رئيس الدولة يبحث مع وزير الداخلية الأفغاني علاقات التعاون بين البلدين
من هو عثمان يارا «وسيط الظل» بين القادة الأفارقة؟
يُعد رجل الأعمال المالي عثمان يارا من بين الشخصيات الأكثر تأثيرًا في السياسة الأفريقية، ورغم بقائه بعيدًا عن الأضواء، وفقًا لما ذكرت مجلة «جون أفريك» الفرنسية.
وقالت المجلة، إن يارا نجح في بناء شبكة علاقات قوية مع كبار القادة في القارة، حيث لعب دورًا حاسمًا كوسيط في العديد من التوترات السياسية التي شهدتها دول غرب أفريقيا .
وبيّنت أنه من خلال علاقاته الوثيقة مع الرئيس السنغالي السابق ماكي سال ووساطته بينه وبين المعارضة، أصبح يارا واحدًا من الأشخاص الذين يتم استشارتهم في لحظات الحسم السياسي، ولا سيما في الوقت الحساس.
وسعى الرئيس سال إلى تهدئة الأوضاع السياسية في عام 2024، وبينما كانت تواجه توترات سياسية متصاعدة قبيل الانتخابات الرئاسية، وفقًا للمجلة الفرنسية.
وكان قد أعلن أنه لن يسعى لفترة رئاسية ثالثة، بينما كانت حملة رئيس الوزراء آمادو با تواجه تحديات متزايدة، ولا سيما مع معارضة زعيم المعارضة عثمان سونكو، الذي رغم وجوده في السجن، كان مصمماً على دفع ترشحه للرئاسة.
وأشارت المجلة إلى أن سال طلب من يارا خلال عشاء خاص في موقع إقامة سال في داكار، المساعدة في التوسط بين الرئيس وسونكو، وهو ما وافق عليه يارا بعد تردد.
وُلد عثمان يارا في لوبيمباشي عام 1970، لوالد ينتمي إلى أسرة تجار الألماس الماليين.
وانتقل إلى غينيا بعد وفاة الرئيس الأول للبلاد، سيكو توري، في عام 1984، وسرعان ما أصبح على صلة بعدد من الشخصيات المؤثرة في غينيا، بما في ذلك ألفا كوندي، الذي أصبح لاحقاً رئيساً للبلاد.
وفتحت تلك الروابط له أبواب شبكة واسعة من القادة الأفارقة، من بينهم محمدو إيسوفو من النيجر، ومحمدو بوهاري من نيجيريا، وحتى جاكوب زوما من جنوب أفريقيا.
وتمكن يارا، بحسب المجلة، من تحقيق ثروته في قطاع النفط النيجيري، حيث حظي برعاية أحد أغنى رجال أفريقيا، أليكو دانغوتي، لافتة إلى أن نجاحاته في مجال الأعمال كانت موازية لقدراته على التنقل في الشبكات المعقدة للسلطة عبر القارة.
وكان أول دور سياسي بارز لعثمان يارا في عام 2019، عندما كلفه ألفا كوندي بالمساعدة في إقناع الرئيس السنغالي السابق عبد الله واد بالتخلي عن الدفع بترشح ابنه في انتخابات 2024، وفقًا للمجلة.
وبحلول عام 2024، أصبح يارا جزءاً من عدة بعثات دبلوماسية، بما في ذلك الوساطة بين ماكي سال وعثمان سونكو،حيث كانت مساهمته، على الرغم من كونها غير مرئية، حاسمة في تجنب المزيد من الأزمات السياسية في السنغال.
وأضافت المجلة أنه طوال مسيرته ظل يارا شخصية سرية، لكنه مؤثر بلا شك، إذ تتجاوز تأثيراته نطاق الأعمال؛ فقد عمل أيضاً نيابة عن القادة الأفارقة في المنتديات الدولية، مثل رحلته إلى ليبيا في 2017 للمساعدة في إعادة المهاجرين الأفارقة إلى بلدانهم.
وأوضحت المجلة أن شبكة علاقات يارا السياسية تشمل شخصيات بارزة في جميع أنحاء أفريقيا، لكن ليس الجميع ينظرون إلى تأثيره بعين الرضا.
ونوهت المجلة إلى أن البعض يتهم يارا باستخدام قربه من رؤساء الدول الأفريقية للوصول إلى عقود عامة مربحة، وهي تهمة ينفيها يارا بشدة، وعلى الرغم من هذه الانتقادات، لا يمكن إنكار قدرته على تشكيل نتائج سياسية.
ووصف الرئيس ماكي سال، يارا بأنه «رجل استثنائي وخطير»، وفقًا للمجلة، التي أكدت أن هذه الشخصية تعكس تعقيد موقع يارا في المشهد السياسي والتجاري في أفريقيا، حيث يعمل دائماً في الظل، ولكنه يظل لا غنى عنه.