رئيس الدولة: العمل الإنساني المجرد مسؤولية أخلاقية و سمة أساسية من سمات هويتنا الوطنية
نهيان بن مبارك يشيد بالفن والإبداع في العرض الختامي للمسرحية الموسيقية العالمية راجاديراج بدبي
شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، في ليلة فنية استثنائية، العرض الختامي للمسرحية الموسيقية الضخمة"راجاديراج – الحب. الحياة. ليلا"، الذي أقيم مساء أمس الأول في أوبرا دبي وسط حضور جماهيري كبير. ويعد هذا العمل أول وأضخم إنتاج مسرحي موسيقي عالمي يروي سيرة شري كريشنا، والذي أعاد تعريف المسرح الهندي بأسلوبBroadway الفريد، مقدما تجربة بصرية وموسيقية غير مسبوقة تمزج بين العمق الثقافي والتقنيات المسرحية الحديثة.
وأبدى معاليه، في كلمة بهذه المناسبة، إعجابه العميق بالإبداع والتميز الفني الذي ظهر في العرض، مشيدا بجميع المشاركين في تنظيم وإنتاج هذا الحدث الثقافي الفريد؛ وقال : إنه لمن دواعي سروري أن أكون هنا معكم هذا المساء؛ على مدار الليالي الماضية، حظي الناس في دبي والإمارات العربية المتحدة بفرصة الاستمتاع بهذا الأداء الاستثنائي لأول وأكبر عرض موسيقي عالمي عن شري كريشنا. وأضافت معاليه :عالم اللورد كريشنا هو عالم يقوم على الحب، والرحمة، والحماية، والإخاء، والسلام، والوئام، ومن خلال تقديم هذا العرض الموسيقي الرائع عنه في دولة الإمارات، تؤكدون التزام بلدنا بهذه القيم الإنسانية العالمية التي توحدنا جميعا.
وأكد أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، ملتزم بتعزيز القيم الإنسانية، واحترام حقوق الإنسان، وضمان الكرامة لجميع من يعيشون على أرضنا، حيث دعا سموه الدول حول العالم إلى العمل من أجل تحقيق الاستقرار والأمن والسلام الإقليمي والدولي، إضافة إلى تعزيز التنمية والاستقرار لشعوب العالم.
وأشار معاليه إلى أن القيم الأساسية لدولة الإمارات تؤكدها رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، الذي صرّح بأن فوائد الوحدة في الدولة وصلت إلى جميع الناس، أينما كانوا، سواء في المدن أو الأرياف أو بين البدو، وتأثيرها يشمل جميع جوانب الحياة. وشدد معاليه على أن تقديم هذا العرض الرائع في دبي، يعكس تطلعات دولة الإمارات لأن تكون مجتمعا قائما على العيش الصادق، والتعاطف، والتواضع، وحب الله، والتحرر من السلوكيات المنافية للمجتمع، بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا العمل المسرحي يبرز الإنجازات الثقافية والفنية المذهلة للهند، ويعكس تراثها الثقافي العريق، كما يعزز من فخرنا المشترك بالعلاقات المتينة والودية بين الهند والإمارات العربية المتحدة، التي نثق في استمرار نموها وتطورها بما يخدم تطلعاتنا المشتركة نحو عالم أكثر سلاما.
وأكد معاليه على أهمية الفن كوسيلة للتواصل بين الشعوب قائلاً: يُقال إن الفن هو اللغة العالمية، وشعب الهند أتقن هذه اللغة ببراعة، فمن خلال براعتكم الفنية، وإبداعكم، وتفانيكم، تعمّقون فهمنا المتبادل بطرق ترفيهية وتعليمية مشوّقة، كما أنكم تلهموننا لتطوير الصفات التي تمكننا من إحداث تأثير إيجابي في مجتمعاتنا والعالم. وأعرب معاليه، في ختام كلمته، عن تقديره للدور المحوري الذي يلعبه الفن والموسيقى في تعزيز العلاقات الإيجابية بين الشعوب والمساهمة في تحقيق السلام والوئام العالمي؛ وقال : أتحدث باسم الجميع عندما أعبر عن خالص الشكر والتقدير لجميع الفنانين، والكتّاب، والملحنين، والمخرجين، والمصممين، ومبتكري الأزياء، ومصممي الرقصات، وكل من ساهم في إنجاح هذا العمل المسرحي الفريد، شكرًا لمهاراتكم المذهلة، وتفانيكم في خدمة الفن، هذه اللغة العالمية للبشرية.
وحظي عرض "راجاديراج – الحب. الحياة. ليلا"، بإقبال جماهيري ضخم على مدار ست ليال متتالية في أوبرا دبي، حيث امتلأت القاعة بالحضور المتشوقين لمتابعة هذا العمل المسرحي الاستثنائي الذي استطاع أن يجمع بين العمق الروحي والاحترافية المسرحية، مقدما تجربة غامرة تجمع بين الموسيقى الحية، وتصميم الرقصات الفريد، والمؤثرات البصرية الخلابة.
ويضم العرض أكثر من180 فنانا، و60 راقصا، و1,800 زي مصمم خصيصا، و20 أغنية أصلية، مما جعله تجربة مسرحية فريدة لا تُنسى، وقد حصد العمل إشادات واسعة من الجمهور والنقاد على حد سواء، الذين أبدوا إعجابهم بمستوى الأداء، والإخراج المسرحي، والتصميم الإنتاجي، والرقصات الإبداعية المتقنة، مما جعله حدثا فنّيا استثنائيا يمزج بين التراث الهندي العريق والإبداع المسرحي الحديث.
ويؤكد هذا الحدث الثقافي والفني الفريد على مكانة دبي كوجهة عالمية تحتضن الفنون والإبداع، حيث أصبحت المدينة منصة رئيسية للأعمال الفنية والمسرحية التي تحتفي بالتنوع الثقافي وتجمع بين الحضارات المختلفة.
كما يعكس العرض، التزام دولة الإمارات برؤية مستقبلية تعزز قيم التسامح والتعايش والانفتاح على الثقافات العالمية، مما يرسخ مكانتها كمركز للإبداع والفنون، ويعزز مكانتها كعاصمة عالمية للتنوع الثقافي والحوار الفني.
وبهذا النجاح الكبير، يواصل المشهد الثقافي في دبي تقديم عروض عالمية المستوى، تجذب الفنانين والمبدعين والجمهور من مختلف أنحاء العالم، لتظل الإمارة منارة للثقافة والفن والتسامح، وتعكس روح الحداثة والانفتاح التي تميز الإمارات العربية المتحدة.