مؤتمر الجمهوريين يلعب ورقة الخوف:
معسكر ترامب يقف ضد «اليوتوبيا الاشتراكية»...!
-- وجود العديد من المتحدثين الأمريكيين من أصول أفريقية، في محاولة لحشد جزء من الناخبين السود
-- ترامب: الديمقراطيون يستخدمون كوفيــد-19 لســـرقة الانتخـابــات
-- دونالد الابن يصف جو بايدن بـ «وحش بحيرة لوخ نيس» النخب السياسية في واشنطن
-- الحزب الكبير القديم الذي تم إبرازه في المؤتمر هو حزب ترامب
-- نشر فريق الحملة عشية المؤتمر، «برنامجًا» لفترة ولاية ثانية لترامب، وهو أشبه بقائمة بابا نويل
-- لم يكلف الحزب نفسه عناء صياغة برنامج سياسي جديد، وأكد دعمه لبرنامج ترامب عام 2016
في بداية القداس الكبير للحزب الجمهوري، لعب الرئيس وأنصاره ورقة الخوف، مستحضرين جو بايدن، شبه الماركسي، الذي سيسعى لإغراق أمريكا في الفوضى.
وقد أعلنت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، رونا مكدانيل، عن مؤتمر “طموح، ولهجة متفائلة، يحملها أفضل مبعوثي حزبنا ونجم المؤتمر: الرئيس نفسه”.
وإذا كان دونالد ترامب، في الواقع، هو النجم بلا منازع في المؤتمر الجمهوري، الذي يعقد هذا الأسبوع بين البيت الأبيض وتشارلوت (نورث كارولينا)، افتراضيا في جانب كبير منه ودون جمهور، فإنه لا نبرة مهدئة مع المتدخلين حتى الآن، بل سلسلة من الخطابات الكئيبة والمخيفة حول عواقب الرئاسة المحتملة لجو بايدن، الخصم الديمقراطي لترامب في الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر.
وحذرت باتريشيا مكلوسكي، وهي جالسة إلى جانب زوجها مارك، في مقطع فيديو تم تسجيله مسبقًا وبثّه في وقت الذروة: “لا تخطؤوا:بغض النظر عن المكان الذي تعيشون فيه، فلن تكون عائلتكم آمنة في أمريكا الديمقراطيين الراديكاليين”،
مؤكدين أن جو بايدن كان مدعوماً من قبل “المناضلين الماركسيين” الساعين إلى “إلغاء الضواحي”.... وهذا الثنائي المحامي من سانت لويس (ميسوري)، أصبحا من الأيقونات عند المحافظين الموالين لترامب بعد تهديدهما بالسلاح، للمتظاهرين السود الذين ساروا بالقرب من منزلهما الفاخر في يونيو الماضي.
«أيديولوجية
الضحية التقدمية»
لم يتوقف ترامب أبدًا عن تصوير، في حال انتصار نائب الرئيس السابق لباراك أوباما، أمريكا وقد سُلّمت لعصابات البلطجية والمهاجرين غير الشرعيين والجماعات اليسارية المتطرفة، حيث تتم مصادرة اسلحة المواطنين الشرفاء.
ان الديموقراطيين “يريدون اخضاعكم لإيديولوجية تقدمية تلعب دور الضحية، لدرجة أنكم لا تستطيعون التعرف على بلدكم أو انفسكم”، اتهمت مقدمة البرامج على فوكس نيوز السابقة كيمبرلي جيلفويل، رفيقة دونالد ترامب جونيور الابن الاكبر للرئيس.
ان دونالد ترامب هو “رئيس القانون والنظام”، كما قالت، متنبئة بنهاية العالم مع الديمقراطيين، خلال خطاب عاطفي، كما لو انها كانت تخاطب حشدا هائجا ( إلا أنها أمام قاعة فارغة). “الرسالة “من المؤتمر الجمهوري”: خافوا... عليكم ان ترتعبوا، هكذا غرد ديفيد أكسلرود، المستشار السابق لباراك أوباما.
