رئيس الدولة يصدر مرسوما اتحاديا بتعيين رئيس وكالة الإمارات للمساعدات الدولية ونائبه
أنا أكثر ممثّلة لعبت دور الأم ولغالبية الممثلين
منى واصف: أركّز على كل كلمة وأدرسها حرفاً حرفاً
تستعدّ الممثلة القديرة منى واصف لتصوير الفيلم السينمائي (الهيبة) بعد عرض الجزء الخامس والأخير من هذا العمل على الشاشة الصغيرة، حيث من المقرر أن تباشر شركة الصباح التصوير في نهاية الشهر الجاري.
منى واصف تتحدث عن تجربتها كممثلة في هذا الحوار.
• كيف تتحدثين عن المشهد الصامت الذي جمعك بتيم حسن في الموسم الأخير من (الهيبة)، خصوصاً أنه كان صادقاً وشفافاً ومعبّراً أكثر مما لو كان هناك حديث بينكما؟ وهل تعاونكما في هذا العمل على مدار الأعوام الخمسة الماضية لعب دوراً في هذا الموضوع؟
- أولاً، لا شك في أنه يوجد بيننا انسجام رهيب.
وثانياً، نحن درسنا الشخصيات وتَطَوُّرَها من الجزء الأول، مروراً بالأجزاء الثانية والثالثة والرابعة، وصولاً الى الجزء الخامس.
نحن نشتغل على النص جيداً كي نتمكّن من إيصال الرسالة الخاصة بالمسلسل.
من جهتي أركّز على كل كلمة وأدرسها حرفاً حرفاً لأعرف إلى أين تريد الوصول، ومن ناحية أخرى فإن المخزونَ الموجودَ منذ سنوات بعيدة داخل كل ممثّل يَظْهر في لحظات معينة، سواء في لحظات الحزن أو الفرح أو الدمعة.
وأنا أعتمد على هذا المخزون وهو يَظْهَر من تلقاء نفسه ولا أتعمّده.
اللحظة هي التي تجعله يخرج.
أنا أعامل تيم كأنه ابني، ولكنني لا أقول له عمار، لأن ابني عمار لا يكون موجوداً في تلك اللحظة، ولكنني أكون في حالة شوق إليه.
وهذا الأمر تعلّمتُه في المسرح، ومن ضمن إعداد الممثل هو المخزون الذي يستمر لسنوات طويلة والذي يظهر في لحظة معنية.
• وهل هذا الإحساس تعيشينه مع كل الممثلين الذين تلعبين دور أمهم؟
- طبعاً.
أنا أكثر ممثّلة لعبت دور الأم ولغالبية الممثلين.
مثلاً، لعبتُ دور أم بسام كوسا، وكان هناك انسجام كبير بيننا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى قصي خولي الذي أديتُ دور أمه في (الولادة من الخاصرة).
لكن الانسجام مع تيم بدا واضحاً أكثر وصدّقه الناس، لأننا شاركنا في 5 أجزاء من (الهيبة) وهم تفاعلوا معنا.
الحب والإعجاب اللذان حصدهما هذا المسلسل ولد تعاطفاً بين الناس وهم صدّقوا أنني (أم جبل)، وفي فترة من الفترات كان الكل يناديني (أم جبل) وليس أم عمار بمَن فيهم أهلي.
كلمة (جبل) ترمز إلى القوة، ونحن بحاجة إلى كل ما يمكن أن يجعلنا أقوياء.
• 5 نجمات شاركن في 5 أجزاء من (الهيبة) وآخرهن إيميه صياح. مَن كانت الأفضل بينهن؟
- لا يوجد أفضل، لأن كل شخصية من الممثلات اللواتي شاركن في أجزاء الهيبة الخمسة لها توجهها الخاص، وخلفية خاصة وهموم خاصة.
مثلاً، سيرين عبدالنور في دورِ إعلاميةٍ متميّزةٍ لها علاقات مع إنسان قدّم لها الكثير من المساعدة في حياتها ثم أُغرمت بجبل.
