مجمع دبي للمعرفة: البرمجة مكون أساسي للتنمية والاستدامة ولغة المستقبل
بعد إطلاق البرنامج الوطني للمبرمجين في وقت سابق من هذا العام، يشرح الخبراء سبب أهمية التركيز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المراحل المبكرة وفي مقدمتها لغة البرمجة التي تتخذ دوراً رئيساً في الخطط الاستراتيجية وجهود تعزيز التنمية الاقتصادية في الدولة، حيث لم يكن هناك طلب كبير على البرمجة كمهارة، ولكن بعد مرور العالم بتغيرات اقتصادية ومجتمعية كبيرة خلال العقد الماضي وتحديداً الجائحة أدى لتعزيز التحول الرقمي في مختلف القطاعات وأدركت الدول أن الحلول الرقمية ليست وسيلة للتعافي فحسب، بل للازدهار أيضاً.
في وقت سابق من هذا العام، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، برنامجاً جديداً طموحاً يهدف إلى تدريب وجذب 100000 مبرمج وإنشاء 1000 شركة رقمية في الدولة.
ويعمل البرنامج الوطني للمبرمجين تحت إشراف مكتب الذكاء الاصطناعي في الإمارات، بالتعاون مع عمالقة التكنولوجيا مثل غوغل، ومايكروسوفت، وأمازون، وسيسكو، وآي بي إم، وإتش بي إي، ولينكد إن، وإنفيديا وفيسبوك، ويعتبر مجمع دبي للمعرفة في موقع مثالي للمساهمة بدور رئيس في تحقيق أهداف البرنامج، لكونه يمثل مركزاً رائداً لتنمية المواهب.
في هذا الإطار، قال محمد عبدالله، المدير العام لمدينة دبي الأكاديمية ومجمع دبي للمعرفة: “إن زيادة عدد الموهوبين من المبرمجين المهرة أمر بالغ الأهمية لتعزيز رؤية الإمارات للنمو وتحقيق الأهداف المستقبلية، ولا سيما مع استمرار جهود التحول الرقمي في التسارع، ويعدّ إتقان البرمجة والترميز محفزاً للابتكار والإبداع».
ومع أكثر من 15 مركزاً تعليمياً لتعليم مهارات البرمجة لمجموعة من الفئات العمرية - ومن بينها الأطفال الذين لم يتجاوزا سن السابعة- يواصل مجمع دبي للمعرفة لعب دور رئيس في بناء مجموعة من المواهب القادرة على تلبية متطلبات الاقتصاد الرقمي في المستقبل. وتتراوح مدة البرامج التي تقدمها مراكز التعلم في مجمع دبي للمعرفة بين ثلاثة أشهر وعامين، وتناسب الجميع من أطفال المدارس الذين يتعلمون أساسيات التكنولوجيا، إلى طلاب الجامعات الذين يسعون إلى إضافة المهارات المطلوبة إلى سيرهم الذاتية، إلى المهنيين الذين يسعون إلى التوسع في خيارات حياتهم المهنية.
ويمكن للأطفال الصغار منذ الصف الأول؛ البدء في تعلم أساسيات لغات البرمجة مثل بايثون وجافا، في بريمير جيني التي بدأت عملها في مجمع دبي للمعرفة في عام 2014 وتوسعت منذ ذلك الحين في جميع أنحاء الإمارات، وفي العالم أيضاً، للعمل مع الطلاب في الفصول المدرسية وبعد المدرسة.
وفي هذا السياق قال مالوي بورمان، الرئيس التنفيذي لبريمير جيني: “بالنسبة لهؤلاء الأطفال، فإن فرصة الممارسة العملية لهذه الأدوات منذ سن مبكرة جيدة، لأن هذه سنوات تكوين، وبحلول الوقت الذي يصلون فيه إلى الصف الثالث أو الرابع، سيبدؤون بالفعل في تكوين فكرة عما إذا كان لديهم الشغف لمواصلة رحلة التعلم، والاتجاه بحياتهم المهنية إلى مجال التكنولوجيا».
وأضاف: “تسهم القدرة على منح هذا الكشف في مرحلة مبكرة لمجموعة كبيرة من الأطفال دوراً فاعلاً في تطوير مجموعة غنية من الموهوبين في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للتخصص في الاقتصاد على المدى الطويل».
البرمجة تعلم
مهارات قابلة للتحويل
من جانبها قالت أورانشي بلانك مديرة التسويق والفعاليات في لو فاغون؛ مدرسة البرمجة الفرنسية التي فتحت أبوابها في مجمع دبي للمعرفة في سبتمبر 2020: “سيتم إنشاء المزيد من الوظائف ذات الصلة بالتكنولوجيا -بما في ذلك وظائف جديدة غير موجودة بعد- وستكون هناك أيضاً حاجة إلى المهارات التقنية في الوظائف الحالية للأشخاص الذين لا يعملون في قطاع التكنولوجيا». وأضافت: “نعتقد في لو فاغون أنه يجب أن تشتمل مناهج كل مدرسة على البرمجة، فالأمر يتعلق بالعديد من المهارات مثل حل المشكلات والمنطق، والتي يمكن استخدامها في مواضيع أخرى؛ والتواصل لأنك تحتاج لأن تكون قادراً على شرح أفكارك، ويمكن استخدام هذه المهارة في سياق أي عمل يعتمد على الفريق؛ إضافة إلى الإبداع، فعند البرمجة، يجب أن تكون قادراً على التفكير في حلول مختلفة لحل مشكلة معينة».
وأردفت بلانك “من خلال تدريب مجموعة من المواهب هنا، سنبطئ ممارسات التعهيد الذي يحدث الآن، وسيؤدي ذلك إلى تغذية النشاط الاقتصادي، ومساعدة دولة الإمارات العربية المتحدة على تحقيق أهدافها طويلة الأمد».
وبدوره قال بورمان: “لقد فتحنا خيارات للطلاب في الصفين الرابع والخامس للتعامل مع تحديات المستوى الأعلى في الصفين السابع والثامن، وإنه أمر طبيعي تماماً في العالم الغربي، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، حيث لا يقيّدون الطلاب بصفوفهم بشكل حصري».
وأضاف: “بدأت شركات التكنولوجيا في دبي بالتوسع في الخارج في السنوات الأخيرة، بينما تجتذب أيضاً استثمارات واسعة النطاق من رأس المال الجريء” مستشهداً بـ”طلبات” و”كريم” كأمثلة.