وصف الكاتب والمحلل الإسرائيلي، بن كسبيت، استراتيجية رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، بعد احتفاله بإنجاز تحرير الرهائن الأربع وتجاهله الآخرين بـ»الاستراتيجية المشينة»، مشيراً إلى أن إسرائيل ممتازة في العمليات البطولية قصيرة المدى، ولكنها أقل فعالية في إدارة الأنظمة الاستراتيجية طويلة المدى. وقال في تحليل بصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إن ما حدث في مخيم النصيرات، وانتهى بإطلاق سراح 4 رهائن، أعاد البسمة إلى شفاه الإسرائيليين، ولكنه كان ممزوجاً بالدموع، بسبب مقتل القائد الإسرائيلي، أرنون زامورا، أثناء العملية، التي سُميت باسمه. ويرى الكاتب الإسرائيلي، أنه على الرغم من تلك العملية، إلا أن الوضع الاستراتيجي لإسرائيل سيظل «عالقاً» في نفس المكان، فهناك 120 إسرائيلياً في أسر حماس، ما يعني الحاجة إلى 30 عملية أخرى. وقال بن كسبيت إن الجبهة الشمالية لا تزال مشتعلة ولا نهاية لها في الأفق، ولا يزال النازحون من الشمال يقيمون في الفنادق، وأولئك الذين عادوا إلى ديارهم في الجنوب لا يشعرون بالأمان على الإطلاق، وأضاف: «شرعية إسرائيل تنهار، والعالم يقف ضد إسرائيل مجدداً بشكل كامل، والجبهات أيضاً تتعزز وتتوحد ضد إسرائيل، والمفاوضات بشأن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار لا تزال عالقة». واستطرد بقوله: «إسرائيل ممتازة في العمليات البطولية قصيرة المدى، ولكنها أقل جودة في إدارة الأنظمة الاستراتيجية طويلة المدى، لأنها عندما تشرع في عملية بسيطة يكون الهدف واضحاً». وتابع: «عندما يكون هناك هدف، يمكن التخطيط لعملية ما وتنفيذها، والحملة الاستراتيجية، ليس هناك هدف، لا توجد مناقشات حول اليوم التالي، ليس هناك غرض، لا يوجد أي نقاش استراتيجي، ولا توجد آلية للاستمرار السياسي في استخدام القوة، عندما لا يكون هناك هدف واضح وإنجاز ودرس مطلوب، فلا يوجد نصر أيضاً».
وأشار إلى أن نتانياهو، بعدما أنهى جولته التي شملت زيارة للمستشفى ومحادثات مع المُحررين، انتظر بعض الوقت قبل دعوة الوزير بيني غانتس إلى عدم الاستقالة من الحكومة، عندما تذكر أن الوحدة مطلوبة فقط، بعد أن انتهى من العملية.
ورأى الكاتب أن نتانياهو يتجاوز بيني غانتس وغادي آيزنكوت منذ أسابيع، ويرفض مشاركتهم، ويستصغرهم في كل فرصة، ولكن فجأة يطلب منهم البقاء، «لأن إسرائيل في حاجة إلى الوحدة»، مضيفاً أن نتانياهو لم يكلف نفسه عناء إطلاع شركائه على العملية نفسها، وألغى مجلس الوزراء الحربي ليلة الخميس، حتى لا يكتشفوا بالصدفة ما كان على وشك الحدوث.