لقد رفض المتحدثون، سواء من عامة الناس أو شخصيات من الحزب الجمهوري، تهديد بايدن “اليساري المتطرف” (بعيدًا عن المواقف الحقيقية للمرشح الديمقراطي)، والذي يريد إفقار الشرطة، وإشاعة الفوضى، و”سحق عائلات الطبقة الوسطى”... و”فرض الاشتراكية” على الولايات المتحدة، كما قال ماكسيمو ألفاريز، وهو أمريكي من أصل كوبي. كما أضافت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، التي يُنظر إليها على أنها مرشحة جمهورية محتملة للانتخابات الرئاسية لعام 2024، طبقة: “سيكون جو بايدن واليسار الاشتراكي كارثة على اقتصادنا”، مؤكدة أن منافس ترامب يسعى “للتخلي عن قيمنا».
«وحش بحيرة لوخ نيس»
نفس النغمة مع تيم سكوت، النائب الجمهوري الأسود الوحيد المنتخب في مجلس الشيوخ، الذي شجب “الثورة الثقافية” و “اليوتوبيا الاشتراكية”، المطلوبين من قبل المرشح الديمقراطي وزميلته في الترشح، كامالا هاريس، من أجل “أمريكا مختلفة جوهريًا”. “علّمنا التاريخ أن هذه الطريق لن تؤدي إلا إلى المعاناة والبؤس».
يشار الى ان المؤتمر امّن وجود العديد من المتحدثين الأمريكيين من أصول افريقية، في محاولة لحشد جزء من الناخبين السود الذين هم في الغالب معادون للحزب. وإلى جانب سكوت، صعد فيرنون جونز، وهو ديمقراطي منتخب من جورجيا، إلى المسرح ليعلن دعمه.
من جانبه، وصف دونالد ترامب جونيور، جو بايدن بأنه “وحش بحيرة لوخ نيس” النخب السياسية في واشنطن، “الذي يخرج رأسه من الماء من وقت لآخر للترشح للرئاسة”، في إشارة إلى حياته السياسية الممتدة طيلة نصف قرن تقريبا، وفشله في الماضي في كسب ترشيح حزبه.
مع جو بايدن، قال، وهو يتبنى موضوعًا مفضلًا لوالده، “لن تكون الأغلبية الصامتة، بل الأغلبية التي فرض عليها الصمت».
وفي أمريكا أسيرة الاستقطاب في زمن ترامب، وثكلها وباء كوفيد -19 الذي أودى بحياة أكثر من 177 ألف شخص وأوقف ملايين الأمريكيين عن العمل، وفي ظل حركة تاريخية غاضبة ضد العنصرية والعنف، هكذا قدم دونالد ترامب الابن البديل للناخبين الأمريكيين، مساء يوم 3 نوفمبر: “الكنيسة، والعمل، والمدرسة، ضد الشغب والنهب والتخريب».
«انتخابات مزورة»
وقبل ساعات من كل ما أسلفنا، كان ترشيح ترامب رسميًا من طرف الحزب الجمهوري لانتخابات نوفمبر مناسبة، بالنسبة للرئيس، ليلقي خطابا طويلا مفككا، اتهم فيه الديمقراطيين بالرغبة في “سرقة” الاقتراع.
وامام تقدم بايدن الكبير في استطلاعات الرأي الوطنية، وهزيمته المتوقعة في العديد من الولايات المتأرجحة، لوّح ترامب دون دليل، كما يفعل منذ بداية الصيف، بشبح التزوير المرتبط بالتصويت عبر البريد، والذي أصبح لا غنى عنه زمن الوباء. “الطريقة الوحيدة “للديمقراطيين” لحرماننا من الفوز هي إذا كانت الانتخابات مزورة “...”. إنهم يستخدمون كوفيد لسرقة الانتخابات».
المؤتمر الجمهوري، كان أيضًا فرصة لترامب للدفاع عن سجله، في وقت يتعرض فيه لقصف عنيف بسبب تعاطيه الكارثي مع وباء كوفيد -19، وحيث ان ورقته الرئيسية، الصحة الجيدة للاقتصاد، لم تعد احدى أوراقه الرابحة: تعاني البلاد من وطأة الركود الاقتصادي، حيث ارتفعت البطالة من 3 فاصل 5 بالمائة في فبراير إلى 10 فاصل 2 بالمائة في يوليو.
