5 قوافل مساعدات إماراتية تصل قطاع غزة ضمن عملية الفارس الشهم 3
ليس كل مَن يستحق ينال حقه
نغم أبو شديد: التمثيل هو المهنة التي لا يمكن أن أبتعد عنها
انتقدت الممثلة اللبنانية نغم أبو شديد واقع الدراما في لبنان، وتحدثت عن مجموعة أسباب تحول دون نيل الممثل المحترف الفرص التي يستحقها.
أبو شديد، التي تطلّ في عمل غنائي جديد، إلى جانب مجموعة من الممثلات المخضرمات لمصلحة قضايا المرأة اللبنانية التي تظلمها القوانين، أكدت خلال هذا الحوار أنها مظلومة فنياً، منتقدة الشللية في الوسط واحتكار التعامل مع وجوه معينة. كما حملت على مَن يعملون في المهنة وهم من خارج المجال، فضلاً عن موضوعات فنية أخرى.
• كيف تتحدثين عن مشاركتك إلى جانب مجموعة من الممثلات في عمل واحد وما تفاصيله؟
- صوّرتُ عملاً اجتماعياً لمصلحة حملة «خلص» التي تُعنى على المستويات كافة بمساعدة المرأة التي تعاني ظلماً بسبب القوانين المجحفة في حقها. والعمل هو عبارة عن فيديو كليب شاركتْ فيه 6 ممثلات هن جناح فاخوري، نوال كامل، ميراي بانوسيان، برناديت حديب، غريتا عون وأنا. والأغنية لنادر خوري ومن كلمات دوللي خباز وألحان جورج حجار وإخراج فؤاد سليمان.
• ثمة اتجاه كبير من الجيل الجديد لدراسة التمثيل، فهل تتوقعين مستقبلاً جيداً لهم خصوصاً وأنك تشاركين في أعمالهم؟
- طلاب التمثيل والإخراج كثر، ولكنني لا أعرف مدى إمكان توفير فرص عمل لهم.
• وما الذي يشجع هؤلاء الطلاب على التخصص في التمثيل ما دام أن الفرص نادرة كما يؤكد الممثلون دائماً؟
- قبل أعوام عدة لم يكن يوافق الأهل على دخول أولادهم هذا المجال والتخصص فيه. وما لبث أن لاحظنا أن هناك فورة عجيبة في المهنة والكل يريد أن يمثل بحثاً عن الشهرة... حتى كبار النجوم يريدون التمثيل.
مَن يدرس الاختصاص، فإنه يفعل ذلك بسبب حبه للتمثيل، وهو لا يمكن أن يوقف شغفه حتى لو أدرك أن فرص العمل قليلة. وقبل «كورونا»، شهد المجال نهضة كبيرة ثم جاءت الأزمة الاقتصادية في لبنان وتراجعت المهنة، وبعدها وقعت الحرب في غزة ولبنان وحَصَلَ تَراجُعٌ أكبر فيها.
• هل يمكن القول إنكِ لست محظوظة كممثلة؟
- نعم، ويفترض أن تكون فرصي أكثر بكثير لأنني أعرف ماذا يقال عني من النقاد والصحافيين ومَن يعملون في المهنة ومَن ألتقي بهم. جميعهم يقدّرون تمثيلي وطريقتي ويرون أنني ممثلة جيدة وطبيعية، ونادراً ما أسمع انتقادات سلبية لأدائي إلا إذا كان لا علم لي بها. كما أنني أعرف نفسي جيداً، ليس غروراً بل لأنه يجب أن يعرف كل منا قيمة نفسه.
• وكيف تفسرين عدم توافر العروض بما أن هناك إجماعاً حول موهبتك؟
- لا أعرف. ربما بسبب الشللية وتَعامُل شركات الإنتاج مع ممثلين معيّنين، وربما لأنه تصل إلى المُنْتِجين أحياناً أخبار غير صحيحة عني (وشاية) بهدف إيذائي فيخافون من التعامل معي ويعتقدون أنها صحيحة. كما يُطرح اسمي أحياناً للمشاركة في بعض الأعمال فيقال للقيّمين عليها إنني مُتْعِبة و«بوجّع الراس» لأنني محترفة، فضلاً عن تراجع عدد الإنتاجات ولأنني لا أجيد المسايرة وطرق الأبواب. وأحياناً يلعب العمر دوراً ويقال لي لا توجد أدوار تليق بعمري.
