محمد بن راشد: قوة الترابط بين أبناء الإمارات نموذج عالمي في الأُلفة والتعايش
مسجد السلطان حسن.. فخر العمارة الإسلامية في عصر المماليك
يعد مسجد السلطان حسن فخر العمارة الإسلامية في عصر المماليك ودرة التاج فيما وصلوا إليه من إبداع حضاري، حيث يجمع بين روعة التصميم وجمال الزخارف كنموذج معماري ملهم تم تشييده منذ ما يقرب من 7 قرون.
بدأ السلطان حسن بن الناصر بن قلاوون تشييده عام 1356 وأتم بناءه بعد 6 سنوات وهو يقع حاليا بنهاية شارع "محمد علي" بميدان "صلاح الدين"، شرق القاهرة. يتكون المسجد من صحن أوسط مكشوف يجعل العلاقة الروحانية مع السماء متصلة مباشرة، كما يلعب دورا في إضاءة وتهوية المكان، وتحيط بالصحن 4 أبواب يؤدي كل منها إلى زاوية أو مدرسة مخصصة لدراسة أحد المذاهب الفقهية الأربعة.
ويتميز المسجد بنافورة تتوسط الصحن، فضلا عن الارتفاع الشاهق للجدران والأسقف وكذلك رقة وجمال القباب ذات الزخارف المتنوعة، كما أنه يحتوي على أطول مأذنة بمساجد مصر بارتفاع يبلغ 81 مترا. ويعد المسجد " أحد أجمل مباني الإسلام وأفضل نماذج العمارة العربية بفضل قبته العالية، وارتفاع مئذنته، وعظم اتساعه وفخامة وكثرة زخارفه"، بحسب ما جاء في كتاب "وصف مصر" على لسان المؤرخ الفرنسي آدم فرانسوا جومار. أما المستشرق الفرنسي جاستون فييت فيري أنه :" الوحيد بين مساجد القاهرة الذي جمع بين قوة البناء وعظمته من ناحية، وبين رقة الزخرفة وجمالها من ناحية أخرى".
وكان السلطان حسن ينوي بناء 4 مآذن عظيمة وغير مسبوقة للمسجد، إلا أن سقوط مئذنة ضخمة منه في حادث مروع راح ضحيته العشرات، جعله يكتفي بوجود مئذنتين.
ومن الحوادث المؤسفة التي كان المسجد شاهد عيان عليها هو محاولة الفرق المتناحرة من المماليك لاستخدام المسجد في صراعاتهم الداخلية، حيث كان البعض يصعد بالمدافع إلى سطح المبنى ويضرب بها "قلعة الجبل" القريبة للغاية، وهو ما دفع بالسلطان إلى أن يأمر بهدم السلم المؤدي إلى السطح.
ويحظى مسجد السلطان حسن بشهرة سياحية عالمية، حيث كان ضمن برنامج الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مصر في 2009، والذي تجول في المسجد مبهورا بروائعة الاستثنائية، بصحبة وزيرة خارجيته، آنذاك، هيلاري كلينتون.