وإذا كانت المؤتمرات تسعى تقليديًا إلى ترقية مرشحها، فانه يتم ترك مكان للحزب نفسه، الا ان هذا الأخير تميّز بغيابه تمامًا. لقد تحول اليوم الأول إلى مهرجان مديح لترامب، حيث خاطبه المتحدثون مباشرة، وشكروه، أو سردوا حكايات عنه. وكما أشار كريس والاس، أحد الصحفيين القلائل في فوكس الذين بقوا على مسافة انتقادية من الرئيس: “يطلق عليه المؤتمر الجمهوري، لكنه في الحقيقة مؤتمر ترامب».
ولئن نأى بعض الجمهوريين بأنفسهم عن الرئيس، أو حتى دعوا للتصويت لخصمه الديمقراطي، فإن معظم هؤلاء من المنتخبين السابقين أو مسؤولين في الإدارات السابقة. فطوال فترة ولاية ترامب، اتبع الجمهوريون في الكونغرس، وخاصة في مجلس الشيوخ، حيث لديهم الأغلبية، سياسات الرئيس مع ولاء لا يتزعزع. ويمكن القول إن الحزب الكبير القديم الذي تم إبرازه في المؤتمر هو حزب ترامب، مما دفع المراقبين إلى الحديث عن “عبادة الشخصية”. وكدليل: أعلن الحزب الجمهوري يوم الأحد أنه لم يكلف نفسه عناء صياغة برنامج سياسي جديد، وأكد دعمه لبرنامج ترامب الذي تم تبنيه عام 2016.
ومع ذلك، نشر فريق حملته عشية المؤتمر، “برنامجًا” لفترة ولاية ثانية لترامب، وهو أشبه بقائمة لبابا نويل: “خلق 10 ملايين وظيفة في عشرة أشهر “؛ “تطوير لقاح ضد كوفيد-19 بنهاية عام 2020”، مع “العودة إلى الوضع الطبيعي عام 2021”؛ “تدريس الاستثناء الأمريكي”؛ “إقامة وجود بشري دائم على القمر وإرسال أول مهمة مأهولة إلى المريخ”؛ “إنشاء شراكات مع دول أخرى لتنظيف محيطات العالم» ...
سيقبل الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة رسميًا، وللمرة الثانية، ترشيح حزبه يوم الخميس، وذلك خلال كلمة يلقيه في حدائق البيت الأبيض.
-- ترامب: الديمقراطيون يستخدمون كوفيــد-19 لســـرقة الانتخـابــات
-- دونالد الابن يصف جو بايدن بـ «وحش بحيرة لوخ نيس» النخب السياسية في واشنطن
-- الحزب الكبير القديم الذي تم إبرازه في المؤتمر هو حزب ترامب
-- نشر فريق الحملة عشية المؤتمر، «برنامجًا» لفترة ولاية ثانية لترامب، وهو أشبه بقائمة بابا نويل
-- لم يكلف الحزب نفسه عناء صياغة برنامج سياسي جديد، وأكد دعمه لبرنامج ترامب عام 2016
في بداية القداس الكبير للحزب الجمهوري، لعب الرئيس وأنصاره ورقة الخوف، مستحضرين جو بايدن، شبه الماركسي، الذي سيسعى لإغراق أمريكا في الفوضى.
وقد أعلنت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، رونا مكدانيل، عن مؤتمر “طموح، ولهجة متفائلة، يحملها أفضل مبعوثي حزبنا ونجم المؤتمر: الرئيس نفسه”.
وإذا كان دونالد ترامب، في الواقع، هو النجم بلا منازع في المؤتمر الجمهوري، الذي يعقد هذا الأسبوع بين البيت الأبيض وتشارلوت (نورث كارولينا)، افتراضيا في جانب كبير منه ودون جمهور، فإنه لا نبرة مهدئة مع المتدخلين حتى الآن، بل سلسلة من الخطابات الكئيبة والمخيفة حول عواقب الرئاسة المحتملة لجو بايدن، الخصم الديمقراطي لترامب في الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر.
