نورة الكعبي تختتم مشاركتها بمنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات التاسع في فاس

نورة الكعبي تختتم مشاركتها بمنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات التاسع في فاس


اختتمت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب مشاركة الدولة في الدورة التاسعة لمنتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي أقيم على مدار يومين تحت شعار “نحو تحالف من أجل السلام: لنتعايش جميعاً كإنسانية واحدة” بمدينة فاس بالمملكة المغربية.

تناول الحدث الذي عقد تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية سبل تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف المجتمعات والثقافات والحضارات، بحضور مجموعة واسعة من الشخصيات الرسمية ومسؤولين من المنظمات الدولية الأعضاء في تحالف الأمم المتحدة للحضارات أبرزهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ونحو40 وزيراً ورئيساً، بالإضافة إلى حضور ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، ناقشوا العديد من القضايا المتعلّقة بحوار الأديان والثقافات والحضارات، ومنع التطرف والعنف، إلى جانب تسليط الضوء على العديد من الموضوعات المتعلقة بالهجرة والهوية والتراث والقيم المشتركة ومكافحة التمييز والتعصب على أسس الدين والمعتقدات وغيرها.

وقالت معالي نورة الكعبي في كلمة ألقتها خلال المؤتمر إ العالم يعيش في ظلّ الكثير من التحديات سواءً كانت النزاعات أو التغير المناخي او الأمن الغذائي أو شح المياه، إضافة إلى ما خلّفته جائحة كورونا من تبعات على الاقتصاد والمجتمعات، منوّهة إلى أن كلّ تلك التحديات تحتاج إلى تعاون دولي وتدخل سريع وحقيقي لإنهائها.

وأضافت معاليها": لا بد من عمل حقيقي وجاد وجماعي لمواجهة كلّ تلك القضايا، وإيجاد حلول حقيقية وفعالة لها، ولهذا حرصنا في مشاركتنا بهذا المنتدى على أن نناقش العديد من المحاور أبرزها الحاجة الملحة لأنسنة السياسات التي تُعلي قيمة الإنسان وقضاياه الرئيسية، وتركّز على ما يمكن أن تقدمه الثقافة من حلول حقيقية للوضع الراهن، خاصةً أن الثقافة هي الوسيلة المثلى لتكوين الروابط البشرية والمجتمعية، فضلاً عن أنها العنصر الحقيقي الذي يُثري جودة ونوعية الحياة".

وأكدت أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حريصة على أداء دورها منارة عالمية لنشر قيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية .. نؤمن في دولة الإمارات بأن هذه القيم تشكل ركائز أساسية لتحقيق التنمية والازدهار المستدام في المجتمعات، وتسهم في إحلال السلام في العالم، ودعم تطلعات الشعوب في الحياة الكريمة والرخاء".

وشددت على أن رؤية الإمارات تجاه السلام لم تأت من فراغ، بل تعد امتدادا لاستراتيجية ونهج وسياسة راسخة تستند إلى قيم التعايش والحوار والتسامح التي غرسها الوالد المؤسس الشيخ زايد .. وقالت: "تتعايش في دولة الإمارات ثقافات وديانات متعددة ومتنوعة، ما جعلها قادرة ومؤهلة دوماً لصناعة الأمل بخطوات رائدة تهدف لتهدئة التوترات وطي الخلافات والتفكير في المستقبل بأفق إنساني".

وسلطت معاليها خلال كلمتها الضوء على مسيرة الدولة في دعم التسامح والتعايش وتعزيز السلام في العالم خلال السنوات الثلاث الماضية، منها زيارة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لإمارة أبوظبي للتوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية، والتي كانت مخططًا لثقافة الحوار بين الأديان، وأثمرت عن الإعلان عن بيت العائلة الإبراهيمية، والذي يضم مسجدًا وكنيسة وكنيسًا يهوديًا، بالإضافة إلى نجاح دولة الإمارات في احتضان أكثر من 190 دولة ومنظمة في إكسبو 2020 دبي، بهدف تحقيق رؤية تتمحور حول تواصل العقول وصنع المستقبل.

كان المنتدى قد أصدر "إعلان فاس" الذي أشار إلى أن الحدث حقّق هدفه الرئيس بجعل تحالف الحضارات التزاماً عالمياً حقيقياً بأهداف شاملة، لتتمكن الحكومات، وبدعم من المجتمع المدني، من أن تتجاوز التحديات وتتقدّم نحو أهداف العيش المشترك ضمن مجتمعات سلمية ودامجة، تحقيقاً للتنمية المستدامة.

و أدان الإعلان كل دعوة للكراهية تشكل تحريضاً على التمييز والعداء والعنف، من خلال توظيف مختلف أنواع الصحافة والتواصل، وأكد الحاجة إلى وضع وتنفيذ سياسات وخطط عمل وإستراتيجيات ذات صلة بتعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية، ونشر قيم التسامح والاحترام والتفاهم المتبادل.