مركز تريندز يشارك في أعمال منتدى الإيسيسكو لمراكز الفكر بالرباط

مركز تريندز يشارك في أعمال منتدى الإيسيسكو لمراكز الفكر بالرباط

الدكتور محمد العلي:
• دور حيوي وحاسم لمراكز الفكر والبحوث في دراسة الأحداث واستشراف مستقبلها
• تريندز يقوم بدور مهم في تطوير قدرات التخطيط المستقبلي



شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في أعمال منتدى الإيسيسكو لمراكز الفكر الذي نظمته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ICESCO) في العاصمة المغربية الرباط، أمس، بحضور نخبة من المراكز البحثية ومفكرين وباحثين لمناقشة أبرز التجارب الرائدة لهذه المراكز ولاسيما في مجال استشراف المستقبل والتخطيط له، بما يحقق أهداف الدول والمجتمعات في تحقيق التنمية والازدهار والسلام، ويخدم صنّاع القرار والسياسات، ويعزز قدرتهم على بناء المستقبل الأفضل لشعوبهم.

وأكد الدكتور محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي لـ "تريندز"، في كلمة له بالجلسة الافتتاحية، أهمية هذا المنتدى لتبادل الأفكار والخبرات وتعزيز التعاون بين مراكز البحث والفكر، ولاسيما في مجال استشراف المستقبل، خاصة في الظروف التي يمر بها العالم من حولنا، والتي تنطوي على قدر كبير من الغموض واللّايقين وتفاقم الأزمات وتعقّدها وتشعّبها.

وقال إن مركز تريندز يؤمن بقوة بقيمة تعزيز التعاون بين مراكز الفكر والبحوث وأهميته، من أجل الوصول إلى رؤى، وتفاهمات، وأفكار مشتركة وبنّاءة، لخدمة مجتمعنا البشري، مشيرًا إلى أنّه ضمن هذا السياق، ينظم المركز سنويًا مائدةً مستديرةً لمراكز الفكر، تجمع مراكزَ البحوث والدراسات المؤثرة، في مختلف دول العالم، حيث استضاف في سبتمبر الماضي الدورة الثالثة من هذا الاجتماع السنوي، الذي أصبح بمنزلة منصةٍ أو إطار عالمي لتنسيقِ العمل البحثي، بين مراكز الفكر والدراسات.

وتطرق في هذا الإطار إلى المنتدى العالمي الذي عقده تريندز عام 2021 لمراكز الفكر، بالتنسيق والشراكة مع معهد لودر في جامعة بنسلفانيا، وشاركت فيه نحو 30 مؤسسة بحثية عالمية، لمناقشة التحديات العلمية التي تواجهها مراكز الفكر.
وبيَّن الدكتور العلي أن لدى مركز تريندز أكثر من 170 شراكة بحثيةً ومعرفية مع مؤسسات بحثية وأكاديمية عبر العالم، موضحًا أن مشاركته في هذه القمة الفكرية تأتي استكمالًا لهذا النهج والتوجُّه، الذي يؤمن به.

وقال إنه من خلال تعزيز أوجه التعاون والشراكات البنّاءة، بين مراكز الفكر، يمكن وضع التوصيات والحلول الناجعة، لمواجهة التحديات العلمية المشتركة، باعتبارها الطريقة المثلى لتطوير عمل هذه المراكز، وتقديم الدعم البحثي والمعرفي المطلوب لصنّاع القرار والمجتمعات.
وشدد الرئيس التنفيذي لمركز تريندز على الدور المهم والمحوري الذي تؤديه مراكز التفكير في عالم اليوم، ليس فقط من خلال دراسة الظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتحليلها، وتقديم الحلول الآنية للتحديات والأزمات الناشئة، ولكن أيضًا من خلال ما تقوم به من دور حيوي وحاسم في استشراف مستقبل هذه الظواهر، ورسم سيناريوهاتها المستقبلية، وكيفية التعامل معها.

وأكد أنَّ الأزمات الأخيرة التي شهدها العالم، ولاسيما أزمة جائحة كوفيد-19، أظهرت أن قدرة مراكز الفكر على استشراف المستقبل ما تزال تواجه تحديات عدة، وهو ما يتطلب منا التفكير في تطوير الأدوات والمناهج، التي يمكن أن تُسْهِم في تعزيز القدرات على التنبؤ بالأحداث وتحديد مساراتها المستقبلية، وخاصة في مثل هذه الظروف، التي تحيط بها الضبابية، وتهيمن عليها حالة عدم اليقين، نتيجة التغيرات المتسارعة التي تحدث في البيئة العالمية.

وقال إن مركز تريندز للبحوث والاستشارات عمل على تطوير أدواته البحثية، في مجال استشراف المستقبل، لتواكب التطورات العالمية المتسارعة في هذا المجال، فوضع شعارًا معبِّرًا قرين اسمه، وهو "من استشراف المستقبل إلى المشاركة في صنعه"، انطلاقًا من قناعته بأن دور مراكز الفكر، لم يعد مقصورًا فقط على استشراف المستقبل وتوقّع الفرص والتوجهات والتحديات والتداعيات المستقبلية، وتحليل آثارها، ووضع الحلول المبتكرة لها أو توفير البدائل عنها، وإنما تعدّى دور هذه المراكز إلى المشاركة في صنع هذا المستقبل، عبر دعم صنّاع القرارات والسياسات بالرؤى والأفكار والاستراتيجيات الجديدة والمبتكرة، التي تساعدهم على توجيه السياسات، وتحديد الأولويات بالشكل الأمثل، وإحداث التغيير الإيجابي المنشود، وتخليق الأفكار الإبداعية والمبتكرة، التي تسهم في تقدم الشعوب ورفاهيتها.

وذكر أن المناهج والأدوات التي يوظفها "تريندز" في دراساته المستقبلية والاستشرافية متنوعة، كما يقوم "تريندز" بدور مهم في تطوير قدرات التخطيط المستقبلي، وبناء السيناريوهات لدى العديد من الجهات الحكومية والخاصة، عبر سلسلة من الدورات التدريبية ووِرَش العمل التي يقدمها لمنتسبي هذه الجهات في مجال استشراف المستقبل.

وأضاف الدكتور العلي أن "تريندز" ينشط أيضًا في مجال بحوث الرأي العام، التي تقوم على قياس توجهات الرأي العام تجاه العديد من القضايا الآنيّة والمستقبلية، وهو ما يساعد صنّاع السياسات على معرفة توقعات المواطنين وطموحاتهم، ومن ثَمّ إدراك كيفية تطوير السياسات المستقبلية لتناسب هذه الطموحات. وضمن هذا السياق، أجرى "تريندز" أكثر من 30 استطلاعًا للرأي العام في السنوات الثلاث الماضية، لمصلحة جهات محددة أو لأغراض بحثية، أسهم بعضُها في تطوير بعض السياسات العامة، وأدخل "تريندز" ضمن أهم عشرة مراكز بحثية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مجال دعم جهود مكافحة الجائحة، ضمن التصنيف الذي أصدرته جامعة بنسلفانيا.