وحذرت باتريشيا مكلوسكي، وهي جالسة إلى جانب زوجها مارك، في مقطع فيديو تم تسجيله مسبقًا وبثّه في وقت الذروة: “لا تخطؤوا:بغض النظر عن المكان الذي تعيشون فيه، فلن تكون عائلتكم آمنة في أمريكا الديمقراطيين الراديكاليين”،
مؤكدين أن جو بايدن كان مدعوماً من قبل “المناضلين الماركسيين” الساعين إلى “إلغاء الضواحي”.... وهذا الثنائي المحامي من سانت لويس (ميسوري)، أصبحا من الأيقونات عند المحافظين الموالين لترامب بعد تهديدهما بالسلاح، للمتظاهرين السود الذين ساروا بالقرب من منزلهما الفاخر في يونيو الماضي.
«أيديولوجية
الضحية التقدمية»
لم يتوقف ترامب أبدًا عن تصوير، في حال انتصار نائب الرئيس السابق لباراك أوباما، أمريكا وقد سُلّمت لعصابات البلطجية والمهاجرين غير الشرعيين والجماعات اليسارية المتطرفة، حيث تتم مصادرة اسلحة المواطنين الشرفاء.
ان الديموقراطيين “يريدون اخضاعكم لإيديولوجية تقدمية تلعب دور الضحية، لدرجة أنكم لا تستطيعون التعرف على بلدكم أو انفسكم”، اتهمت مقدمة البرامج على فوكس نيوز السابقة كيمبرلي جيلفويل، رفيقة دونالد ترامب جونيور الابن الاكبر للرئيس.
ان دونالد ترامب هو “رئيس القانون والنظام”، كما قالت، متنبئة بنهاية العالم مع الديمقراطيين، خلال خطاب عاطفي، كما لو انها كانت تخاطب حشدا هائجا ( إلا أنها أمام قاعة فارغة). “الرسالة “من المؤتمر الجمهوري”: خافوا... عليكم ان ترتعبوا، هكذا غرد ديفيد أكسلرود، المستشار السابق لباراك أوباما.
لقد رفض المتحدثون، سواء من عامة الناس أو شخصيات من الحزب الجمهوري، تهديد بايدن “اليساري المتطرف” (بعيدًا عن المواقف الحقيقية للمرشح الديمقراطي)، والذي يريد إفقار الشرطة، وإشاعة الفوضى، و”سحق عائلات الطبقة الوسطى”... و”فرض الاشتراكية” على الولايات المتحدة، كما قال ماكسيمو ألفاريز، وهو أمريكي من أصل كوبي. كما أضافت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، التي يُنظر إليها على أنها مرشحة جمهورية محتملة للانتخابات الرئاسية لعام 2024، طبقة: “سيكون جو بايدن واليسار الاشتراكي كارثة على اقتصادنا”، مؤكدة أن منافس ترامب يسعى “للتخلي عن قيمنا».
«وحش بحيرة لوخ نيس»
نفس النغمة مع تيم سكوت، النائب الجمهوري الأسود الوحيد المنتخب في مجلس الشيوخ، الذي شجب “الثورة الثقافية” و “اليوتوبيا الاشتراكية”، المطلوبين من قبل المرشح الديمقراطي وزميلته في الترشح، كامالا هاريس، من أجل “أمريكا مختلفة جوهريًا”. “علّمنا التاريخ أن هذه الطريق لن تؤدي إلا إلى المعاناة والبؤس».
يشار الى ان المؤتمر امّن وجود العديد من المتحدثين الأمريكيين من أصول افريقية، في محاولة لحشد جزء من الناخبين السود الذين هم في الغالب معادون للحزب. وإلى جانب سكوت، صعد فيرنون جونز، وهو ديمقراطي منتخب من جورجيا، إلى المسرح ليعلن دعمه.
من جانبه، وصف دونالد ترامب جونيور، جو بايدن بأنه “وحش بحيرة لوخ نيس” النخب السياسية في واشنطن، “الذي يخرج رأسه من الماء من وقت لآخر للترشح للرئاسة”، في إشارة إلى حياته السياسية الممتدة طيلة نصف قرن تقريبا، وفشله في الماضي في كسب ترشيح حزبه.
مع جو بايدن، قال، وهو يتبنى موضوعًا مفضلًا لوالده، “لن تكون الأغلبية الصامتة، بل الأغلبية التي فرض عليها الصمت».
