نتانيــــاهو يتمتــــع بحصــــانة ضــــد توبيخــــات بـــــايدن

نتانيــــاهو يتمتــــع بحصــــانة ضــــد توبيخــــات بـــــايدن

رأى الكاتب بوبي غوش أنه يمكن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيواصل التذرع بالقيم الديمقراطية لتوبيخ بنيامين نتانياهو ولكن دون جدوى، لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي أظهر حصانة ضد مثل هذه الانتقادات.وقال غوش في مقال له بصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أنه لطالما كان ادعاء إسرائيل بأنها أقوى ديمقراطية في الشرق الأوسط منقوصاً، بسبب معاملتها للمواطنين المندرجين من أصل عربي معاملة درجة ثانية، بالإضافة إلى سلوكها غير الإنساني تجاه الفلسطينيين، مضيفاً أن ذلك الأمر معلق بـ”خيط رفيع” في الوقت الذي يمضي فيه  نتانياهو، في خطته غير المدروسة لإصلاح النظام القضائي في البلاد. ومرر  الائتلاف اليميني يوم الاثنين الماضي، قانوناً يحد من السلطات الرقابية للمحاكم، وهو إجراء أدى إلى انقسام البلاد وأثار احتجاجات حاشدة، وعلى الرغم من ذلك تم تمرير مشروع القانون بأغلبية 64 صوتاً مقابل صفر.ويقول الكاتب إن هذا الإجراء سيحد من قدرة القضاء على نقض قرارات الحكومة، حيث يدعي نتانياهو بأن القضاة يتمتعون بسلطات تعسفية أكثر من اللازم، فيما يقول منتقدو التعديلات القضائية إن القضاء هو الضابط الوحيد لسلطة الحكومة، مشيراً إلى أن البعض يزعمون أن الهدف الأساسي لنتانياهو هو منع المحاكم من سجنه إذا ثبتت إدانته بتهمتي الرشوة والاحتيال.

أشار غوش إلى أن خطة نتانياهو التي تحظى بشعبية بين قاعدته اليمينية، واجهت إدانة قوية ومستمرة من المؤسسات الإسرائيلية، بما في ذلك جنود الاحتياط ورجال الأعمال، حيث إنهم يخشون أن يؤدي إضعاف القضاء إلى الإضرار بسيادة القانون وجعل الاقتصاد غير جاذب للاستثمار.وفي واشنطن، سادت مخاوف على الديمقراطية الإسرائيلية، حيث دق الرئيس جو بايدن مرتين أجراس الإنذار في أقل من أسبوع، وحض نتانياهو في مكالمة هاتفية  في 17 يوليو (تموز)، على السعي للتوصل إلى حل وسط مع المعارضة.، وفي بيان لموقع “أكسيوس” الإخباري عشية التصويت، دعا بايدن نتانياهو مرة أخرى إلى عد المضي في المشروع.وقال: “بالنظر إلى مجموعة التهديدات والتحديات التي تواجه إسرائيل في الوقت الحالي، ليس من المنطقي أن يستعجل القادة الإسرائيليون ذلك، يجب أن يكون التركيز على حشد الناس معاً وإيجاد إجماع”، وعلق بأنه “من النادر أن أن يتدخل رئيس أمريكي بهذا الشكل الصريح في الشؤون الداخلية لدولة صديقة».وبحسب الكاتب، سيكون من السهل على بايدن أن يستمر في التذرع بالقيم الديمقراطية بتوبيخ نتانياهو ولكن بلا جدوى، مستطرداً: “لقد أظهر الزعيم الإسرائيلي حصانة ضد مثل هذا الكلام، وعلى أي حال، فإن بايدن نفسه يواجه مشكلة مصداقية».
 
ويقول الكاتب إنه لا يمكن بايدن التهديد بتدابير عقابية بشكل واقعي، مثل حجب المساعدة العسكرية، كما اقترح البعض في مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن، لافتاً إلى أن هذه السياسة قد تكون سيئة، وستواجه رفضاً واسعاً من الحزبين في الكونغرس، حيث يظل الدعم غير المحدود لإسرائيل يحظى بتأييد واسع باستثناء أقلية صغيرة من المشرعين الديمقراطيين.