تحت رعاية رئيس الدولة.. خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج جامعة خليفة لعام 2025
مجزرة جديدة في غرب النيجر تحصد 200 قتيل
شهدت قرى في غرب النيجر قرب الحدود مع مالي في غضون ستّة أيام هجمات شنّها مسلّحون يشتبه بأنّهم إرهابيون وراح ضحّيتها أكثر من 200 قتيل، بينهم 137 مدنياً قتلوا يوم أول أول أمس الأحد في منطقة تاهوا.
ويعتبر تكثيف هذه الهجمات التحدي الأكبر الذي يواجهه رئيس البلاد الجديد محمد بازوم، خليفة محمدو إيسوفو، والذي أكدت المحكمة الدستورية في النيجر فوزه بالانتخابات الرئاسية الأحد. وهذه هي الهجمات الإرهابية الأكثر دموية في النيجر منذ سنوات.
ومساء الاثنين أعلنت الحكومة النيجرية أنّ الهجمات المسلّحة التي شنّها إرهابيون ضدّ قرى في منطقة تاهوا القريبة من الحدود مع مالي يوم الأحد أسفرت عن مقتل 137 شخصاً، لترتفع بذلك حصيلة قتلى الهجمات الإرهابية في هذه المنطقة في غضون ستة أيام إلى 203.
وقال المتحدّث باسم الحكومة زكريا عبد الرحمن في بيان عبر التلفزيون الحكومي إنّ “هذه العصابات المسلّحة التي باتت تستهدف المدنيين بصورة ممنهجة اجتازت مرحلة جديدة من الرعب والهمجية».
وأضاف أنّ “الحكومة تدين هذه الأعمال الهمجية التي يرتكبها أفراد لا دين لهم ولا قانون”، مشيراً إلى أنّ الحكومة أعلنت “حداداً وطنياً لمدة ثلاثة أيام” ابتداءً من الثلاثاء.
وقال البيان إنّ “إجراءات أمنية وصحيّة معزّزة اتّخذت في المنطقة، وفُتح تحقيق للقبض على مرتكبي هذه الأعمال الجبانة والإجرامية وتقديمهم للمحاكمة».
وكانت مصادر في الأجهزة الأمنية النيجرية أفادت صباح الاثنين بأنّ “الحصيلة الموقتة تفيد بسقوط 60 قتيلاً” في الهجمات التي وقعت الأحد.
ووفقاً لمسؤول محلي فإنّ “مسلّحين وصلوا على متن دراجات نارية وأطلقوا النار على كل شيء يتحرك. هاجموا إنتازاين وبكواراتي وويستاني والمناطق المحيطة».
والمناطق المستهدفة تقع في منطقة تاهوا القريبة من تيلابيري وكلاهما قريبتان من الحدود مع مالي.
ومنطقة تيلابيري تقع في منطقة معروفة بـ”الحدود الثلاث” عند تخوم النيجر ومالي وبوركينا فاسو التي تتعرض بانتظام لهجمات الإرهابيين.
ووفقا لفوزي إيسينتاغ رئيس بلدية تيليا التي تقع ضمن أراضيها القرى التي تعرضت للهجوم فإنّ المهاجمين “أطلقوا النار على الناس وأخذوا الماشية».
وفي 15 آذار/مارس شن مسلحون يشتبه بأنهم إرهابيون فيها هجمات عدة على سيارات عائدة من السوق الأسبوعية في بانيبنغو. كذلك، استهدفوا بلدة داري-داي وقتلوا سكانا وأحرقوا سيارات ومخازن الحبوب. وبلغت حصيلة هذه الهجمات 66 قتيلا.
وفي اليوم نفسه، أدى هجوم تبناه تنظيم داعش على الجيش المالي في “الحدود الثلاث” إلى مقتل 33 جندياً.
وفي الثاني من كانون الثاني/يناير قتل 100 شخص بهجمات على قريتين في منطقة مانغايزي، في واحدة من أسوأ المذابح التي تعرّض لها مدنيون في النيجر.
وقبل ذلك بعام، في التاسع من كانون الثاني/يناير 2020، قتل 89 جندياً نيجرياً في هجوم على معسكر تشينيغودار. وفي 10 كانون الأول/ديسمبر 2019، قتل 71 جنديا نيجريا في هجوم في إيناتس، وهي بلدة أخرى في منطقة تيلابيري.
وقد تبنى تنظيم داعش هذين الهجومين اللذين نفذّا على الجيش النيجري وأصابا البلاد بصدمة.
ورغم أن تاهوا قريبة من منطقة “الحدود الثلاث”، إلا أنّها ليست جزءاً منها وهي تتعرض أيضا لهجمات منتظمة من قبل الإرهابيين.
ويعود آخر هجوم معروف إلى حزيران/يونيو 2020، قتل خلاله ثلاثة مدنيين على الأقل بعد تنفيذ غارة على موقع يؤوي لاجئين ماليين في إنتيكان.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2016، أسفر هجوم منسوب إلى إرهابيين عن مقتل 22 جنديا كانوا متمركزين في مخيم للاجئين في تازاليت.
وتعهد محمد بازوم الذي انتخب رئيسا للبلاد في 21 شباط/فبراير في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، محاربة مسألة انعدام الأمن، وهي أحد أكبر التحديات في النيجر المصنفة على قائمة الأمم المتحدة الإنمائية التي تضم 189 دولة، أفقر بلد في العالم وهي تواجه صعوبة في القضاء على حركات متمردة متطرفة تهاجمها انطلاقا من كل من مالي الواقعة في الغرب ونيجيريا في الجنوب الشرقي.
وغرّد محمد بازوم الاثنين على تويتر مقدّماً “تعازيه القلبية لأهالي الضحايا”، “بعد مذبحة بانيبانغو، انتهج الإرهابيون الطريقة الهمجية نفسها ضد السكان المدنيين المسالمين في إنتازاين وباكورات”. وبعد مجازر 15 آذار/مارس، نشر الجيش النيجري تعزيزات في منطقة تيلابيري.
كذلك، نشرت وحدة قوامها 1200 جندي من الجيش التشادي تعتبر بأنها الأكثر خبرة في المنطقة، في “الحدود الثلاث” كجزء من إعلان المجموعة الخماسية لبلدان منطقة الساحل بشأن مكافحة النزعات الأصولية والتطرّف العنيف في منطقة الساحل التي تضم موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، وتحاول منذ العام 2017 التعاون في القتال ضدّ الإرهابيين.