ناشيونال إنترست: أشياء غريبة داخل الجيوش عندما تكون على شفا الهزيمة

مخاطر جانبية إضافية لنشر أسلحة نووية في بيلاروسيا

مخاطر جانبية إضافية لنشر أسلحة نووية في بيلاروسيا

لا يزال قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر اسلحة نووية في بيلاروسيا يثير الكثير من التكهنات في وسائل الإعلام وبين الخبراء العسكريين.
وأتى الإعلان بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات بين بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ في موسكو، حيث تم التوقيع على عدد من الاتفاقات من قبل رئيسي الدولتين في ميادين التعاون السياسي والعسكري والإقتصادي. وكتب أستاذ العلوم السياسية في جامعة بن ستايت في براندواين بولاية بنسلفانيا ستيفن سيمبالا ومساعد وزير الدفاع السابق لورنس كورب في مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أن وروسيا والصين تعملان علناً وبشكل مشترك على إقامة نظام عالمي جديد بقصد تهميش الولايات المتحدة. ومن وجهة نظرهما فإن عالماً متعدد الأقطاب سيكون أكثر ملاءمة لتحقيق أهدافهما من عالم آحادي القطب تهيمن عليه الولايات المتحدة.
 
المصافحة الذهبية
ورأى الكاتبان أن المصافحة الذهبية بين شي وبوتين كان يجب أن تمد روسيا بشعور جديد من الثقة بالنفس في ما يتعلق بأهدافها السياسية والعسكرية. لكن عوض ذلك، حرك بوتين بعضاً من بيادقه العسكرية على رقعة الشطرنج كشكل من الإشارات والرسائل النووية. هذه الخطوة ليست علامة على الثقة بالنفس، وإنما تنم عن عدم اليقين واليأس. كما أنها خطوة خطيرة.
وبعد أكثر من عام على القتال في أوكرانيا، لم تستطع القوات الروسية إنجاز المهمة. وأخفق هجوم أولي خاطف في السيطرة على كييف أو في إقناع حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالاستسلام. ونجم عن العمليات العسكرية الروسية في شرق أوكرانيا وجنوبها مآزق دموية ومكاسب متواضعة. وتكبدت القوات الروسية خسائر هائلة بينما الروح المعنوية للجنود مفقودة. وعلاوة على ذلك، هناك خلافات بين مرتزقة شركة “فاغنر” العسكرية والقوات النظامية. وفي الوقت نفسه، دفعت التعبئة الشباب بين من هم في سن التجنيد على الفرار إلى خارج البلاد.
 
تحالف سياسي
في غضون ذلك، وحدت مغامرة بوتين الناتو وأحيته كتحالف سياسي وعززت من قدراته العسكرية مقارنة مع تلك التي تملكها روسيا. وانضمام فنلندا والسويد يسلط الضوء على الخطأ الذي إرتكبه بوتين.
ويشير قرار بوتين نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، إلى أنه في حال واجهت روسيا نكسات خطيرة في الميدان إلى الحد الذي تخسر فيه أهدافها الأساسية، بينما تقترب أوكرانيا من استعادة كامل أراضيها، فإن قراراً روسياً مضللاً لمصلحة استخدام أول “محدود” لأسلحة نووية قد يكون مرجحاً. ومن الممكن أن تتخذ روسيا القرار النووي، ليس فقط بسبب سوء أداء قواتها التقليدية وإنما أيضاً على افتراض أن السلاح النووي الذي يطلق للمرة الأولى منذ قصف ناغازاكي، سيحدث صدمة قيمة وغير مسبوقة. ومن الممكن بحسب بعض التفكير الروسي، أن يصعق ذلك القيادة الأوكرانية العليا ويقسم الناتو سياسياً ويؤدي إلى خوف شامل في أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية، ويدفع نحو الرضوخ للشروط الروسية للتسوية السلمية.
 
مشاكل تقنية
لكن رد فعل الناتو على الضربة الروسية قد لا يكون بالرضوخ، وإنما بالانتقام، ومن الممكن أن يثير غضب الرأي العام والنخب أكثر، حيال روسيا.
وفضلاً عن كون نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا يرتكز إلى منطق خاطئ، فإنه قد يثير مشاكل تقنية. وإذا كان الهدف من نشر هذه الأسلحة توجيه رسالة ردع، فإنها قد تتحول إلى أهداف مغرية لعمليات الكوماندوس الأوكراني أو للمنشقين البيلاروسيين الذي يعارضون نظام ألكسندر لوكاشنكو. نظرياً، يعود قرار استخدام السلاح النووي لبوتين وقيادته العسكرية العليا، لكن التاريخ يدل على حصول أشياء غريبة داخل الجيوش عندما تكون على شفا الهزيمة والتفتت.