الشخصية التي قدّمتْها نيكول سابا أتت من خلفية مختلفة، وهي تزوجت جبل منعاً لهدْر الدم بين العائلتين كونهما من العشائر، وكذلك نادين نجيم التي جاءت من خلفية مختلفة جداً، فهي زوجة شقيق جبل وتعيش في كندا ولها شخصيتها المستقلة وأَحَبَّتْ جبل وتزوّجا ثم غادرت بعدما أخذت ابنها معها.
وشخصية ديما قندلفت أيضاً من خلفية وبيئة ونفسية مختلفة، فهي ابنة أخي وجاءت كي تنتقم لمقتل والدها من ابن عمتها جبل.
أما إيميه صياح، فهي من بيئة أخرى مختلفة، إذ تعمل مع الأمم المتحدة من خلال اليونيسف وتحرية خاصة تعمل لمصلحة سياسة معينة، وهي كانت بملابسها وشكلها وأدائها ووجهها الذي لا يعرف (البوتوكس) تجعلنا نصدّقها، وهي مختلفة ولا يمكن مقارنتها مع أي أحد آخر، وهي قامت بمهمتها ثم سافرت.
ولو كنتُ والدة جبل فعلا وأريد أن أُنْهي المسلسل بنهاية سعيدة، كنتُ اخترتُ إيميه كزوجة له، كونها منسجمة مع ذاتها وأنا أَحْبَبْتُها كثيراً.
• هذا واضح من تمريرك لمسألة (البوتوكس)؟
- إيميه صياح كانت مُناسِبة للدور تماماً ويمكن تصديقها.
كنتُ سفيرةً للأمم المتحدة لمحاربة الفقر، وأعرف ماذا يلبسون وكيف يتحركون وكيف يتنقلون.
مثلاً، لا يمكن لأي شخصية أن تقابل النازحين بملابس أنيقة، بل إن ملابسها وشكلها وحياتها مختلفة تماماً، وهذا ما ساعد إيميه كي تكون مُقْنِعة في دورها وأنا أحببتُها كثيراً.
• كم أثّرت فيكِ وفاة الفنان الكبير صباح فخري؟
- وفاة الكبير صباح فخري أثرت فيّ كثيراً، فهو كان جاري وصديقي.
وعندما كان نقيبا للفنانين كنت نائبة له وشاركتُ معه بكل فخر في مسلسل ديني مع عبدالرحمن آل رشي.
هو صاحب الدرر الرائعة والقدود الحلبية والموشحات والقصائد والآذان.
نحن كبرنا على صوته، وهو فعلاً من العظماء والعباقرة الذين لا يمكن أن يتكرروا، مع أن الحياة ربما تأتي بأشخاص متميزين لأن الحياة لا تتوقف.
فليرحمه ويحسن إليه.
• ولكن يقال إن بعض المواهب لا يمكن أن تتكرر؟
- هذا صحيح.
ولذلك يقال عن الموهبة إنها هدية من الله، ولكن في المقابل ربما تَبْرُزُ مواهب أفضل.
في الأساس ليس بالضرورة أن تأتي مواهب مثلها.
العباقرة قد يتكررون وربما لا يتكررون أبداً، وأنا أقول إنهم لا يتكررون، ولكن الزمن يمكن أن يجعلنا نشاهد أشياء تُدْهِشُنا.
• تركزين على الدراما التلفزيونية، فهل أثّر عليك سلباً كممثلة ابتعادك عن المسرح؟
- كلا، لأن الأدوار التي لعبتُها على المسرح لها علاقة بالمسرح.
عملي في المسرح أثر عليّ إيجاباً لأنه جعلني أعتمد على ثقافتي المسرحية، ولا أخاف من التقدم في السن.
• وهل يمكن القول إن الممثل الذي لا يعمل في المسرح تبقى تجربته ناقصة؟
- من خلال تجربتي أقول نعم.
