رئيس الدولة يؤكد إخلاص أبناء الوطن وتفانيهم جيلاً بعد جيل في خدمته
لحظة انتظرتها البرازيل أربعة عقود
محافظ كاثوليكي يتحالف مع لولا ضد بولسونارو...!
	-- «لم يعد النزاع بين اليسار واليمين ولكن بين الحضارة والهمجية»
-- جبهة جمهورية افتقرها اليسار عام 2018عندما فاز جايير بولسونارو على فرناندو حداد
	
كاثوليكي متدين وخصم سابق للولا، الحاكم السابق لساو باولو يتحالف مع اليسار لهزم بولسونارو في الانتخابات الرئاسية في أكتوبر.
يمنحه لولا الآن لقب “الرفيق جيرالدو” لأنهما باتا حلفاء، بعد ستة عشر عامًا من المواجهة في صناديق الاقتراع. وسيكون جيرالدو ألكمين (69 عاما) نائب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي حكم البرازيل بين 2003 و2011، والمتصدر لنوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية، في 2 أكتوبر، ضد جايير بولسونارو. بعد إلغاء إدانته بالفساد، استعاد مرشح حزب العمال أهليته، والحماسة التي يبديها أحد أبرز رموز اليمين تجاهه أصبحت تدفع الكثيرين للابتسام.
	
إلى جانبه خلال تجمع حاشد في 14 أبريل، بحّ صوت جيرالدو من ترديد “يعيش لولا”، وكال الإطراء والمديح للنقابات التي كانت تربطها مع هذا الحاكم السابق لولاية ساو باولو القوية، علاقة صدامية مروعة. وعلى الرغم من مسيرته السياسية الطويلة، فإن هذا الطبيب الريفي الصارم، ليس معتادا على مخاطبة الجماهير.
	
خلال انطلاق الحملة التمهيدية، في 7 مايو، تقمّص روح الدعابة حول افتقاره المفترض للكاريزما، الأمر الذي أكسبه لقب “بيكولي دي تشوتشو”، أي آيس كريم تشايوت، من الخضروات التي لا طعم لها. وفي البرازيلية، لولا، اسم تصغير للويز، وتعني أيضًا الحبار. “الحبار يتماشى بشكل جيد مع شايوت، هذا الطبق يمكن أن يصبح في صدارة مطبخنا”، أطلق “جيرالدو”، قبل أن يضيف: “عندما مد لولا يده إلي، رأيت في ذلك، ما وراء لفتة المصالحة بين خصمين اثنين تاريخيين، نداء العقل، وهو وحده القادر على ضمان التناوب، وبالتالي الحفاظ على الديمقراطية التي ستختبر في الانتخابات المقبلة”، وصفق له الحضور بحرارة بالغة.
	
لتسهيل تحالفه، غادر جيرالدو ألكمين الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي، الذي كان يجسد داخله الجناح اليميني. كاثوليكي ممارس، لا يترك سبحته أبدًا، فهو السياسي الأقرب إلى الكنيسة البرازيلية المؤثرة، وهذا أمر مفيد للغاية.
فبفضل وساطته، تخلت الأسقفية عن إدانة تصريحات لولا، التي دافعت عن الإجهاض -وهو من المحرمات المطلقة في البرازيل -قبل تراجعه. وعام 2006، كشفت مجلة إيبوكا عن روابط ألكمين مع أوبوس داي، وهي منظمة كاثوليكية لغز تُقدّم أحيانًا على أنها “مافيا مقدسة”. ويقال إن جلسات التلقين عقدت سرا في قصر بانديرانتس، مقر حكومة باوليستا. وينفي المتهم الأمر.
	
«جيرالدو ألكمين
رجل دولة حقيقي»
ولئن كان هو المرشح الأوفر حظًا، حيث يحصل على 46 بالمائة من نوايا التصويت مقابل 29 بالمائة فقط لبولسونارو، فان لولا يدرك أن هذه الحملة السادسة ستكون الأصعب. فلأول مرة، يمكن لخصمه، مثله، الاستفادة من تجذره شعبيا، ولذلك يحتاج زعيم اليسار إلى أوسع تحالف ممكن.
هذه الجبهة الجمهورية هي التي كان يفتقرها اليسار عام 2018 عندما فاز جايير بولسونارو على فرناندو حداد، مهر لولا السجين في ذلك الوقت. “كان الشعور المناهض لحزب العمال في ذلك الوقت قوياً للغاية ليأمل في تعبئة المحافظين، يحلل الأكاديمي فريديريك لولت، من جانبه، لولا قادر على الابتعاد عن حزبه من أجل التجميع والتوحيد”. ووفق أستاذ العلوم السياسية خوسيه ميديروس، فإنه يتطلع إلى الفوز في الجولة الأولى: “كلما كان الفوز أعرض وأوضح، كلما كان الأمر أكثر صعوبة لبولسونارو وأنصاره للاحتجاج والطعن في النتيجة».
وفي هذه الاستراتيجية، يتمثل دور الرفيق جيرالدو في إقناع اليمين المعتدل، الذي أوصل إلى السلطة العسكري السابق المسكون بالحنين إلى الديكتاتورية “1964-1985”، ولكنه يمقته الآن، بالتصويت للولا.
	
