستعادة تايوان تغلق. يخسر الاقتصاد الصيني زخمه بينما يتعزز التحالف الغربي. قد يضطر الحزب الشيوعي الصيني قريباً إلى اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيلتزم بالجبهة الوحدة أو يختار المواجهة.