في زمن (السوشيال ميديا) النجومية تَتَحَقَّق بأغنية واحدة

مرعي سرحان: برنامج الهواة عبارة عن لعبة

مرعي سرحان: برنامج الهواة عبارة عن لعبة

انطلق الفنان اللبناني مرعي سرحان من الكويت وشارك في برنامج (سوبر ستار)، ولكن الحظ لم يدعمه إلا في الأسابيع الأخيرة، حيث تجاوز عدد مشاهدات أغنياته الـ50 مليوناً. سرحان تحدث عن تجربته الفنية في هذا الحوار

• مع أنك تخرّجتَ من برنامج (سوبر ستار) مع ديانا كرازون ورويدا عطية وملحم زين، إلا أنهم برزوا مع أنهم لا يتفوقون عليك بالموهبة، فهل هذا يعني أنك قصّرتَ في حق نفسك؟
- أريد أن أطرح سؤالاً: لماذا لم يتقدم لبنان منذ 60 عاماً!

• لكن هناك فنانين فرضوا أنفسهم بالرغم من كل الظروف؟
- لا يوجد شيء اسمه فرْض الفنان نفسه.
غالبية الذين حصلوا على ميداليات ذهبية في برامج الراحل سيمون أسمر لم يحققوا شيئاً، بينما مَن حصلوا على ميداليات فضية وبرونزية أصبحوا نجوم صف أول في لبنان والعالم.
برنامج الهواة عبارة عن لعبة، ويتم تسليط الضوء على بعض المشتركين، وآخَرون يحظون بالدعم المادي. في (سوبر ستار)، تدخلت دول في التصويت، وهذه التجربة كانت حلوة من ناحية وغير جيدة من ناحية أخرى، وأكبر عيب في هذه البرامج أن الناس يتركون أعمالهم ودراستهم للمشاركة فيها ويعلّقون آمالاً عليها ويتعلقون بها لمدة 5 أشهر.
ولأن المشتركين يملكون الموهبة، فإنهم يوصلونهم إلى مكان معيّن ويقطفون من ورائهم مئات ملايين الدولارات بفضل الإعلانات، ويبخلون عليهم بـ10 آلاف دولار أو بتأمين مستقبلهم أو حتى إهدائهم أغنية.
هناك 12 مشتركاً من أصحاب الأصوات النظيفة تغربلوا من بين 300 ألف مشترك، وكانوا يثنون عليهم ويتحدثون عن البطون الولّادة وأن العالم العربي فيه أصوات جميلة.
وبمجرّد انتهاء البرنامج، انقطعوا عنا وتجاهلونا حتى إذا التقيناهم في الشارع.

• لماذا لم تشتغل على نفسك بما أن الألقاب لا تصنع فناناً وأن الاستمرارية هي الأهمّ؟
- كانت هناك 5 أو 6 محطات تلفزيون تمسك الإعلام في لبنان خلال الفترة الممتدة بين عامي 1994 و2002. ومن بعدها اعتمد فنانو لبنان، كي يصبحوا نجوماً، استراتيجيةً تقوم على دعم الأغنية في 5 أو 6 محطات إذاعية وتصويرها بطريقة الفيديو كليب، كما كانوا يصدرون ألبومات من 10 أغنيات، تبلغ تكلفتها 100 ألف دولار، أي ما يعادل ثمن 3 شقق في ذلك الوقت، وإذا لم يُوفَّق الفنان بشركة إنتاج حقيقية لم يكن ممكناً أن يصبح نجماً.
أما اليوم في زمن (السوشيال ميديا)، فالنجومية تَتَحَقَّق بأغنية واحدة، وبإمكان أي شخص أن يصوّر الأغنية وهو يجلس على درج بيته.
وأنا لم أحظ بشركة إنتاج تؤمن بالمواهب الحقيقية وتقدّم لها الدعم، ومَن يملك 12 ألف دولار من وراء الغناء في الحفلات، لن يدفعها ثمن أغنية، وإذا لم يقم بتسويقها لأنه لا يملك المال فإنها تنام في الدرج.

• ملحم زين ورويدا عطية لم يكونا يملكان المال في ذاك الوقت؟
- ملحم زين حظي بدعم تلفزيون (المستقبل) ثم فُتحت له طاقة القدَر. الله يسخّر لكل شخص مَن يدعمه عدا عن أنه شاب طيب ويملك كاريزما.
هو فاز بالمرتبة الثالثة في برنامج (سوبر ستار) وحظي بدعم الشعب اللبناني الذي كان يتوقع أن يفوز بالمرتبة الأولى.
وعدم فوزه باللقب جعل الناس يتعاطفون معه وهو استفاد من هذا التعاطف، الذي شكّل نوعاً من (Suspense) (تشويق) بالنسبة إليه لو تكلمنا بشكل واقعي. لا يوجد شيء مخفي، والوسط الفني كله مكشوف.

