أكد عزير يوسفوف مدير محطة جانوب للطاقة الكهربائية في أذربيجان أن محطة جانوب لتوليد الطاقة الكهربائية، الواقعة وسط جنوب جمهورية أذريبجان، تغطي ما يزيد عن 30% من احتياجات الدولة من الطاقة الكهربائية بسعة إنتاجية 780 ميغاوات.
وقال لوكالة أنباء الإمارات “وام” إن محطة “جانوب” هي الأفضل في أذريبجان بعد المحطة الشمالية من حيث تكلفة إنتاج الطاقة الكهرباء حيث تستطيع تغطية جميع مناطق الجمهورية بالطاقة الكهربائية كونها تتخذ موقعا استراتيجياً يسهم في توزيع الكهرباء.

وأضاف إننا بصدد توسيع إنتاج محطة جانوب، التي تنتج حاليا 760 ميغاوات، وذلك من خلال تأسيس وإنشاء محطة “كاراداغ” لإنتاج الكهرباء عبر الطاقة الشمسية الكهروضوئية، إضافة إلى محطة “آلات” المقرر الانتهاء منها بنهاية العام القادم 2023، والتي تبعد عن محطة جانوب بنحو 50 كم ومن المقرر ربط المحطتين من خلال خط مباشر.

وأوضح أن محطة جانوب عند بداية تأسيسها واجهنا عدة تحديات من بينها تأمين الكوادر المحلية لتلبية كامل احتياجات تشغيل المحطة والإشراف عليها بشكل فني وتقني، مشيراً إلى تجاوز هذه المرحلة بشكل كبير مع وصول نسبة الكوادر الوطنية 99% من إجمالي العاملين في المحطة.
وحول دور الإمارات الداعم لمشاريع الطاقة في جمهورية أذربيجان، قال إن العلاقات بين بلاده والإمارات تشهد تعاونا على مستوى عالٍ في المجالات كافة، لا سيما مجالات الطاقة بمختلف أنواعها، مضيفا: “نحن نسعى إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع الإمارات وتوسيع مجالات التعاون بما يعود بالفائدة المشتركة على كلا البلدين.»

وأضاف أن الأزمات الاقتصادية ومشاكل الطاقة التي ظهرت على مستوى العالم في الآونة الأخيرة بدأت تفرض على الدول بشكل عام ضرورة السعي لتعزيز التعاون في مجال الطاقة بكل أنواعها، مشيراً إلى أن أذربيجان لديها خطط طموحة تسعي لتنفيذها بتعاون إماراتي في ظل العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين الصديقين.
وقال إن بلاده تتطلع إلى الاستفادة من خبرات دولة الإمارات في مجال الطاقة والحد من تأثير التغير المناخي، مضيفا أن أذربيجان مثل باقي دول العالم بدأت تتأثر بتداعيات التغير المناخي والتي ظهرت في ارتفاع درجات الحرارة ونقص معدل مستوى مياه بحر قزوين وبعض مجاري الأنهار خاصة وأن هذه الأنهار يتم الاستفادة منها في إنتاج الكهرباء حيث تم اتخاذ إجراءات محددة لمواجهة هذه التداعيات ونجحنا في الحد من نقص المياه والعمل على الحد من التداعيات السلبية للتغير المناخي.

وقال إننا نستهدف التحول إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة والمتجددة حيث بدأنا بإنشاء محطات بالتعاون مع دولة الإمارات والآن توجد محطة جديدة للطاقة المتجددة في مدينة “سونجاي” بسعة تصل إلى 150 ميغاواط إضافة إلى محطات قيد التأسيس في مدينة “خذي” ومحطات أخرى قيد الإنتاج، ونتطلع إلى تبادل الخبرات في هذا المجال وصولا إلى نتائج إيجابية فيما يتعلق بتداعيات وتأثيرات التغير المناخي على البلاد والمنطقة مشيرا إلى أن محطة جانوب ساهمت في الحد من تأثير التغير المناخي على المنطقة الجنوبية في أذربيجان وجميع مناطق الجمهورية.

وحول دور مشاريع دولة الإمارات التنموية على الجانب الاقتصادي والاجتماعي والتنموي لجمهورية أذربيجان، قال إن الاستثمارات الإماراتية في أذربيجان لها أهمية كبيرة في ظل الارتفاع الكبير في الطلب على الطاقة، حيث أصبح هناك توجه ضروري في التوسع بعملية الاستثمار لإنتاج الطاقة الكهربائية بطرق صديقة للبيئة ومتجددة والتقليل من الاعتماد على الطرق التقليدية في إنتاج الكهرباء مثل الغاز والنفط والفحم وفي هذا الإطار ننتظر مساهمات قيمة من الجانب الإماراتي في رفع مستوى إنتاج الطاقة الكهرباء من خلال الاستثمار في محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لا سيما وأن أذربيجان تحولت خلال الفترة الأخيرة من بلد مستورد للكهرباء إلى دولة مصدر للكهرباء.

وقال إن صندوق أبوظبي للتنمية يعد مساهما أساسيا في عملية بناء محطة جانوب للطاقة الكهربائية ونتطلع إلى المزيد من التعاون في هذا المجال لدعم مسار أذربيجان نحو الطاقة الصديقة للبيئة.
وأشار إلى أهمية إدخال إمكانات جديدة لإنتاج الكهرباء في أذربيجان بالتعاون مع شركات الإمارات لا سيما شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” التي بدأت بالفعل في وضع حجر الأساس لمحطة “آلات” للطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية 240 ميغاوات لتلبية نحو 8 % من احتياجات الدولة من الكهرباء مما سينعكس بشكل إيجابي على زيادة إنتاج الكهرباء في الدولة وبالتالي زيادة صادرات النفط والغاز بعد تقليل الاعتماد عليها في إنتاج الكهرباء.

جدير بالذكر أن إنشاء محطة جانوب في عام 2013 بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية بلغت قيمته 223 مليون درهم بهدف توفير الجودة وإمدادات الطاقة الموثوقة وزيادة كفاءة نظام توليد الطاقة في أذربيجان عن طريق استبدال محطة شرفان أقدم محطة توليد الكهرباء في أذربيجان مع محطة جانوب الجديدة لتوليد الطاقة الكهربائية بسعة 780 ميغاوات والتي تعمل بالغاز والبخار معاً.
ويتضمن المشروع اقتناء توربينات الغاز والتوربينات البخارية ونظام المساعدة ذات الصلة ونظم الأمن والسلامة كما يشمل المشروع على المكونات الرئيسية مثل الأعمال المدنية والمعدات.