رئيس الدولة يصدر مرسوما اتحاديا بتعيين رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية ونائبه
مركز زايد للدراسات والبحوث ينظم ندوة عن العلاقات الإماراتية الخليجية
نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات بالتعاون مع الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون الخليجي، ندوة عن بعد يوم «الاثنين»، بعنوان «العلاقات الإماراتية الخليجية.. قراءة في الوثائق التاريخية»، تحدث فيها كل من الدكتور فيصل مخيط أبو صليب مدير مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت، والدكتور محمد أحمد عبدالله مدير مركز دراسات البحرين في جامعة البحرين، والدكتور محمد بن علي العبد اللطيف الأستاذ المساعد في قسم التاريخ بجامعة الملك سعود، والدكتور محمد فارس الفارس المؤرخ الإماراتي المتخصص في تاريخ الإمارات والخليج، وأدارها الدكتور عبد الله سليمان المغني أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الشارقة.
وأشارت فاطمة المنصوري مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، إلى أن تنظيم الندوة يأتي متزامناً مع احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بعيدها الوطني التاسع والأربعين كتجربة وحدوية عربية فريدة تبوأت الإمارات خلالها مركزاً مرموقاً في خريطة العالم يليق بمستوى إنجازاتها ومكتسباتها.
وقالت إن مركز زايد للدراسات والبحوث يسعى بتتظيم هذه الندوة إلى تسليط الضوء على الإرث التاريخي الخليجي المشترك وعمق الروابط الثقافية والاجتماعية والتراثية ووحدة الهدف والمصير، لما لها من بالغ الأثر في تعزيز دور المنظومة الخليجية.
بالإضافة إلى التركيز على التجربة الاتحادية الإماراتية وأثرها على تأسيس مجلس التعاون الخليجي بوصفها شكلت نواة وحافزاً لبلورة فكرة قيام المجلس الذي أعلن عنه في اجتماع أبوظبي 25 مايو 1981 ولعبت دولة الإمارات منذها وحتى اليوم دوراً محورياً في دعم مسيرته مسترشدة بفلسفة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» ورؤيته الثاقبة بانتماء أبناء الخليج إلى بعضهم البعض.
وفي المحور الأول للندوة الذي تناول العلاقات الحضارية والإرث الاجتماعي والثقافي والتاريخي المشترك بين دول الخليج، قال الدكتور فيصل مخيط أبو صليب إن موضوع الندوة يأتي تكريساً لدور دولة الإمارات ودور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في تأسيس الاتحاد وتأسيس منظومة مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن لدول الخليج قواسم مشتركة، حيث تعد جغرافيا واحدة ذات تاريخ مشترك وعلاقات اجتماعية مترابطة، وقال إن هذا اتضح في نجاح منظومة مجلس التعاون الخليجي منذ عام 1981 وحتى اليوم.
واستعرض في حديثه التشابهات والعلاقات الاجتماعية والثقافية والإرث الحضاري المشترك بين شعوب دول الخليج، وقال إن ذلك اتضح في الموقف الموحد لدول الخليج العربي من الغزو العراقي للكويت عام 1990، كما وجد الشعب الكويتي في دول مجلس التعاون حاضنة اجتماعية وعمقاً إستراتيجياً بدءاً من المملكة العربية السعودية ووصولاً إلى سلطنة عمان.
أما الدكتور محمد أحمد عبدالله فرصد القواسم المشتركة بين دول الخليج العربي وأجملها في عدة نقاط، منها ارتباطها بالحيز الجغرافي على الساحل الغربي للخليج العربي، وتشابه مواردها الطبيعية واقتصاداتها قبل النفط وبعده، وتشابه البيئة الثقافية والاجتماعية بينها، وتشابه المسيرة التاريخية والمراحل السياسية، وتشابه الأنساق الثقافية بينها.
فيما أكد الدكتور محمد بن علي العبد اللطيف أن العلاقات التاريخية والحضارية بين دول الخليج موجودة منذ القدم حيث تتشابه العادات والتقاليد واللغة والمعمار. مشيراً إلى دور رحلات الحج في التبادل الثقافي والتجاري بين شعوب المنطقة منذ وقت طويل.
وتناول المبادرات الرسمية في الجانب الثقافي حيث أشار إلى أن تأسيس وكالة الأنباء الخليجية عام 1976 كان من أولى المبادرات الرسمية التي أثبتت العمق الثقافي الواحد لدول الخليج، حيث مثلت لبنة أولى في مجال التعاون الثقافي والإعلامي وتلتها العديد من المبادرات المشتركة في جميع المجالات.
بينما أمن الدكتور محمد فارس الفارس على قدم المشتركات بين أبناء منطقة الخليج العربي في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وأشار إلى اشتراك المنطقة في النظام القبلي واللهجة والعادات والتقاليد والأنشطة الاقتصادية كالتجارة البحرية والغوص على اللؤلؤ منوهاً إلى أن أبناء الخليج كانوا يلتقون في المغاصات ويتعارفون وتصير بينهم علاقات نسب.