كما يمكنني أن أؤكد ذلك من خلال تجارب الفنانين الكبار الذين قرأتُ عنهم، باعتبار أنني قارئة ممتازة.
• وكيف جاء قرار ابتعادك عن المسرح؟
- هو لم يكن قراراً، بل أُحِلْتُ على التقاعد، كوني كنت موظفة في وزارة الثقافة.
• لماذا لم تعملي في المسرح الخاص؟
- لأنه لا يشبهني.
كنت معتادة على المشاركة في مسرحيات عالمية وعربية مهمة وباللغة العربية الفصحى.
المسرح القومي لم يكن يقدم أعمالاً باللغة العامية، واقتصر الأمر على عمل أو عمليْن في إحدى المهرجانات.
• لماذا اقتصرت تجربتك على التمثيل، خصوصاً أن بعض الممثلين لم يترددوا في خوض تجارب الإخراج أو الإنتاج بعد الشهرة؟
- لم أفكر سوى بالتمثيل، ولم أفكر بالكتابة أو بالإخراج أو الإنتاج، لأن التمثيل هو المجال الذي أُبْدِع فيه.
حتى انه عُرض عليّ أن أتولى إنتاج بعض الأعمال كما يحصل عادة عندما يشتهر أي فنان ولكنني رفضتُ أيضاً.
• وهل خفتِ من المغامرة؟
- كلا، بل لم أرغب في أن أحمل عبئاً أكبر من عبء فن التمثيل، ولذلك تمكنتُ من المحافظة على تَمَيُّزي كممثلة، وهذا هو سبب استمراري.
• ربما لو جرّبتِ مجالات أخرى لكنتِ نجحتِ أيضاً؟
- لا يمكن أن أجرّب لأنني لا أستطيع تَحَمُّل مسؤولية عمل متكامل. لذلك، أعتبر أن معرفتي للمجال الذي أبرع فيه هو نوع من الأنانية، لناحية اختيار المجال الذي أشعر بأنني مبدعة فيه.
• كم تشبهك الأدوار التي قدّمتِها، خصوصاً أنك لعبتِ كل الأدوار، بينها أدوار الأم والمرأة القوية والمرأة المتمرّدة؟
- أدواري لا تشبهني. وعندما أقدّم دوراً يشبهني فهذا يعني أنني لا أمثّل ولا أُوجِد شخصية.
كممثلة، أنا أطوّر شخصية لا تشبهني، آخذ منها ولا تأخذ مني.
• وهل تفضّلين أدواراً على أخرى؟
- طبعاً! أفضّل لعب أدوار المرأة القوية التي تعرف ماذا تريد، وأنا تَمَيَّزْتُ بهذه الأدوار أكثر من غيرها.
ومع أنني لعبتُ كل الأدوار، لكن أدوار المرأة القوية أثّرت كثيراً بالناس.
• لذلك سألناك كم تشبهك أدوارك؟
- لكنني لست امرأة قوية.
• ولستِ ضعيفة أيضاً؟
- لستُ ضعيفة ولكنني لا أشبه أدواري. ليتني أشبه أدواري، لأنها هي التي جعلتني قوية في الحياة.
• تقصدين أن أدوارك هي التي صنعتْك؟
- طبعاً.
• ما النصيحة التي تقدمينها للجيل الحالي؟
- لا أحب أن ألعب دور الجَدات وأن أقوم بتقديم النصائح.
وبرأيي الشخصي، الحب هو أهم شيء وكذلك الإخلاص للعمل.
• تقصدين حب العمل؟
- طبعاً.
التمثيل مهنة مقدسة، بقدر ما نعطيها تعطينا وبقدر ما نُبْدع فيها تعطينا.
العمل هو حبيبي الذي أنتظره وعندما يأتي أذهب معه، ولا أقول له أعطِني، بل أنا أعطيه لأنني أحبه، كما أنني لا أقول له عليك أن تحبني لأنني أعطيتُك.
