نساء تحولن لسفاحات قاتلات لأزواجهن بسم بلا أثر
في قلب ريف المجر، بين بيوت متواضعة وأراض زراعية يمتد تاريخ مظلم وحكاية غير مألوفة، حيث تحولت قرية ناغيريف ونطاق تيسازوج إلى مسرح أحد أكثر ملفات الجرائم غموضاً وفظاعة في التاريخ الحديث.
وعلى مدار ثمانية عشر عاماً، من 1911 حتى 1929، شكلت نساء هذه المنطقة شبكة قاتلة بالسم المصنوع منزلياً، حيث تخلصن من أزواجهن، وأقاربهن، وأحياناً أطفالهن، عبر مادة الزرنيخ التي استخدمنها سلاحاً للانتقام والهروب من واقعهن المرير. وبحسب ما نقلته صحيفة "ديلي ميل"، فإن ظروف الحياة في ناغيريف لم تكن سهلة، فالقرية التي كانت تضم أقل من 1500 نسمة، كانت تعتمد أساساً على الزراعة وتربية المواشي، فيما النساء يتحملن عبء تربية الأطفال وإدارة البيت، بينما يمضي الرجال أوقاتهم بين الكحول والخصام وحتى العنف الأسري. وزادت الحروب التي عصفت بأوروبا من تعقيد الواقع، إذ عاد بعض الرجال مصابين بصدمات نفسية ليصبحوا أكثر عنفاً داخل منازلهم، مما جعل الحياة جحيماً مستعراً بالنسبة للنساء. وفي ظل هذه الظروف، برزت شخصية استثنائية، هي زوزسانا فازيكس، المعروفة بـ"العمة زوزسي"، القابلة الوحيدة في القرية التي امتلكت معرفة طبية غير تقليدية وقلباً قاسٍ. وكانت زوزسي تقدم للنساء ما وصفته العديد منهن "المساعدة الحقيقية"، من خلال تزويدهن بمادة الزرنيخ المستخرجة من "شرائط مبيدات الذباب المبللة"، السم الصامت عديم الرائحة والطعم، الذي بدا لهم فرصة لإنهاء معاناتهن.