قبل أربع سنوات، وفي مواجهة انقسامات حزبه، امتنع نفس ألكمين، مرشح الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي آنذاك، عن إعطاء تعليمات تصويت ضد زعيم اليمين المتطرف الذي سلب أصواته. “بأقل من 5بالمائة من الأصوات، هزيمة غير مسبوقة، تراجع، وكرس نفسه للتدريب في الوخز بالإبر وتقديم نصائحه حول “الرفاهية” على التلفزيون. و “من خلال الانضمام إلى لولا، يواصل أستاذ العلوم السياسية ميديروس، يعود إلى اللعبة السياسية”. وسارت شخصيات من الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي على خطاه، مما يثير استياء جواو دوريا، مرشح حزبهم.
	
ربما حانت اللحظة التي كانت الديمقراطية البرازيلية الشابة تنتظرها لما يقرب من أربعة عقود. ولد كل منهما من النضال ضد الديكتاتورية، وأصبح حزب العمال والحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي، بعد العودة إلى الديمقراطية، أشقاء أعداء بدلاً من توحيد القوى في نوع من “التشاور” على النمط التشيلي.
	
ومنذ عام 1994، كان الحزبان يتنافسان على رئاسة الدولة التي حكماها على التوالي، أولاً مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي لفرناندو هنريك كاردوسو “1995-2003” ثم مع حزب العمال حتى إقالة عام 2016 ديلما روسيف، “وريثة” لولا.
	
وضع الصعود النيزكي لـ جايير بولسونارو حداً لهذا الاستقطاب. وبعد التحاق ألكمين، تفاوض حزب العمال مع شخصيات أخرى من التيار التاريخي لـ الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي. “لم نعد في نزاع بين اليسار واليمين ولكن بين الحضارة والهمجية، يشدد رجل القانون بيدرو إستيفام سيرانو. جيرالدو ألكمين، وهو رجل دولة حقيقي، على دراية بالمخاطر المرتقبة إذا أعيد انتخاب بولسونارو».
                                   
