أثارت المناورات الأخيرة في الجنوب انتقادات من المعارضة

ناشيونال إنترست: حزب الله يهدد لبنان وينتهك احتكار السلاح

ناشيونال إنترست: حزب الله يهدد لبنان وينتهك احتكار السلاح

   قال عدنان ناصر، محلل مستقل للسياسة الخارجية اللبنانية، وصحفي مختص في شؤون الشرق الأوسط، إن المناورات العسكرية الأخيرة لحزب الله في الجنوب اثارت انتقادات وإدانات من قوى المعارضة، بما فيها حزب الكتلة الوطنية.
وطرحَ ميشال الحلو، الأمين العام للحزب، أفكاره بخصوص المناورات، وناقشَ ما ينبغي أن يكون البديل المناسب للبنان، قائلاً: “موقفنا هو أن المظاهرات العسكرية تكشف بوضوح أنَّ حزب الله يشكل تهديداً لسيادة الدولة اللبنانية. فهو ينتهك احتكار السلاح، الذي تملكه الدولة الشرعية».
ظاهرة ليست بالجديدة
 
وأوضح الكاتب في مقال بموقع مجلة “ناشوال إنترست” الأمريكية، أن هذه العمليات في الجنوب ليست بالظاهرة الجديدة. فقد حشدَ حزب الله قواته لاستعراض قوته في أعقاب تهديدات من إسرائيل، أو لتذكير المعارضين المحليين بعدم تجاوز سلطته.
وأضاف الكاتب أن اللبنانيين في حالة تأهب دائمة، ويخشون اندلاع المزيد من أعمال العنف. وقد قدَّمَ شركاء لبنان الدوليون، مثل الأمم المتحدة، مقترحات لإنهاء مرحلة الأعمال العدائية بموجب القرارين 1559 و1701.
 
وكُتِبَ نص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وصدرَ في 11 أغسطس (آب)2006، مصحوباً بخريطة طريق واضحة للسلام، إذ جاء فيه ما يلي:
«يدعو هذا القرار إلى الوقف الكامل للأعمال العدائية، ونشر القوات اللبنانية في جنوب لبنان، والانسحاب الموازي للقوات الإسرائيلية وراء الخط الأزرق، وتعزيز قوة الأمم المتحدة (اليونيفيل) لتسهيل دخول القوات اللبنانية إلى المنطقة، وإقامة منطقة منزوعة السلاح بين الخط الأزرق ونهر الليطاني».
وقال الحلو إن الكتلة الوطنية تحترم قرار الأمم المتحدة هذا، وتريد أن يُوضَع موضع التنفيذ، مضيفاً: “ونطالب أيضاً بتطبيق قراري الأمم المتحدة 1559 و1701. علاوةً على ذلك، يحاول حزب الله اليوم التهرب من المشاكل التي تنال من الشعب اللبناني، بدءاً من الانهيار الاجتماعي والاقتصادي، لأنه غير قادر على التعامل مع هذه المشكلات. وهذه المناورة هي محاولة أخرى لاستعادة شرعيته المفقودة كحركة مقاومة».
وتابع الكاتب: إنه لأمر عجيب أن نرى حزب الله يستعرض بالأسلحة الثقيلة والمقاتلين، في الوقت الذي تتدهور الأوضاع المعيشية في لبنان، ويصف قوة حزب الله في هذه المرحلة بأنها جوفاء للغاية،  وتثير نفور معظم اللبنانيين.
 
ولا شك في أن تنظيم عرضٍ عسكري في الوقت الذي هدأت فيه الأوضاع في المنطقة يُوجه رسائل تشي بالضعف والوهن.
وفي الأسابيع الأخيرة، أعادت جامعة الدول العربية إعادة سوريا إلى الجامعة. هناك نهج جديد من جانب كل من سوريا والعالم العربي قوامه التركيز على التنمية وتفادي الحروب والنزاعات.
وربما وضَعَ هذا النهج حزب الله في موقفٍ حرج. فمنذ نشأته، روَّجَ لنفسه على أنه حركة مقاومة تشن حرباً ضد الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب، وكذلك على أنه مجموعة تُمثِّل المجتمع المسلم الشيعي المُهمَّش (والمُهمل تاريخيّاً).
 
وقد حارب الحزب الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي لم يحرك فيه الجيش اللبناني ساكناً. وكان يُقدم الخدمات الاجتماعية كلما غابت الدولة عن المشهد. لكن هذه تدابير مؤقتة وأقل أهمية اليوم.
أما الآن، فالشعب اللبناني يبحث عن شيء أكثر من مجرد مقاومة. فلو كانت المقاومة التي يتحدث عنها “حزب الله” تدور في فلك بناء دولة ذات مؤسسات طبيعية، فلن يعترض أحد في لبنان.
 
لكنَّ الوضع اليوم هو أن وجود حزب الله كجماعة شبه عسكرية يُعرِّض مصير لبنان للخطر ويمثل تحايلاً على التفويض القانوني للحكومة. تدعو الكتلة الوطنية، كجزء من مبادئها، إلى دولةٍ علمانية يتمتع فيها كل مواطن بنفس الحقوق والمسؤوليات بغض النظر عن الطائفة التي ينتمي إليها.
 
ومع ذلك، فإن دعوات السياسيين للإعلاء من شأن الدولة على الميليشيات ليست كافية لتحقيق ذلك، حسب الكاتب، لكن الزخم موجود بالتأكيد للمضي قدماً في هذه الدعوات حتى النهاية، وإلا ستكون هناك أجواء من الانقسام والغضب والاستياء بين الشعب اللبناني.
وأكد الكاتب أنه يتعين على القادة أن يسارعوا لاستخدم نفوذهم لتذكير جميع اللبنانيين بأن معارضة حزب ما ليست عداء لطائفة، مشدداً على ضرورة أن يأتي التماسك الاجتماعي في لبنان أولاً، والذي يجب أن تُحافظ عليه قوات الأمن الوطني وسيادة القانون.