مونديال 1978.. الأرجنتين تتصدر المشهد وهولندا تخسر النهائي للمرة الثانية على التوالي
بعد أكثر من محاولة فاشلة للفوز بحق استضافة إحدى نسخ بطولة كأس العالم لكرة القدم، كانت الأرجنتين واحدة من 3 دول حالفها الحظ في اجتماعات الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) عام 1966 في لندن لتفوز بحق استضافة مونديال 1978، فيما فازت ألمانيا الغربية وإسبانيا في الاجتماع نفسه بحق استضافة نسختي 1974 و1982 على الترتيب.
وجاء اختيار الأرجنتين لاستضافة البطولة بعدما سحبت المكسيك طلبها نظرا لفوزها سابقا بحق استضافة مونديال 1970.
وخلال النسخ الـ10 الأولى من البطولة، كان اللقب من نصيب صاحب الأرض في 4 منها، وكان أمل المنتخب الأرجنتيني هو استغلال إقامة البطولة على أرضه للتتويج بلقبه الأول، وهو ما حدث بالفعل من خلال الفوز على المنتخب الهولندي في المباراة النهائية.
وسارت هذه النسخة على نهج سابقتها عام 1974 فيما يتعلق بنظام المنافسات حيث طبق نظام المجموعات بكل من الدورين الأول والثاني، وتأهل الفائز بصدارة كل من المجموعتين في الدور الثاني إلى المباراة النهائية مباشرة فيما خاض صاحبا المركز الثاني في المجموعتين لقاء المركز الثالث. ووزعت مقاعد البطولة على 5 اتحادات قارية بواقع 10 مقاعد لأوروبا و3 لأمريكا الجنوبية ومقعد واحد للكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) ومقعد واحد لآسيا وآخر لأفريقيا. وللنسخة الثانية على التوالي، فشلت منتخبات إنجلترا وبلجيكا وتشيكوسلوفاكيا والاتحاد السوفيتي في التأهل للمونديال.
وخلال فعاليات الدور الأول للبطولة، تغلب المنتخب الأرجنتيني بقيادة نجمه الشهير ماريو كيمبس على كل من المنتخبين المجري والفرنسي ولكنه سقط أمام المنتخب الإيطالي فيما لم يحرز كيمبس أي هدف في هذه المباريات الثلاثة. وقدم المنتخب التونسي مسيرة مميزة في الدور الأول حيث حقق أول فوز للمنتخبات العربية في تاريخ بطولات كأس العالم بالتغلب على نظيره المكسيكي، كما تعادل سلبيا مع منتخب ألمانيا الغربية، ولكنه ودع البطولة من الدور الأول. وبرغم غياب نجمه الكبير يوهان كرويف عن صفوف الفريق في هذه النسخة، كان المنتخب الهولندي من أبرز الفرق ، وشق طريقه للنهائي للنسخة الثانية على التوالي ليلتقي المنتخب الأرجنتيني الذي فاز في الدور الثاني على كل من بولندا وبيرو وتعادل مع جاره ومنافسه التقليدي المنتخب البرازيلي.
وقدم كيمبس واحدة من أفضل مبارياته مع المنتخب الأرجنتيني خلال النهائي على استاد "مونومينتال" بالعاصمة بوينس آيرس في حضور أكثر من 71 ألف مشجع، وسجل هدفين ليقود الفريق إلى الفوز على نظيره الهولندي 3-1 بعد التمديد لوقت إضافي عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1. وللنسخة الثانية على التوالي، خسر المنتخب الهولندي في النهائي أمام صاحب الأرض وخسرت "الكرة الشاملة" فرصة جديدة لإحراز اللقب العالمي.
وأحرز ماريو كيمبس لقب هداف هذه النسخة برصيد 6 أهداف متفوقا بفارق هدف واحد على الهولندي روب ريزنبرينك والبيروفي تيوفيلو كوبياس الذي كان أحد أبرز النجوم في هذه النسخة.