مسبار الإمارات .. 5 مكاسب استراتيجية تدشن عهد ما بعد الخمسين

مسبار الإمارات .. 5 مكاسب استراتيجية تدشن عهد ما بعد الخمسين

شكل نجاح دولة الإمارات في إطلاق أول مسبار عربي إسلامي للمريخ حدثا استثنائيا ملهما، وحدثا فارقا على المستوى الإقليمي والعالمي. وتبرز 5 مكاسب استراتيجية حققتها الإمارات مع إطلاق المسبار، حيث أعاد مشهد انطلاق « مسبار الأمل « للشباب العربي إمكانية تغيير الواقع وصناعة مستقبل جديد متى ما توافرت الإرادة الحقيقية، إضافة إلى تعزيز الحدث لموقع الإمارات في قطاع الفضاء والإعلان الرسمي عن دخولها لنادي الكبار، حيث باتت ضمن 9 دول وكيانات تعمل على اكتشاف الكوكب الأحمر . وكسبت الإمارات تحديا مهما تمثل في تجاوز تحدي حداثة التجربة مقارنة بالدول التي سبقتها في هذا المجال، وباتت الإمارات اليوم مهيئة ومستعدة لمواصلة حضورها الدولي في هذا القطاع عبر العديد من المبادرات والمشاريع.

أما المكسب الرابع فيتمثل في القيمة المعرفية لمسبار الأمل الذي سيسهم في سد ثغرة معرفية مهمة تقرب العالم من فهم أعمق للكوكب الأحمر، وختاما فقد شكل الالتزام بالمواعيد المحددة للإطلاق تحديا استطاعت الإمارات تجاوزه خصوصا في ظل وضع عالمي مضطرب جراء انتشار فيروس كورونا المستجد والإجراءات الاحترازية التي طبقتها دول العالم للحد من انتشار الفيروس. - رسالة ملهمة.

أعاد مشهد إطلاق الصاروخ الحامل لمسبار الأمل الثقة في قدرة الشباب على صناعة أمجادهم، وتلقى ملايين العرب تلك المشاهد بأمل كبير في تجاوز التحديات السياسية والاجتماعية والثقافية التي تمر بها المنطقة متى ما وجدت الإرادة الصادقة نحو التغيير. وتعد مشاركة 200 مهندس ومهندسة من أبناء وبنات الإمارات في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ تأكيدا حيا على قدرة الشباب العربي على النجاح، وأن الإنجازات العظيمة لم تعد حكرا على مجتمعات معينة، إضافة إلى الفرص الحقيقية التي تطرحها الإمارات في مجال الأبحاث والمشاريع المرتبطة بقطاع الفضاء والتي يمكن يستفيد منها الشباب العربي عموما. وتعمل الإمارات على نقل معارفها وتجربتها في قطاع الفضاء إلى الدول العربية حيث تقود مشروعا لتأسيس تكتل عربي معني بتبادل المعرفة في هذا القطاع الاستراتيجي، حيث أكدت وكالة الإمارات للفضاء أن الإمارات تسعى لمساعدة الدول العربية على وضع خطط واستراتيجيات تساهم في تدشين قطاعات الفضاء الخاصة بالدول العربية بما يساهم في تحقيق تواجد عربي فاعل في هذا القطاع. - نادي الكبار .

أعلنت الإمارات بإطلاقها لمسبار الأمل دخولها الفعلي في «نادي الكبار»، وتضم قائمة الدول التي تعمل على استكشاف كوكب المريخ 9 دول فقط، وتتصدر الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والصين، والاتحاد الأوروبي، قائمة الدول والتكتلات الساعية لاكتشاف الكوكب الأحمر. - عبقرية الإصرار. شكلت قصة « مسبار الأمل « منذ الإعلان عنها في العام 2014 تحديا محفوفا بالتحديات، حيث برزت تحديات مثل حداثة التجربة الإماراتية في هذا القطاع مقارنة بالدول الكبرى التي عملت سنوات طويلة قبل أن تصل لمرحلة إطلاق مشروع بهذا الحجم، فيما شكل تحدي إيجاد الكوادر الوطنية القادرة على العمل على مشروع بهذا الحجم . وبعد 6 سنوات من العمل حصدت الإمارات نتاج خططها بإنجاز غير مسبوق وفريد من نوعه بحكم التجربة، واختصرت الإمارات بهذا المشروع سنوات طويلة من البحث والتأهيل وهو ما يساهم في تعزيز حضورها الدولي في هذا القطاع مستقبلا. - أهداف علمية.

يترقب العالم نتائج مهمة الإمارات للمريخ لملء ثغرة معرفية مهمة تسهم في تقريب فهم الكوكب الأحمر واستيعاب كيفية تغير المناخ في الغلاف الجوي للمريخ على امتداد دورات الليل والنهار والمواسم، إضافة لالتقاط أول صورة كاملة للمريخ. ويتميز مسار مسبار الأمل باتخاذ مسار واسع وبعيد وهو ما يجعله المسبار الأول من نوعه الذي يقدم صورة شاملة لمناخ المريخ، بما في ذلك الغيوم والغازات وعواصف الغبار على امتداد اليوم بدلا من الاكتفاء بمساحات زمانية أو مكانية محددة .. وستكون البيانات التي تقدمها المهمة متاحة للجميع بغية إجراء دراسات عليها.
- تجاوز تحدي كورونا . نجحت الإمارات في قهر العديد من التحديات، حيث شكل انتشار فيروس « كورونا « المستجد حدثا طارئا وتحديا غير مألوف، خصوصا للصعوبات التي قد تواجه عمليه نقل المسبار إلى موقع الإطلاق في اليابان.
وشكلت قصة نقل المسبار تجربة ملهمة، تجاوزت بها الإمارات التحديات الفنية واللوجستية، في مقدمتها تعطل الملاحة الجوية وحركة النقل في مختلف أنحاء العالم.