														
							-- جبهة جمهورية افتقرها اليسار عام 2018عندما فاز جايير بولسونارو على فرناندو حداد
كاثوليكي متدين وخصم سابق للولا، الحاكم السابق لساو باولو يتحالف مع اليسار لهزم بولسونارو في الانتخابات الرئاسية في أكتوبر.
يمنحه لولا الآن لقب “الرفيق جيرالدو” لأنهما باتا حلفاء، بعد ستة عشر عامًا من المواجهة في صناديق الاقتراع. وسيكون جيرالدو ألكمين (69 عاما) نائب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي حكم البرازيل بين 2003 و2011، والمتصدر لنوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية، في 2 أكتوبر، ضد جايير بولسونارو. بعد إلغاء إدانته بالفساد، استعاد مرشح حزب العمال أهليته، والحماسة التي يبديها أحد أبرز رموز اليمين تجاهه أصبحت تدفع الكثيرين للابتسام.
إلى جانبه خلال تجمع حاشد في 14 أبريل، بحّ صوت جيرالدو من ترديد “يعيش لولا”، وكال الإطراء والمديح للنقابات التي كانت تربطها مع هذا الحاكم السابق لولاية ساو باولو القوية، علاقة صدامية مروعة. وعلى الرغم من مسيرته السياسية الطويلة، فإن هذا الطبيب الريفي الصارم، ليس معتادا على مخاطبة الجماهير.
خلال انطلاق الحملة التمهيدية، في 7 مايو، تقمّص روح الدعابة حول افتقاره المفترض للكاريزما، الأمر الذي أكسبه لقب “بيكولي دي تشوتشو”، أي آيس كريم تشايوت، من الخضروات التي لا طعم لها. وفي البرازيلية، لولا، اسم تصغير للويز، وتعني أيضًا الحبار. “الحبار يتماشى بشكل جيد مع شايوت، هذا الطبق يمكن أن يصبح في صدارة مطبخنا”، أطلق “جيرالدو”، قبل أن يضيف: “عندما مد لولا يده إلي، رأيت في ذلك، ما وراء لفتة المصالحة بين خصمين اثنين تاريخيين، نداء العقل، وهو وحده القادر على ضمان التناوب، وبالتالي الحفاظ على الديمقراطية التي ستختبر في الانتخابات المقبلة”، وصفق له الحضور بحرارة بالغة.
لتسهيل تحالفه، غادر جيرالدو ألكمين الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي، الذي كان يجسد داخله الجناح اليميني. كاثوليكي ممارس، لا يترك سبحته أبدًا، فهو السياسي الأقرب إلى الكنيسة البرازيلية المؤثرة، وهذا أمر مفيد للغاية.
فبفضل وساطته، تخلت الأسقفية عن إدانة تصريحات لولا، التي دافعت عن الإجهاض -وهو من المحرمات المطلقة في البرازيل -قبل تراجعه. وعام 2006، كشفت مجلة إيبوكا عن روابط ألكمين مع أوبوس داي، وهي منظمة كاثوليكية لغز تُقدّم أحيانًا على أنها “مافيا مقدسة”. ويقال إن جلسات التلقين عقدت سرا في قصر بانديرانتس، مقر حكومة باوليستا. وينفي المتهم الأمر.
«جيرالدو ألكمين
رجل دولة حقيقي»
ولئن كان هو المرشح الأوفر حظًا، حيث يحصل على 46 بالمائة من نوايا التصويت مقابل 29 بالمائة فقط لبولسونارو، فان لولا يدرك أن هذه الحملة السادسة ستكون الأصعب. فلأول مرة، يمكن لخصمه، مثله، الاستفادة من تجذره شعبيا، ولذلك يحتاج زعيم اليسار إلى أوسع تحالف ممكن.
هذه الجبهة الجمهورية هي التي كان يفتقرها اليسار عام 2018 عندما فاز جايير بولسونارو على فرناندو حداد، مهر لولا السجين في ذلك الوقت. “كان الشعور المناهض لحزب العمال في ذلك الوقت قوياً للغاية ليأمل في تعبئة المحافظين، يحلل الأكاديمي فريديريك لولت، من جانبه، لولا قادر على الابتعاد عن حزبه من أجل التجميع والتوحيد”. ووفق أستاذ العلوم السياسية خوسيه ميديروس، فإنه يتطلع إلى الفوز في الجولة الأولى: “كلما كان الفوز أعرض وأوضح، كلما كان الأمر أكثر صعوبة لبولسونارو وأنصاره للاحتجاج والطعن في النتيجة».
وفي هذه الاستراتيجية، يتمثل دور الرفيق جيرالدو في إقناع اليمين المعتدل، الذي أوصل إلى السلطة العسكري السابق المسكون بالحنين إلى الديكتاتورية “1964-1985”، ولكنه يمقته الآن، بالتصويت للولا.
قبل أربع سنوات، وفي مواجهة انقسامات حزبه، امتنع نفس ألكمين، مرشح الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي آنذاك، عن إعطاء تعليمات تصويت ضد زعيم اليمين المتطرف الذي سلب أصواته. “بأقل من 5بالمائة من الأصوات، هزيمة غير مسبوقة، تراجع، وكرس نفسه للتدريب في الوخز بالإبر وتقديم نصائحه حول “الرفاهية” على التلفزيون. و “من خلال الانضمام إلى لولا، يواصل أستاذ العلوم السياسية ميديروس، يعود إلى اللعبة السياسية”. وسارت شخصيات من الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي على خطاه، مما يثير استياء جواو دوريا، مرشح حزبهم.
ربما حانت اللحظة التي كانت الديمقراطية البرازيلية الشابة تنتظرها لما يقرب من أربعة عقود. ولد كل منهما من النضال ضد الديكتاتورية، وأصبح حزب العمال والحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي، بعد العودة إلى الديمقراطية، أشقاء أعداء بدلاً من توحيد القوى في نوع من “التشاور” على النمط التشيلي.
ومنذ عام 1994، كان الحزبان يتنافسان على رئاسة الدولة التي حكماها على التوالي، أولاً مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي لفرناندو هنريك كاردوسو “1995-2003” ثم مع حزب العمال حتى إقالة عام 2016 ديلما روسيف، “وريثة” لولا.
وضع الصعود النيزكي لـ جايير بولسونارو حداً لهذا الاستقطاب. وبعد التحاق ألكمين، تفاوض حزب العمال مع شخصيات أخرى من التيار التاريخي لـ الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي. “لم نعد في نزاع بين اليسار واليمين ولكن بين الحضارة والهمجية، يشدد رجل القانون بيدرو إستيفام سيرانو. جيرالدو ألكمين، وهو رجل دولة حقيقي، على دراية بالمخاطر المرتقبة إذا أعيد انتخاب بولسونارو».