• كيف تتحدث عن نشأتك في الكويت؟
- وُلدتُ في الكويت وتلقّيتُ فيها دراستي المدرسية والموسيقية، وبقيتُ هناك حتى العام 2002 إلى أن سنحتْ فرصة (سوبر ستار).
في عمر الـ6 سنوات اكتشف الأهل موهبتي وقدّموني كـ(هدية) للراحل وديع الصافي عندما زار الكويت لإحياء حفل في الريجنسي بالاس، على اعتبار أنني من أبناء الجالية اللبنانية الذين يملكون صوتاً جميلاً، فطلب أن يتبناني فنياً ثم أكملتُ المسيرة وشاركتُ في البرنامج الإذاعي والتلفزيوني (نجوم على الطريق) وفزتُ بالمرتبة الأولى على مدار 3 سنوات، ومن بعدها صرت أُطلب للغناء في الحفلات والمشاريع السياحية والحفلات الخاصة وأعياد الميلاد والأعراس على قاعدة أنني (طفل معجزة).
إلى أن جاءت فرصة (سوبر ستار) وكنت في سن الـ18، فانتقلتُ إلى بيروت. ومن بعدها أحييتُ الكثير من الحفلات والمهرجانات في سورية. لكن لم أحظ بالدعم الإعلامي في لبنان، ومن المعروف أن الفنان لا يمكن أن يبرز من دونه. إلى أن وصلتْ الفرصة المناسبة.

• لمن تدين بانطلاقتك الثانية بعد الأولى في (سوبر ستار)؟
- أدين إلى الله بكل ما أنا عليه اليوم، وأنا (ترند) على (السوشيال ميديا) منذ أسابيع عدة. الفنانان مروان خوري ورامي عياش فضلهما كبير، وكذلك هشام حداد وكل مَن روّج لاسمي كوديع الشيخ في أكثر من إطلالة له، مع أن أسلوبه الغنائي يختلف عن أسلوبي.
وأنا لا أنسى فضله عندما كان يفتح الفيديو أمام الفنانين في العراق وأربيل وسورية ويقول لهم اسمعوا مرعي سرحان.

• لعل أفضل ما في عودتك إلى الساحة الفنية هو تقدير الناس لموهبتك المميزة ووصْف البعض لك بالظاهرة الفنية بالرغم من انتشار الفن الهابط؟
- في ظل موجة الفساد الفني، كل الناس تقبّلوني. أغني بفلسفة و(تكنيك) وعِرب وتحويلات ومقامات و(عجقة) مقامات بسلاسة وسهولة، ولم أغنّ أي عمل خفيف إلا في حلقة هشام حداد بسبب أجواء البرنامج.
عندما دخلت حلقة مروان خوري، كان ابن أخي وعمره 37 عاماً بين الحياة والموت بسبب إصابته بـ(كورونا) ولم أقتنع أنني غنيتُ بشكل جيد، لأن نفسيتي كانت سيئة، مع أن مروان خوري أحب أن يضيء على صوتي وأن يوصله إلى كل الناس لأنه يؤمن بموهبتي.
وكانت حلقة مميزة مع أنها تأجلت 6 أشهر وفصل بينها وبين حلقة هشام حداد 5 أيام.
وقبل حلقة هشام بيومين، أضاء رامي عياش على اسمي عبر (تويتر)، وهذا يؤكد أن كل ما حصل جاء بتدبير من الله. خلال أسبوع واحد، حصلت كل هذه الأمور وركّزت الصحافة اللبنانية على موهبتي.

• حتى المواقع المصرية تتحدث عنك بشكل إيجابي وجميل؟
- الحمد لله أنه أكرمني.

• عادة الفنان يختار اللون الغنائي الذي يناسب صوته، أما صوتك فهو طيّع وأنت قادر على التحكم به لتقديم كل الألوان الغنائية بجدارة وسهولة. فهل هذه الناحية تُحسب لك وتُمَيِّزٌك عن غيرك من الفنانين؟
- طبعاً! يقال (كل تأخيرة فيها خيرة)، والظروف المعيشية هي التي ساهمت بنجاحي. ولأنني من مواليد الكويت، فإنني أتقن لهجتها واللهجة الخليجية بحكم اختلاطي برفاقي في المدرسة والأشياء التي قمت بها في الحياة، كما أتقن اللهجة العراقية بطلاقة، وعندما أغني الموال العراقي يظن مَن يسمعني أنني عراقي لأنني أتقن اللهجة واللكنة العراقية بطريقة لا يتقنها أي فنان لبناني.
ولأنني نشأتُ منذ الصغر في الكويت، تتلمذتُ على أيدي أساتذة الموسيقى والمعهد العالي للفنون الموسيقية هناك.
أما إلمامي بعلم النغم، فيعود إلى كون أساتذتي من الجنسية المصرية، وهم درّسوني هذا العلم على أعمال محمد عبدالوهاب وأم كلثوم والشيخ أبو العلا محمد وزكريا أحمد بطريقة احترافية ذكية جداً، وسلمّوني الوزن الإيقاعي بشكل صحيح.أما لون العتابا والفولكلور، فهو بدمي أنا وأخوتي الذين يملكون أصواتاً جميلة.ونحن نتحدى بعضنا البعض بهذا اللون ونغني الدلعونا ونرقص الدبكة في أعراسنا. وشاء القدَر أن أجيد الألوان الخليجية والمصرية والعراقية واللبنانية.

• ما صحة الأخبار التي تتحدث عن تَهافُت متعهدي الحفلات عليك؟
- هي صحيحة، وتلقيت دعوات للغناء في كل دول العالم.
وسأقوم بجولة في الولايات المتحدة وأستراليا، كما سأحيي حفلات في السويد وألمانيا والأردن ومصر ولبنان وتركيا وقطر ودبي والبحرين.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot