في جلسة حوارية نظمها مركز «تريندز» بأبوظبي

نائب وزير الخارجية الإيراني يدعو إلى تعزيز الحوار الفكري بين مراكز البحوث لترسيخ الفهم المتبادل

نائب وزير الخارجية الإيراني يدعو إلى تعزيز الحوار الفكري بين مراكز البحوث لترسيخ الفهم المتبادل


أكد سعادة سعيد خطيب زاده، نائب وزير الخارجية الإيراني ورئيس مركز الدراسات السياسية والدولية في طهران، أهمية الحوار الفكري بين مراكز البحوث والدراسات، لما له من دور محوري في تعزيز الفهم المتبادل بين شعوب ومجتمعات المنطقة، وبناء جسور التواصل والتفاهم المشترك.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات في مقره بأبوظبي، استضاف خلالها سعادة نائب وزير الخارجية الإيراني، بحضور سعادة رضا عامري، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى دولة الإمارات.
وتحدث سعادة خطيب زاده خلال الجلسة عن السياسة الخارجية الإيرانية، موضحاً أنها تُبنى وفق اعتبارين أساسيين: الأول هو الاعتبار الجيوإستراتيجي المرتبط بالوضع الجغرافي والثقافي والسياسي لكل دولة، والثاني هو البيئة الإقليمية والدولية المحيطة بها وطبيعة التطورات التي تشهدها. وأشار إلى أن إيران تتميز بموقع استراتيجي فريد جعلها حلقة وصل مهمة وممراً تجارياً تاريخياً بين الشرق والغرب، كما أنها الدولة الوحيدة التي تطل على بحر قزوين شمالاً والخليج العربي جنوباً، ما يجعلها تشرف على أهم ممرات إنتاج وتصدير النفط في العالم.
وتطرق سعادته إلى الأوضاع الإقليمية الراهنة، مؤكداً أهمية تغليب لغة الحوار والتعاون البنّاء في التعامل مع التحديات، مشيراً إلى أن إيران منفتحة على التعاون مع القوى الإقليمية والدولية، لافتاً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته السابقة هي التي انسحبت من الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
كما تحدث عن تاريخ إيران العريق الذي يمتد لأكثر من ثلاثة آلاف عام، وثقافتها الغنية، وعلاقات التأثير المتبادل بينها وبين جيرانها، والتي أسهمت في صياغة تاريخ المنطقة ومسارها الحضاري.
وشهدت الجلسة التي حضرها من جانب مركز تريندز الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي للمركز، وعدد من الباحثين والخبراء، بحث سبل تعزيز التعاون العلمي والبحثي بين مركز تريندز ومركز الدراسات السياسية والدولية الإيراني، وتبادل الخبرات والمخرجات المعرفية، إلى جانب النشر العلمي المشترك بين الجانبين.
وأكد سعادة سعيد خطيب زاده خلال الحوار حرص بلاده على تطوير التعاون البحثي مع المراكز الفكرية الرائدة في المنطقة، ولا سيما مركز تريندز، مشيداً بالجهود المتميزة التي يبذلها المركز في دراسة القضايا الدولية والإقليمية من منظور علمي رصين يسهم في دعم صناعة القرار وتعزيز الحوار الثقافي والمعرفي بين الشعوب.
وقد رحب الدكتور محمد عبدالله العلي في بداية الجلسة الحوارية بسعادة نائب وزير الخارجية الإيراني والوفد المرافق له، مؤكداً أن المرحلة الراهنة التي يشهدها العالم من أزمات وتحولات متسارعة تتطلب تعميق التعاون البحثي والتحليلي بين المراكز الفكرية الرائدة، بما يسهم في استشراف المستقبل وصياغة رؤى مشتركة تعزز الأمن والاستقرار والتنمية.
وأشار الدكتور العلي إلى أن مركز تريندز يولي اهتماماً خاصاً بالتعاون مع المراكز البحثية في المنطقة والعالم، بهدف إثراء النقاشات الفكرية وبناء جسور المعرفة ودعم ثقافة الحوار العلمي، مؤكداً أن التعاون بين المركزين سيسهم في تبادل الخبرات وإطلاق مشاريع علمية مشتركة تخدم القضايا الإقليمية والدولية.
واختتم اللقاء بالتأكيد على أهمية مواصلة التنسيق بين الجانبين بما يعزز الشراكة الفكرية ويدعم مسارات الحوار والدراسات المستقبلية المشتركة.