الأمور لا تسير على هذا النحو في حالة العشق.
• ما مشاريعك للفترة المقبلة؟
- فيلم (الهيبة) الذي سنباشر بتصويره في نهاية شهر يناير من السنة الجديدة.
• ماذا عن التفاصيل؟
- لم يصلني النص حتى الآن.
منى واصف تتحدث عن تجربتها كممثلة في هذا الحوار.
• كيف تتحدثين عن المشهد الصامت الذي جمعك بتيم حسن في الموسم الأخير من (الهيبة)، خصوصاً أنه كان صادقاً وشفافاً ومعبّراً أكثر مما لو كان هناك حديث بينكما؟ وهل تعاونكما في هذا العمل على مدار الأعوام الخمسة الماضية لعب دوراً في هذا الموضوع؟
- أولاً، لا شك في أنه يوجد بيننا انسجام رهيب.
وثانياً، نحن درسنا الشخصيات وتَطَوُّرَها من الجزء الأول، مروراً بالأجزاء الثانية والثالثة والرابعة، وصولاً الى الجزء الخامس.
نحن نشتغل على النص جيداً كي نتمكّن من إيصال الرسالة الخاصة بالمسلسل.
من جهتي أركّز على كل كلمة وأدرسها حرفاً حرفاً لأعرف إلى أين تريد الوصول، ومن ناحية أخرى فإن المخزونَ الموجودَ منذ سنوات بعيدة داخل كل ممثّل يَظْهر في لحظات معينة، سواء في لحظات الحزن أو الفرح أو الدمعة.
وأنا أعتمد على هذا المخزون وهو يَظْهَر من تلقاء نفسه ولا أتعمّده.
اللحظة هي التي تجعله يخرج.
أنا أعامل تيم كأنه ابني، ولكنني لا أقول له عمار، لأن ابني عمار لا يكون موجوداً في تلك اللحظة، ولكنني أكون في حالة شوق إليه.
وهذا الأمر تعلّمتُه في المسرح، ومن ضمن إعداد الممثل هو المخزون الذي يستمر لسنوات طويلة والذي يظهر في لحظة معنية.
• وهل هذا الإحساس تعيشينه مع كل الممثلين الذين تلعبين دور أمهم؟
- طبعاً.
أنا أكثر ممثّلة لعبت دور الأم ولغالبية الممثلين.
مثلاً، لعبتُ دور أم بسام كوسا، وكان هناك انسجام كبير بيننا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى قصي خولي الذي أديتُ دور أمه في (الولادة من الخاصرة).
لكن الانسجام مع تيم بدا واضحاً أكثر وصدّقه الناس، لأننا شاركنا في 5 أجزاء من (الهيبة) وهم تفاعلوا معنا.
الحب والإعجاب اللذان حصدهما هذا المسلسل ولد تعاطفاً بين الناس وهم صدّقوا أنني (أم جبل)، وفي فترة من الفترات كان الكل يناديني (أم جبل) وليس أم عمار بمَن فيهم أهلي.
كلمة (جبل) ترمز إلى القوة، ونحن بحاجة إلى كل ما يمكن أن يجعلنا أقوياء.
• 5 نجمات شاركن في 5 أجزاء من (الهيبة) وآخرهن إيميه صياح. مَن كانت الأفضل بينهن؟
- لا يوجد أفضل، لأن كل شخصية من الممثلات اللواتي شاركن في أجزاء الهيبة الخمسة لها توجهها الخاص، وخلفية خاصة وهموم خاصة.
مثلاً، سيرين عبدالنور في دورِ إعلاميةٍ متميّزةٍ لها علاقات مع إنسان قدّم لها الكثير من المساعدة في حياتها ثم أُغرمت بجبل.
