رئيس الدولة يصل بلغراد في زيارة عمل.. والرئيس الصربي في مقدمة مستقبليه
مجلس شما للفكر والمعرفة يناقش الموروث الشعبي؛ هل انتهى أثره في حياة الطفل الإماراتي ؟
بحضور الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان استضاف مجلس شما محمد للفكر والمعرفة الكاتب سلطان العميمي رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ومدير أكاديمية الشعر في حوار ثقافي افتراضي حول "الموروث الشعبي؛ هل انتهى أثره في حياة الطفل الإماراتي ؟" وأدارت الحوار الأستاذة موزة القبيسي المستشار الثقافي لرئيسة المجلس.
ورحبت الشيخة د. شما بالأستاذ سلطان العميمي مقدمة له الشكر لحرصه على تلبية الدعوة، وافتتحت اللقاء بإلقاء الضوء على الموروث الشعبي كونه جزء هام من بنية الهوية والثقافة الإماراتية
وقالت : الموروث ينتقل عبر الأجيال خلال الحقب الزمنية المختلفة ؛ فتتراكم عليه المزيد من الخبرات، وتناله بعض التغيرات والتعديلات الحتمية التي تنبع من طبيعة الحياة وتغيرات المعطيات المختلفة، وأوضحت أن الموروث الشعبي الشفاهي ظل ذو أثر كبير في تشكيل بنية الطفل وشخصيته نتيجة التصاق الطفل بالأسر وأشارت إلى انه قديما كان الأطفال يتحلقون حول الجدود والآباء يستمعون للخراريف، إلا أن الحال تغير، فالتصاق الطفل بالأسرة قل ، وحلت شاشات الهواتف المحمولة مكان حلقات الحكايات التي كانت تجمعهم بالآباء والجدود، وصارت شبكات التواصل الاجتماعي وأفلام الكرتون هم الحكاؤون الجدد
وأضافت كما أصبح هناك غياب شبه تام للأمثال الشعبية بحوارات الأمهات بالعصر الحديث، كل هذا يجعلنا ندرك أن ثمة غياب تدريجي لوجود الموروث الشعبي بيوميات الطفل الإماراتي الآن.
وطرحت على الأستاذ سلطان العميمي تساؤلات للاستماع لرؤيته حول مسار الهوية الإماراتية وحول الرؤية المستقبلية ، وهل ما زال للموروث الشعبي نفس الأُثر الذي تأثر به جيلنا والأجيال التي قبلنا ؟ وهل ذلك التراجع وصل إلى الحد الحرج؟ حيث أن أطفال اليوم هم آباء الغد ، واليوم أثر الموروث الشعبي لم يعد كما كان، فهل سنصل إلى لحظة انزواء كامل للأثر بضعفه جيلا وراء جيل؟ وتحدث د. سلطان العميمي مقدما رؤيته حول تعريف التراث ومعنى الموروث وقيمه وأثره والحقب الزمنية التي مر بها، وأنه مجموعة من الموروثات التي تم نقلها من الجيل السابق "الآباء والأجداد" إلى الجيل الحالي، و تتعدد الموروثات ومن بينها التراث المحكي أو الشفاهي
وأضاف أن أمهات اليوم والجدات تغير دورهن وضعف نتيجة تغير أنماط الحياة ، ودخول ثقافات متعددة واقتحام التكنولوجيا البيوت ، كما تحدث عن أثر حكايات الموروث الشعبي بتكوين شخصية الطفل و نظرته للحياة وعلاقته بالكائنات من حوله ، وعن العلاقة بالبيئة والكائنات وبث الرسائل والقيم النبيلة التي تحملها الحكايات والتي شكلت شخصيات الجيل الذي تربى عليها
وأشار لأهمية دور المؤسسات الأكاديمية والمدارس والجمعيات في إحياء الموروث والحكايات الشعبية ، وتخصيص الجوائز وإجراء الأبحاث والدراسات وجمع الموروث وحفظه مؤكدا على دور الأسرة في تحفيز الأبناء على البحث عن مفردات التراث من الكتب وشبكات الإنترنت ، مؤكدا على دور المناهج في إعادة الحكايات واللوحات الشعبية والأمثال وغيرها .
وشارك الحضور في الحوار مشيدين بدور المؤسسات المسؤولة عن المشاركة بالحفاظ على هذا الموروث وأهمها المدارس التي يجب أن تعمل على إعداد مناهج ذكيه تراعي اختلاف البيئات بالدولة ويتم عرضها بطريقة عصرية محببة للطلاب دون المساس بجماليات الحكاية أو تشويها ، كما قدموا الشكر لرئيسة المجلس لاختيار موضوع بالغ الأهمية لما له من أثر في الحفاظ على الموروث الشعبي والهوية الوطنية.