وفي أمريكا أسيرة الاستقطاب في زمن ترامب، وثكلها وباء كوفيد -19 الذي أودى بحياة أكثر من 177 ألف شخص وأوقف ملايين الأمريكيين عن العمل، وفي ظل حركة تاريخية غاضبة ضد العنصرية والعنف، هكذا قدم دونالد ترامب الابن البديل للناخبين الأمريكيين، مساء يوم 3 نوفمبر: “الكنيسة، والعمل، والمدرسة، ضد الشغب والنهب والتخريب».
«انتخابات مزورة»
وقبل ساعات من كل ما أسلفنا، كان ترشيح ترامب رسميًا من طرف الحزب الجمهوري لانتخابات نوفمبر مناسبة، بالنسبة للرئيس، ليلقي خطابا طويلا مفككا، اتهم فيه الديمقراطيين بالرغبة في “سرقة” الاقتراع.
وامام تقدم بايدن الكبير في استطلاعات الرأي الوطنية، وهزيمته المتوقعة في العديد من الولايات المتأرجحة، لوّح ترامب دون دليل، كما يفعل منذ بداية الصيف، بشبح التزوير المرتبط بالتصويت عبر البريد، والذي أصبح لا غنى عنه زمن الوباء. “الطريقة الوحيدة “للديمقراطيين” لحرماننا من الفوز هي إذا كانت الانتخابات مزورة “...”. إنهم يستخدمون كوفيد لسرقة الانتخابات».
المؤتمر الجمهوري، كان أيضًا فرصة لترامب للدفاع عن سجله، في وقت يتعرض فيه لقصف عنيف بسبب تعاطيه الكارثي مع وباء كوفيد -19، وحيث ان ورقته الرئيسية، الصحة الجيدة للاقتصاد، لم تعد احدى أوراقه الرابحة: تعاني البلاد من وطأة الركود الاقتصادي، حيث ارتفعت البطالة من 3 فاصل 5 بالمائة في فبراير إلى 10 فاصل 2 بالمائة في يوليو.
وإذا كانت المؤتمرات تسعى تقليديًا إلى ترقية مرشحها، فانه يتم ترك مكان للحزب نفسه، الا ان هذا الأخير تميّز بغيابه تمامًا. لقد تحول اليوم الأول إلى مهرجان مديح لترامب، حيث خاطبه المتحدثون مباشرة، وشكروه، أو سردوا حكايات عنه. وكما أشار كريس والاس، أحد الصحفيين القلائل في فوكس الذين بقوا على مسافة انتقادية من الرئيس: “يطلق عليه المؤتمر الجمهوري، لكنه في الحقيقة مؤتمر ترامب».
ولئن نأى بعض الجمهوريين بأنفسهم عن الرئيس، أو حتى دعوا للتصويت لخصمه الديمقراطي، فإن معظم هؤلاء من المنتخبين السابقين أو مسؤولين في الإدارات السابقة. فطوال فترة ولاية ترامب، اتبع الجمهوريون في الكونغرس، وخاصة في مجلس الشيوخ، حيث لديهم الأغلبية، سياسات الرئيس مع ولاء لا يتزعزع. ويمكن القول إن الحزب الكبير القديم الذي تم إبرازه في المؤتمر هو حزب ترامب، مما دفع المراقبين إلى الحديث عن “عبادة الشخصية”. وكدليل: أعلن الحزب الجمهوري يوم الأحد أنه لم يكلف نفسه عناء صياغة برنامج سياسي جديد، وأكد دعمه لبرنامج ترامب الذي تم تبنيه عام 2016.
ومع ذلك، نشر فريق حملته عشية المؤتمر، “برنامجًا” لفترة ولاية ثانية لترامب، وهو أشبه بقائمة لبابا نويل: “خلق 10 ملايين وظيفة في عشرة أشهر “؛ “تطوير لقاح ضد كوفيد-19 بنهاية عام 2020”، مع “العودة إلى الوضع الطبيعي عام 2021”؛ “تدريس الاستثناء الأمريكي”؛ “إقامة وجود بشري دائم على القمر وإرسال أول مهمة مأهولة إلى المريخ”؛ “إنشاء شراكات مع دول أخرى لتنظيف محيطات العالم» ...
سيقبل الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة رسميًا، وللمرة الثانية، ترشيح حزبه يوم الخميس، وذلك خلال كلمة يلقيه في حدائق البيت الأبيض.