الشخصية التي قدّمتْها نيكول سابا أتت من خلفية مختلفة، وهي تزوجت جبل منعاً لهدْر الدم بين العائلتين كونهما من العشائر، وكذلك نادين نجيم التي جاءت من خلفية مختلفة جداً، فهي زوجة شقيق جبل وتعيش في كندا ولها شخصيتها المستقلة وأَحَبَّتْ جبل وتزوّجا ثم غادرت بعدما أخذت ابنها معها.
وشخصية ديما قندلفت أيضاً من خلفية وبيئة ونفسية مختلفة، فهي ابنة أخي وجاءت كي تنتقم لمقتل والدها من ابن عمتها جبل.
أما إيميه صياح، فهي من بيئة أخرى مختلفة، إذ تعمل مع الأمم المتحدة من خلال اليونيسف وتحرية خاصة تعمل لمصلحة سياسة معينة، وهي كانت بملابسها وشكلها وأدائها ووجهها الذي لا يعرف (البوتوكس) تجعلنا نصدّقها، وهي مختلفة ولا يمكن مقارنتها مع أي أحد آخر، وهي قامت بمهمتها ثم سافرت.
ولو كنتُ والدة جبل فعلا وأريد أن أُنْهي المسلسل بنهاية سعيدة، كنتُ اخترتُ إيميه كزوجة له، كونها منسجمة مع ذاتها وأنا أَحْبَبْتُها كثيراً.
• هذا واضح من تمريرك لمسألة (البوتوكس)؟
- إيميه صياح كانت مُناسِبة للدور تماماً ويمكن تصديقها.
كنتُ سفيرةً للأمم المتحدة لمحاربة الفقر، وأعرف ماذا يلبسون وكيف يتحركون وكيف يتنقلون.
مثلاً، لا يمكن لأي شخصية أن تقابل النازحين بملابس أنيقة، بل إن ملابسها وشكلها وحياتها مختلفة تماماً، وهذا ما ساعد إيميه كي تكون مُقْنِعة في دورها وأنا أحببتُها كثيراً.
• كم أثّرت فيكِ وفاة الفنان الكبير صباح فخري؟
- وفاة الكبير صباح فخري أثرت فيّ كثيراً، فهو كان جاري وصديقي.
وعندما كان نقيبا للفنانين كنت نائبة له وشاركتُ معه بكل فخر في مسلسل ديني مع عبدالرحمن آل رشي.
هو صاحب الدرر الرائعة والقدود الحلبية والموشحات والقصائد والآذان.
نحن كبرنا على صوته، وهو فعلاً من العظماء والعباقرة الذين لا يمكن أن يتكرروا، مع أن الحياة ربما تأتي بأشخاص متميزين لأن الحياة لا تتوقف.
فليرحمه ويحسن إليه.
• ولكن يقال إن بعض المواهب لا يمكن أن تتكرر؟
- هذا صحيح.
ولذلك يقال عن الموهبة إنها هدية من الله، ولكن في المقابل ربما تَبْرُزُ مواهب أفضل.
في الأساس ليس بالضرورة أن تأتي مواهب مثلها.
العباقرة قد يتكررون وربما لا يتكررون أبداً، وأنا أقول إنهم لا يتكررون، ولكن الزمن يمكن أن يجعلنا نشاهد أشياء تُدْهِشُنا.
• تركزين على الدراما التلفزيونية، فهل أثّر عليك سلباً كممثلة ابتعادك عن المسرح؟
- كلا، لأن الأدوار التي لعبتُها على المسرح لها علاقة بالمسرح.
عملي في المسرح أثر عليّ إيجاباً لأنه جعلني أعتمد على ثقافتي المسرحية، ولا أخاف من التقدم في السن.
• وهل يمكن القول إن الممثل الذي لا يعمل في المسرح تبقى تجربته ناقصة؟
- من خلال تجربتي أقول نعم.
كما يمكنني أن أؤكد ذلك من خلال تجارب الفنانين الكبار الذين قرأتُ عنهم، باعتبار أنني قارئة ممتازة.
• وكيف جاء قرار ابتعادك عن المسرح؟
- هو لم يكن قراراً، بل أُحِلْتُ على التقاعد، كوني كنت موظفة في وزارة الثقافة.
