مخاوف من فوضى وعنف في سوريا بعد سقوط الأسد

مخاوف من فوضى وعنف في سوريا بعد سقوط الأسد


انتهى حكم عائلة الأسد لسوريا الذي امتد لأكثر من خمسين عاماً، حيث أعلنت الفصائل المعارضة سيطرتها على دمشق ولم يعرف مكان الرئيس بشار الأسد. وتقول صحيفة «وول ستريت جورنال» إن هذه الأحداث أشعلت الاحتفالات بين السكان ولكنها أثارت المخاوف أيضاً بشأن كيفية انعكاس تفكك النظام في المنطقة. وتدفقت الفصائل الإرهابية المسلحة على العاصمة بين عشية وضحاها بعد أكثر من أسبوع من شن حملة اجتاحت أكبر مدن سوريا بسرعة البرق، وقد فر الأسد في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد بالتوقيت المحلي، وفقاً لمسؤولين أمنيين سوريين، إلى وجهة غير معروفة. 
وبعدما نجت الحكومة من أكثر من عقد من الحرب الأهلية والأزمة الاقتصادية، انهارت قواتها تحت ضغط التقدم السريع من قبل مجموعات المتمردين المختلفة التي اقتربت من الشمال والجنوب والشرق.
وكان القتال هو أحدث تحول دراماتيكي في سلسلة من الصراعات المترابطة التي هزت الشرق الأوسط لأكثر من عام - وكلها تمتد إلى هجوم حماس في 7 أكتوبر -تشرين الأول 2023 على جنوب إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب في قطاع غزة ثم امتد إلى لبنان وإيران.
وتضيف الصحيفة أن حكومة الأسد سقطت ضحية جزئياً للحروب في لبنان وكذلك في أوكرانيا، والتي استنزفت قوة روسيا وحزب الله المدعوم من إيران. 
وأكدت أن إيران وروسيا وتركيا وإسرائيل والحكومات العربية والولايات المتحدة التي لديها ما لا يقل عن 900 جندي في البلاد تراقب عن كثب الأحداث تتكشف، وتخشى أن يؤدي الاضطراب الأعمق في الدولة الاستراتيجية في الشرق الأوسط إلى تقويض مصالحها الخاصة. وهناك مخاوف من أن الانهيار السريع للنظام دون التخطيط للخلافة قد يخلق فراغاً خطيراً مع انتشار التداعيات إلى البلدان المجاورة.
بدأت الحملة التي أدت إلى سقوط نظام الأسد على يد هيئة تحرير الشام، التي كان لها في السابق روابط بتنظيم «داعش» والقاعدة. ولكن الجولاني قطع هذه العلاقات وتعهد بحماية التنوع الديني والعرقي في سوريا، لكن من غير الواضح إلى أي مدى كان تحوله حقيقياً.
ولفتت الصحيفة إلى أن عائلة الأسد تعرضت لانتقادات شديدة لكنها حافظت على توازن قوى تقريبي لسنوات في بلد مقسم من قبل مجموعة من الجماعات المتمردة المتعارضة في بعض الأحيان وتحت ضغط من القوى الخارجية بما في ذلك تركيا وروسيا وإيران. وفي الأيام الأخيرة، سارعت الدول المجاورة إلى تعزيز حدودها . وقالت إسرائيل إنها تعزز قواتها في مرتفعات الجولان، وهي الأراضي المتاخمة لسوريا والتي احتلتها منذ حرب عام 1967.
ومع تراجع الجيش السوري، قد تركز روسيا على إبرام صفقة للاحتفاظ بقاعدتين على ساحل البحر الأبيض المتوسط، مما يمكنها من فرض قوتها في مختلف أنحاء المنطقة، كما قال مايكل كوفمان، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وهي مؤسسة بحثية أمريكية.
ومن المرجع أن تكتسب تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي تدعم المتمردين وأرسلت قواتها عبر الحدود في السابق، نفوذاً كبيراً في سوريا.
وقال والي ناصر، أستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز ومستشار سابق في وزارة الخارجية، إن الاجتماع في قطر سعى إلى جعل الروس والإيرانيين والأتراك يتفقون على الاتجاه الذي يسير إليه الوضع في سوريا وما يتوقعونه من بعضهم بعضاً.