•... ولكن غالبية الممثلات والبطلات هم في مثل سنك؟
- أعرف. لأنه في الأساس يجب أن يكون هناك عدد كبير من الأعمال أبطالها في عمر الأربعين والخمسين، إذ يوجد الكثير من القضايا التي تناسب هذا العمر. ولكنني ألاحظ أن الممثلين أبطال المسلسلات كبار في السن والبطلات أصغر منهن بكثير، ربما لأنهم يعتقدون أن لا مشكلة في أن يتقدم الممثل في السن وأن يكون بطل العمل.
• مَن تقصدين مثلا؟
- كم يبلغ عمر عابد فهد!
• ومَن هن البطلات أمامه؟
- كاريس بشار وندى أبو فرحات وسواهما.
• هما ليستا صغيرتين في السن؟
- ولكنه أكبر منهما. كاريس ليست صغيرة جداً.
• وديما قندلفت ليست صغيرة وكذلك ماغي بو غصن؟
- في الدراما السورية والمصرية تتم الاستعانة بممثلات غير صغيرات أكثر من الدراما اللبنانية. وحتى قصي خولي ليس صغيراً، ولكن مَن هي البطلة التي تقف أمامه!
• ديما قندلفت ورزان الجمال في مسلسل «القدَر»؟
- ديما قندلفت ليست صغيرة، وكما قلتُ السوريون والمصريون لا يتوقفون عند مسألة العمر على عكس اللبنانيين إلا إذا كانوا يرغبون في ذلك، وعندها يتعمّدون التعامل مع ممثلة ليست صغيرة و«مظبطة شكلها» ويعملون من أجل إبرازها ووضْعها في الواجهة. وأحياناً يقولون لا يوجد دور يليق بعمر الممثلة أو أنهم لا يستطيعون إسناد دور الأم لها لأن عمرها غير مناسب بل تبدو أصغر منه.
• عادة، هل أنت ممثلة متطلّبة؟
- متطلّبة عندما يتعلق الأمر بالسيناريو والدور. ويهمني أن أعرف ماذا يضيف الدور إلى تجربتي الفنية كما يهمّني اسم المخرج وأسماء الممثلين الذين يشاركون في العمل.
• تشيرين إلى أنك ممثلة محترفة وتُتهمين بإثارة المشاكل؟
- أنا محترفة طبعاً، وكنتُ أعترض على الخطأ، ولكنني لم أعد أفعل ذلك. وربما يَعتبر البعض أن إبداء الملاحظات حول الأخطاء تعدٍ على عملِ الآخَر مع أنني أفعل ذلك من أجل مصلحة المسلسل. ورغم أنه عند عرْضه يُوجّه اللوم إلى الشخص المخطئ، ولكن هناك أخطاء لا يمكن التغاضي عنها كارتداء فستان في مشهدٍ معيّن وإكمال تصويره بفستان آخَر.
• هل تشعرين بالاستياء من المهنة؟
- نعم.
• وهل يمكن أن تتخلي عنها أم أنك متمسكة بها رغم كل المصاعب؟
- لا يمكن أن أتخلى عن التمثيل لأنني أحبه كثيراً وهو المهنة التي لا يمكن أن أبتعد عنها. أنا أحمل الجنسية الفرنسية ودرستُ في الخارج وربما أتواصل مع إحدى وكالات التمثيل لأنني لا أعرف أحداً في مصر والدول العربية. أصبحنا بحاجة إلى وكالات ومديري أعمال كما في الخارج، وهذا الأمر منتشر عربياً بين المغنّين وليس بين الممثلين، وهو بدأ بالانتشار بينهم أخيراً، وتالياً سأسعى من أجل هذه الخطوة قريباً لأنها تفتح الأبواب خارج لبنان.
• ولماذا لا تفتتحين معهداً لتعليم أصول التمثيل كما فعلتْ بعض الممثلات؟
- لا أحب التعليم. فهو ليس هدفي والمجال الذي أحبه.
• ولكن المهنة ظالمة؟
- طبعاً. ليس كل مَن يستحق ينال حقه.
• وهل ما زال هناك تركيز على الممثلة الجميلة؟
- في لبنان أكثر من الخارج. في مصر مثلاً لا أشعر بأن هناك تركيزاً على الشكل.
• هل من مشاريع جديدة؟
- شاركتُ قبل فترة في قراءات شعرية عن الأرض والسلام مع أدهم الدمشقي في مسرح «مونو» واخترت ثلاث قصائد لوالدي.
• وهل هذه المشاركة مقابل أجر مادي؟
- كلا، بل كانت مبادرة قبيل انتهاء الحرب، وكان الحضور لافتاً.
• ماذا تضيف لك مثل هذه التجارب؟
- أولاً تُشْعِرُني بأنني أشارك في شيء فعال، وثانياً تساهم في تداول اسم والدي إيليا أبو شديد وهي كانت بمثابة تحية له.