• لماذا لم تعملي في المسرح الخاص؟
- لأنه لا يشبهني.
كنت معتادة على المشاركة في مسرحيات عالمية وعربية مهمة وباللغة العربية الفصحى.
المسرح القومي لم يكن يقدم أعمالاً باللغة العامية، واقتصر الأمر على عمل أو عمليْن في إحدى المهرجانات.
• لماذا اقتصرت تجربتك على التمثيل، خصوصاً أن بعض الممثلين لم يترددوا في خوض تجارب الإخراج أو الإنتاج بعد الشهرة؟
- لم أفكر سوى بالتمثيل، ولم أفكر بالكتابة أو بالإخراج أو الإنتاج، لأن التمثيل هو المجال الذي أُبْدِع فيه.
حتى انه عُرض عليّ أن أتولى إنتاج بعض الأعمال كما يحصل عادة عندما يشتهر أي فنان ولكنني رفضتُ أيضاً.
• وهل خفتِ من المغامرة؟
- كلا، بل لم أرغب في أن أحمل عبئاً أكبر من عبء فن التمثيل، ولذلك تمكنتُ من المحافظة على تَمَيُّزي كممثلة، وهذا هو سبب استمراري.
• ربما لو جرّبتِ مجالات أخرى لكنتِ نجحتِ أيضاً؟
- لا يمكن أن أجرّب لأنني لا أستطيع تَحَمُّل مسؤولية عمل متكامل. لذلك، أعتبر أن معرفتي للمجال الذي أبرع فيه هو نوع من الأنانية، لناحية اختيار المجال الذي أشعر بأنني مبدعة فيه.
• كم تشبهك الأدوار التي قدّمتِها، خصوصاً أنك لعبتِ كل الأدوار، بينها أدوار الأم والمرأة القوية والمرأة المتمرّدة؟
- أدواري لا تشبهني. وعندما أقدّم دوراً يشبهني فهذا يعني أنني لا أمثّل ولا أُوجِد شخصية.
كممثلة، أنا أطوّر شخصية لا تشبهني، آخذ منها ولا تأخذ مني.
• وهل تفضّلين أدواراً على أخرى؟
- طبعاً! أفضّل لعب أدوار المرأة القوية التي تعرف ماذا تريد، وأنا تَمَيَّزْتُ بهذه الأدوار أكثر من غيرها.
ومع أنني لعبتُ كل الأدوار، لكن أدوار المرأة القوية أثّرت كثيراً بالناس.
• لذلك سألناك كم تشبهك أدوارك؟
- لكنني لست امرأة قوية.
• ولستِ ضعيفة أيضاً؟
- لستُ ضعيفة ولكنني لا أشبه أدواري. ليتني أشبه أدواري، لأنها هي التي جعلتني قوية في الحياة.
• تقصدين أن أدوارك هي التي صنعتْك؟
- طبعاً.
• ما النصيحة التي تقدمينها للجيل الحالي؟
- لا أحب أن ألعب دور الجَدات وأن أقوم بتقديم النصائح.
وبرأيي الشخصي، الحب هو أهم شيء وكذلك الإخلاص للعمل.
• تقصدين حب العمل؟
- طبعاً.
التمثيل مهنة مقدسة، بقدر ما نعطيها تعطينا وبقدر ما نُبْدع فيها تعطينا.
العمل هو حبيبي الذي أنتظره وعندما يأتي أذهب معه، ولا أقول له أعطِني، بل أنا أعطيه لأنني أحبه، كما أنني لا أقول له عليك أن تحبني لأنني أعطيتُك.
الأمور لا تسير على هذا النحو في حالة العشق.
• ما مشاريعك للفترة المقبلة؟
- فيلم (الهيبة) الذي سنباشر بتصويره في نهاية شهر يناير من السنة الجديدة.
• ماذا عن التفاصيل؟
- لم يصلني النص حتى الآن.