اثنان في واحد، انتخابات تخفي أخرى:

مجلس الشيوخ، ورقة حاسمة لترامب أو بايدن...!

مجلس الشيوخ، ورقة حاسمة لترامب أو بايدن...!

-- وفقًا للخبراء: 13 مقعدًا جمهوريًا مهددة مقابل مقعدين فقط بين الديمقراطيين
-- هامش مناورة الرئيس محدود إذا لم تكن لديه أغلبية في مجلس الشيوخ تسنده
-- يتمتع المجلس بسلطات واسعة جدا تتجاوز الميزانية إلى تعيينات أعلى المناصب
-- «من المرجح أن يفوز الديمقراطيون بخمسة مقاعد، وهو ما يكفي لكسب أغلبية ضئيلة»
-- المجلس مسؤول أيضًا عن التصويت للدخول في الحرب والتصديق على المعاهدات الدولية


   قال الرئيس هربرت هوفر بسخرية عندما ولدت حفيدته: “الحمد لله ليس من الضروري أن يؤكدها مجلس الشيوخ”. أقوى رئيس دولة في العالم، الشخصية الأقوى على هذا الكوكب؟ الأسطورة تموت بصعوبة، غير أن ميزان القوى في الولايات المتحدة يتمثل في أن هامش مناورة القائد العام محدود إذا لم تكن لديه أغلبية في مجلس الشيوخ تسند ظهره.
  منذ عام 2016، حظي دونالد ترامب بدعم 53 من أصل 100 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، لكن ليس مؤكدا أنه في حال إعادة انتخابه سيحصل على تعزيز مماثل. والمسألة تنطبق أيضا على جو بايدن.
 
الموضوع حاسم لأن مجلس الشيوخ يتمتع بسلطات واسعة جدا، ليس فقط على الميزانية، حيث يصوت بالتناصف مع مجلس النواب. لكن خاصة بالنسبة لتعيينات أعلى المناصب في الوظيفة العمومية. كل وزير، كل سفير، كل رئيس وكالة فيدرالية، كل قاض في المحكمة العليا..
 كما كان الحال يوم الاثنين الماضي مع القاضية المحافظة آمي كوني باريت المعينة من قبل دونالد ترامب.    في المجموع، يجب أن يتم تأكيد ما لا يقل عن 1200 من كبار المسؤولين والقضاة من قبل مجلس الشيوخ في الكونغرس الأمريكي.
 ومجلس الشيوخ مسؤول أيضًا عن اثنين من صلاحيات السياسة الخارجية: التصويت للدخول في الحرب أو أي عملية عسكرية واسعة النطاق، فضلاً عن التصديق على المعاهدات الدولية، مثل اتفاقية باريس للمناخ أو اتفاقية فيينا بشأن الطاقة النووية الإيرانية.

الجمهوريون في خطر
   هذا العام، هناك 35 مقعدًا في مجلس الشيوخ مطروحة للانتخاب أو لإعادة الانتخاب، 23 منها يشغلها حاليًا الجمهوريون و12 للديمقراطيين. لكن وفقًا لخبراء الانتخابات في واشنطن بوست، فإن 13 مقعدًا جمهوريًا مهددة مقابل مقعدين فقط بين الديمقراطيين. بداهة وحسابيا، يجب أن تكون العملية لصالح المعسكر التقدمي، خاصة أن الديناميكية الوطنية تلعب لصالح المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن.
   آلان أبرامويتز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إيمري في أتلانتا، هو أحد أفضل المتخصصين في الخريطة الانتخابية الأمريكية.
في دراسة نُشرت الأسبوع الماضي في مجلة ساباتوز كريستال بال (كرة ساباتو البلورية)، وهي مجلة على الإنترنت معروفة بجودة تحليلها، أشار إلى أنه من المتوقع أن يقترب عام 2020 من ارقام قياسية حزبية بين الناخبين.     وبحسب استطلاعات الرأي حول نوايا التصويت، قال إن “90 بالمائة من الناخبين الذين يصوتون لأي من المرشحين الرئاسيين سيصوتون أيضًا لعضو مجلس الشيوخ من نفس المعسكر”.
 هذه ظاهرة سبق ان تمت ملاحظتها عام 2016، ولكنها لم تكن واضحة جدًا في استطلاعات الرأي السابقة. ففي بعض الولايات، يمكن للديمقراطيين التصويت لمرشح رئاسي من حزبهم ولكنهم يختارون حاكمًا أو سناتورًا جمهوريًا.    إذن، كيف سيتمّ الانتقال من 47 مقعدًا إلى 51 مقعدًا لحلفاء جو بايدن، وبالتالي ضمان سيطرته على الكونغرس، بما ان مجلس النواب في عهدة الديمقراطيين؟ العملية ليست مستحيلة ولكنها معقدة، إذا سلّمنا بأوراق ناثان غونزاليس، مدير موقع Inside Elections، شريك قناة سي ان ان. خاصة أن السناتور الديمقراطي من ولاية ألاباما، دوج جونز، مهدد من قبل منافس ترامبي صاعد.    يمكن أن ينطلق الانتقام في ولاية ماين، حيث تواجه السناتورة الجمهورية سوزان كولينز، التي لم تتم الإطاحة بها طيلة أربعة وعشرين عامًا، مشكلة كبيرة ضد خصم ديمقراطي يعارض بشكل ملحوظ تصويتها على دعم القاضي المحافظ بريت كافانو، الذي عينه دونالد ترامب في المحكمة العليا والمتهم بالاعتداء الجنسي.

الفوز بمقاعد
 أريزونا وكولورادو
    مقعد آخر يمكن كسبه في أريزونا. ففي مواجهة رائدة فضاء سابقة في وكالة ناسا، حاولت الجمهورية مارثا مكسالي خلال حملتها أن تنأى بنفسها عن الرئيس، الأمر الذي قد يبعد عنها جزء من الأصوات الترامبية.
    في كولورادو، السناتور الجمهوري الحالي كوري جاردنر يعاني. وهو أيضًا يحاول ألا يظهر على أنه رفيق دونالد ترامب، لكن هذا التكتيك غير مؤكد، وقد يكلفه مقعده في ولاية على وشك التصويت لجو بايدن بفارق 9 نقاط. وللوصول لمجلس شيوخ منقسم بنسبة 50-50 بين الحزبين، فإن الفوز بمقاعد في أيوا أو نورث كارولينا أو جورجيا، ممكن.
   وإذا كانت الاستعادة ستنتهي عند هذا الحد، فإن الانتصار الرئاسي لبايدن سيجلب صوتًا ثمينًا رقم 51 في شخص كامالا هاريس، نائبه، التي ستكون، مثل جميع أسلافها، رئيسًا لمجلس الشــــيوخ مع حق التصويت في حال استحالة الفصل بين المعسكرين.
   ويجرؤ آلان أبرامويتز على طرح توقعاته الأكثر تفاؤلاً: “من المرجح أن يفوز الديمقراطيون بخمسة مقاعد، وهو ما يكفي لكسب أغلبية ضئيلة” عند 53 مقعدًا مقابل 47، وهكذا سينقلب ميزان القوى مقارنة بعام 2016. بما يسمح لجو بايدن برؤية الأشياء بحجم أكبر... عندها فقط يمكن للمحكمة العليا، المحافظة بأغلبية 6 أصوات مقابل 3، أن تكون سدا أمامه.