وفي المحور الثاني للندوة الذي تناول العلاقات البينية التاريخية بين الإمارات وعدد من دول الخليج، أكد الدكتور فيصل مخيط أبو صليب حدوث تبادل للخبرات بين دول المنطقة، ووصف العلاقات الكويتية الإماراتية بأنها علاقات مميزة وتاريخية، مشيراً إلى زيارة الشيخ عبد الله السالم أمير الكويت رحمه الله إلى إمارة الشارقة عام 1952 التي كانت فاتحة لتعاون الكويت مع الإمارات في مجالات التعليم والصحة حيث أرسلت بعثات إلى عدد من إمارات الساحل المتصالح، كما تناول أيضاً دور الكويت في دعم قيام الاتحاد بتقريب وجهات النظر ولعب دور الوسيط في المباحثات.
وأشار إلى الموقف الدبلوماسي للإمارات المساند للكويت إبان الغزو العراقي، كما نوه بالدور المحوري للشيخ زايد «طيب الله ثراه» في عملية تحرير الكويت ومشاركة القوات المسلحة الإماراتية في التحرير وتقديمها عدداً من الشهداء، مستعرضاً مساندة الإمارات للكويت عقب التحرير في جميع القرارات الدولية ومساندة الكويت للإمارات في قضاياها العادلة وعلى رأسها الجزر المحتلة.
وقال إن الكويت اليوم تستفيد من التطور التعليمي في الإمارات حيث تبتعث الكويت طلابها للدراسة في الجامعات الإماراتية المتطورة.
أما الدكتور محمد أحمد عبدالله فسرد في نقاط مسيرة العلاقات بين مملكة البحرين ودولة الإمارات، مشيراً إلى العلاقة الوثيقة بين الاثنتين لاسيما علاقة البحرين بأبوظبي وقال إنهما تقاسمتا تاريخاً وتراثاً مشتركاً عبر قرون عدة مما أدى إلى تأسيس علاقة متينة قائمة على الصداقة والتعاون في شتى المجالات. وتناول الدور الذي أدته البحرين إلى جانب بقية الدول في دعم قيام الاتحاد الإماراتي وتقديمها العون لتطوير التعليم من خلال توفير المعلمين وتدريب المعلمين الإماراتيين بجانب دعم تقديم الرعاية الصحية وغيرها من المجالات. وقال إن تاريخ أبوظبي والبحرين شهد علاقات طويلة من الود المتبادل تعززت بين الأسرتين الحاكمتين بتحالفات تاريخية، مشيراً إلى أن وجود علاقات خاصة بين البحرين وأبوظبي كان واضحاً في عدة علامات منها استخدام العملة البحرينية، وزيارة حكام البحرين إلى أبوظبي لتهنئة المغفور له الشيخ زايد بتولي مقاليد الحكم وغيرها.
فيما استعرض الدكتور محمد بن علي العبد اللطيف أبرز ملامح العلاقات بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث وقفت المملكة موقفاً متضامناً مع الإمارات وبقية دول الخليج، وكان الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله حث بريطانيا على منح الاستقلال التام لإمارات الخليج العربي.
وأشار إلى زيارة وزير الخارجية الإماراتي معالي أحمد بن خليفة السويدي إلى المملكة عقب قيام الاتحاد ولقائه بجلالة الملك فيصل رحمه الله، حيث كانت من أولى الزيارات بعد إعلان قيام الاتحاد. كما استعرض أمثلة ونماذج تدل على قوة أواصر الأخوة بين البلدين.
وفي المحور الأخير الذي تناول التجربة الاتحادية الإماراتية، قال الدكتور محمد فارس الفارس إن التجربة الاتحادية الإماراتية تعد هي التجربة الناجحة الوحيدة في العالم العربي، منوهاً بالدور الكبير الذي لعبته دولة الكويت في تقريب وجهات النظر من أجل إنجاح قيام الاتحاد، كما عدد أدوار المملكة العربية السعودية في هذا الجانب.
وأكد الفارس أن تجربة الاتحاد الإماراتي تبين أن وحدة العالم العربي ممكنة إذا توفرت الأرضية المشتركة. فيما وصف الدكتور فيصل مخيط أبو صليب التجربة الاتحادية الإماراتية بأنها «نموذج مشرف نفتخر به نحن أبناء دول مجلس التعاون على مستوى العالم». وقال الدكتور محمد أحمد عبدالله إن تأسيس اتحاد الإمارات يعد إنجازاً توج التكامل الإقليمي.
أما الدكتور محمد بن علي العبد اللطيف فقال إن الاتحاد هو قصة ملهمة تبين كيف استطاعت الحكمة والإخلاص والتفاني والتعاون تأسيس دولة استطاعت في فترة وجيزة تطبيق التنمية الشاملة ونهضت في جميع نواحي الحياة.
حضر الندوة سعادة علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام في نادي تراث الإمارات، والسيد سعيد المناعي مدير إدارة الأنشطة في النادي، والسيد بدر الأميري مسؤول مكتبة زايد والمعارض بمركز زايد للدراسات والبحوث، ولفيف من الأكاديميين والباحثين والمهتمين من الإمارات ودول الخليج.