لجنة تأمين الفعاليات في دبي تعلن جاهزيتها لاحتفالات رأس السنة الميلادية 2026
ناشونال إنترست: حرب أوكرانيا لا تشتّت الانتباه عن منطقة الهندي والهادي
عن تأثيرات الحرب الروسية-الأوكرانية على السياسة الأمنية الاوروبية حيال منطقة آسيا، كتب رئيس مركز استوكهولم لشؤون جنوب آسيا والمحيطين الهندي والهادي جاغاناث باندا أن الأزمة في أوكرانيا تترك أصداء متعددة في أنحاء العالم، عدا عن تأثيراتها الإنسانية الكارثية.
ومن الناحية الجيوسياسية، فإنها حددت خطوط الصدع بين الحلفاء (على سبيل المثال، الهند في مقابل بقية دول التحالف الرباعي للحوار -كواد-)، مما سلط الضوء عن غير قصد، على انضواء متنافسين، وتحديداً الهند والصين، ضمن استراتيجية الصمت، الأمر الذي يقوّض صدقية الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في وقف غزو غير ضروري أو في خفض التوترات، وحفز وحدة غير مسبوقة في أوروبا.
البوصلة الاستراتيجية
وعلاوة على ذلك، فإن موافقة الإتحاد الأوروبي الأخيرة على البوصلة الإستراتيجية، قبل التبني المحتمل لحلف شمال الاطلسي لمفهومه الإستراتيجي في يونيو (حزيران) في مدريد، هو تغير متأخر لكن مرحب به في سياسة الأمن الأوروبي. ومن الجدير بالملاحظة، إن البوصلة الاستراتيجية للإتحاد الأوروبي ذات أبعاد واسعة. إذ إنها ليست مقتصرة على الدول الأعضاء في الاتحاد أو في الناتو، وإنما لديها طموحات عالمية وعابرة للأطلسي. فما مدى تأثيرات النظرة الجديدة المعززة لبروكسل للأمن العالمي، على المشهد الأمني للمحيطين الهندي والأطلسي، انسجاماً مع "استراتيجية البوابة العالمية"، التي تستهدف "مبادرة الطريق والحزام" الصينية.
"أوكوس"
فهل فترت حماسة الإتحاد الأوروبي لإستراتيجية الإستقلال الذاتي، التي اكتسبت زخماً عقب إعلان التحالف الأمني "أوكوس" بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأوستراليا؟ وهل ستتعارض مبادرات الإتحاد الأوروبي مع آلية الناتو المعمول بها فعلاً، والتي تسعى خلف مجالات أمنية عالمية مماثلة؟ بينما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد لغزو أوكرانيا، كان المجلس الأوروبي ينظم المنتدى الوزاري للتعاون في المحيطين الهندي والهادئ، الذي يضم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ونحو 30 دولة من منطقة المحيطين الهندي والهادي (ناقص الصين والولايات المتحدة). ويضم المنتدى ممثلين عن بعض المنظمات الإقليمية، في تحرك سلط الضوء على ثلاثة أهداف: زيادة أهمية منطقة المحيطين الهندي والهادي، وزيادة الإستقلالية الأوروبية، وإقامة توازن على أساس أن الصين تشكل تحدياً، إن لم يكن تهديداً.
ويلفت الكاتب إلى أن لا شيء تأثر من هذه الأهداف بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا. وبدا أن الأزمة الأوكرانية قد حولت انتباه العالم عن منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ومع ذلك لا يمكن أحداً أن يتحمل سرعة تقلب تلك المنطقة، خصوصاً الاتحاد الأوروبي في وقت يمضي فيه على طريق يعزز في صدقيته. اليوم، يقر العالم بأن تحالفات ما بعد الحرب الباردة القائمة على مقاربة الأمن الجماعي، قد عفا عليها الزمن. وما من منطقة يظهر فيها ذلك أكثر من منطقة المحيطين الهندي والهادي حيث الدول الأكثر تنافساً ( الهند -الصين واليابان-كوريا الجنوبية واليابان-الصين) تحاول أن توجد توازناً من خلال شراكات مصغرة ومتعددة وآليات تعاون أمني. ومع ذلك، لا تزال هذه الدول مترددة في الانخراط على نحوٍ كاملٍ في تشكيلات على غرار تكتلات كبرى، من أجل تجنب مواجهات حادة. وفي ضوء ذلك، فإن المقاربة العالمية للإتحاد الأوروبي حيال الأمن تبدو دائرية، على الأقل من حيث روحيتها. كذلك يتعين الأخذ في الاعتبار أنه في الحروب العالمية والأزمات الكبرى، من غير المحتمل أن يوافق كل الشركاء على رد مشترك، وإنما يتم الإسترشاد بالمصالح الوطنية لكل طرف.
وعلى رغم ذلك، فإن إطاراً قوياً للتعاون يجب أن يتيح مساحة للمناورة على صعيد المصالح الأمنية المختلفة على المدى الطويل، والإتحاد الأوروبي هو جزء لا يتجزأ من العلاقة الأمنية الناشئة في ما يتعلق بمنطقة المحيطين الهندي والهادي.