معهد غيتيستون: إدارة بايدن ماهرة في استرضاء الملالي

معهد غيتيستون: إدارة بايدن ماهرة في استرضاء الملالي


كتب المستشار مجيد رفيع زاده في “معهد غيتستون” أنه قبل وصول إدارة بايدن إلى الحكم، بدت إدارتان أمريكيتان ضعيفتين أمام الملالي في إيران: إدارتا أوباما وكارتر. لكن الآن، يبدو أن إدارة بايدن اكتسبت مهارة استرضائهم. حتى الإيرانيون لا يستطيعون على الأرجح تصديق أنهم أفلتوا من العقاب مع هذا الكم الكبير من الانتهاكات منذ وصول الرئيس الأمريكي إلى منصبه.في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي، وصلت مؤسسة رجال الدين الإيرانيين إلى أعلى مستوى من التقدم.

اعترفت صحيفة “نيويورك تايمز” بأن “إيران اليوم أقرب إلى القدرة على إنتاج قنبلة من أي وقت مضى طوال ملحمة برنامجها النووي التي استمرت عقدين من الزمن – حتى ولو كانت تخطط، كما يعتقد العديد من مسؤولي الأمن القومي، للتوقف قبل مسافة قصيرة جداً من إنتاج سلاح فعلي».يشمل بعض أخطر أنواع التطوير النووي تخصيب كمية كبيرة من اليورانيوم إلى نسبة نقاء تبلغ 60% وهي خطوة تقنية قريبة جداً من المستوى المطلوب لبناء سلاح نووي. تخصيب اليورانيوم هو المشكلة الأساسية. من دون تخصيب لن يكون هنالك قنبلة.حتى حلفاء أمريكا مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة حذروا مؤخراً من أن الحكومة الإيرانية “تقلص بشكل إضافي الوقت الذي ستستغرقه إيران لتحقيق اختراق نحو أول سلاح نووي وهي تغذي انعدام الثقة بنوايا إيران”. إضافة إلى ذلك، اعترف مسؤولون في إدارة بايدن بأن إيران بعيدة أسابيع فقط عن امتلاك قدرة الاختراق النووي. أصدر وزير الخارجية أنتوني بلينكن هذا التحذير خلال شهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.

في نطنز، تابع رفيع زاده، يحفر النظام منشأة نووية تحت الأرض يقال إنها ستكون شديدة التحصين أمام القصف. كتب مؤخراً رئيس المعهد الدولي للعلوم والأمن ديفيد أولبرايت: “يُنظر أساساً إلى فوردو على أنها محفورة على أعماق كبيرة بحيث سيكون صعباً تدميرها عبر هجوم جوي. منشأة نطنز الجديدة قد تكون أصعب حتى على التدمير».

في ظل الإدارات الأمريكية السابقة، كان سيُنظر إلى انتهاك واحد من هذه الانتهاكات على أنه خرق خطير يستوجب على الأرجح ردوداً متناسبة ضد النظام الإيراني.المشكلة أن القادة الإيرانيين يواصلون اختبار إدارة بايدن عبر الانتهاكات مثل زيادة نسب التخصيب إلى مستويات قريبة من التسليح، ونقل الأسلحة والنفط إلى فنزويلا، ومحاولات قتل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو ومحاولة اختطاف مواطنة أمريكية من داخل أراضي الولايات المتحدة، واستهداف القواعد الأمريكية في العراق بوابل من الصواريخ، ومضايقة السفن الحربية الأمريكية، وتهريب الأسلحة في انتهاك للقرارات الأممية، وإطفاء كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة نشاطات النظام. ومع ذلك، لا يواجهون أي عواقب.

نتيجة لذلك، أصبح الملالي أكثر تجرؤاً على تسريع برنامجهم النووي. أظهر التقرير الأخير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن النظام الإيراني مستعد لزيادة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو. وذكرت وكالة “رويترز” نقلاً عن الوكالة أن “إيران تصعد تخصيبها اليورانيوم عبر الاستعداد لاستخدام أجهزة آي آر-6 في منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض والتي يمكن أن تبدل بسهولة أكبر بين مستويات التخصيب».بإمكان قادة إيران رؤية أن إدارة بايدن لا تحاسب الدول التي تنتهك العقوبات على إيران بما فيها الصين وفنزويلا اللتان تواصلان شراء النفط الإيراني. وتضايق إيران بحرّية السفن الحربية الأمريكية كما زادت تهريب الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن. وعمل النظام الإيراني على زيادة رعايته واستخدامه للخلايا الإرهابية في الدول الأجنبية.

وأسف رفيع زاده لأن سياسة بايدن الاسترضائية وتقاعسها عن الرد تسببا بنشر الإرهاب والانتهاكات. وأمل ألا تترك إدارة بايدن للعالم دولة إيرانية إرهابية وتوسعية، وعلى وشك التسلح بأسلحة نووية.