شهد مناقشات معمّقة حول دور الجامعات والمؤسسات الأكاديمية
مجلس جامعة الإمارات الرمضاني الثاني يناقش دور الجامعات في تطوير المناهج لوظائف المستقبل
نظّمت جامعة الإمارات العربية المتحدة مجلسها الرمضاني الثاني تحت عنوان "المناهج المستقبلية: كيف يمكن للجامعات إعداد الطلبة لوظائف لم تُخلق بعد؟" بحضور سعادة الأستاذ الدكتور أحمد علي الرئيسي- مدير الجامعة بالإنابة، وعدد من ممثلي الشركاء الاستراتيجيين، وأعضاء الإدارة العليا والعمداء ومدراء المراكز البحثية ومدراء الإدارات والأكاديميين والباحثين والطلبة، وذلك في إطار التزام الجامعة بضمان جاهزية الطلبة وإعدادهم للمستقبل في بيئات تعليمية ديناميكية ومرنة تركز على المهارات القابلة للتكيف، و تمكين الطلبة من تطوير قدراتهم في التعلم المستمر والابتكار والاستعداد لمهن لم تُخلق بعد، في سكن سيح بن عمار، في مدينة العين.
وأوضح سعادة الأستاذ الدكتور أحمد علي الرئيسي في بداية الجلسة أن " جامعة الإمارات تعمل على بناء الوعي الأكاديمي المستمر بأهمية المواءمة ما بين المناهج الأكاديمية وسوق العمل والتطورات العلمية واستشراف مستقبل التعليم العالي من خلال تضمين المواد التعليمية التي تساعد الطالب على كسب مهارات سوق العمل. وتعتبر مواءمة المناهج الأكاديمية عملية مستمرة تهدف إلى رفع المخرجات الأكاديمية بما يعزز مكانة الجامعة عالمياً. وتؤكد الجامعة على الرؤية الاستشرافية في إعداد المناهج الأكاديمية وذلك لضمان مواكبة التغيرات التي تطرأ على منظومة التعليم العالي وتضمن مهارات يطلبها سوق العمل".
وأشار مدير الجامعة بالإنابة، خلال الجلسة إلى ضرورة تبني مفهوم التعلم المستمر والتكيف مع متطلبات العصر، وذلك من خلال تقديم دورات قصيرة وشهادات رقمية محدثة باستمرار لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة، كما شدد على أهمية تطوير بيئات تعليمية تشجع على التعلم الذاتي، وإدخال برامج قائمة على المهارات بدلًا من التخصصات التقليدية. وقال" إن التحول من المناهج التقليدية إلى نماذج تعليمية أكثر مرونة وابتكارًا واستشرافًا للمستقبل أمر حتمي، وذلك عبر تعزيز التفكير النقدي والإبداعي، وتشجيع الطلاب على حل المشكلات بطرق مبتكرة من خلال دمج التفكير التصميمي في المناهج الدراسية وتحفيزهم على طرح الأسئلة بدلًا من حفظ الإجابات." شهد المجلس مناقشات معمّقة حول دور الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات، وعلى دمج التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في المناهج الجامعية من خلال تدريس مفاهيم البرمجة وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي لجميع التخصصات، إلى جانب استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز في التجارب التعليمية، وتوفير منصات تعليمية تعتمد على التعلم التكيفي.كما تم تسليط الضوء على أهمية تعزيز ريادة الأعمال والابتكار عبر إدخال برامج حاضنات الأعمال داخل الجامعات، وتشجيع المشاريع الطلابية وربطها بمشكلات العالم الحقيقي، فضلًا عن توفير بيئات تعليمية مرنة تدعم التفكير الريادي.
وأكد المشاركون على أن التركيز على المهارات الإنسانية والذكاء العاطفي يُعد عنصرًا أساسيًا في إعداد الطلبة للمستقبل، من خلال تعزيز مهارات التواصل والتعاون والعمل الجماعي، وتعليمهم كيفية إدارة التغيير والتكيف مع بيئات العمل المختلفة، مع تقديم دورات متخصصة في القيادة والأخلاقيات المهنية، كما أشاروا إلى أهمية تعزيز الشراكات بين الجامعات والقطاعات المختلفة لضمان توافق المناهج مع احتياجات سوق العمل، وذلك عبر التعاون مع الشركات الناشئة والكبيرة لتوفير فرص تدريب عملي وتطوير برامج دراسية متكاملة تستند إلى التحليل الدقيق للبيانات والتوقعات المستقبلية. وأوصى المجلس بضرورة تعزيز التعلم التجريبي من خلال تبني المشاريع القائمة على حل المشكلات، ودمج التعليم القائم على التحديات والمسابقات الأكاديمية، إلى جانب اعتماد نهج التعلم القائم على المهام. ويأتي هذا المجلس ضمن سلسلة المجالس الرمضانية التي تنظمها الجامعة لتعزيز الحوار العلمي والمجتمعي، وتأكيد دور الجامعات في التحول إلى بيئات تعليمية ديناميكية ومرنة، تركز على المهارات القابلة للتكيف، وتمكن الطلبة من تطوير قدراتهم في التعلم المستمر والابتكار، بما يضمن جاهزيتهم لسوق العمل المستقبلي سريع التغير.