الفن شغفي في الحياة ولا شيء يمكن أن يوقفني عن الغناء

نيللي مقدسي: الجيل الجديد لا يعرف الإحساس الذي كنا نقدّمه في أعمالنا القديمة

نيللي مقدسي: الجيل الجديد لا يعرف الإحساس  الذي كنا نقدّمه في أعمالنا القديمة

عادت الفنانة نيللي مقدسي لى الساحة الفنية بقوة عبر مجموعة من الأغنيات التي تطرحها بشكل متتال وآخِرها (دوز عالي) التي استعادت فيها أجواء الأعمال التي قدمتْها باللهجة البيضاء وبينها أغنية (شبكي).
مقدسي تحدثت عن جديدها ومشاريعها في هذا الحوار:

• طرحتِ أغنية (دوز عالي) التي تذكّر باللون الغنائي الذي اشتهرتِ به، فهل يمكن القول إن الاختلاف يكون في التوزيع؟
- كلا، الأمر لا يتعلق بالتوزيع بل بالأسلوب.
(دوز عالي) ذكّرت الناس بأغنية (شبكي) وهو نوع من الأغنيات التي أَوْجَدْتُها لنفسي ويتميّز بأسلوب خاص بي، ولا يشبه أي أسلوب يقدّمه غيري من الفنانين، وفي الأساس هم لا يتجرأون على تقديمه. لكن الفنان لا يُوفّق دائماً بأعمال من (الستايل) الغنائي الذي يريده، وقد يبحث عنه لفترة طويلة لكن من دون جدوى. وفي الأساس هذا النوع الغنائي ليس متوافراً بكثرة وليس في متناول اليدين دائماً.
وبالنسبة للتوزيع، فهو يجمع بين الجديد والقديم، وموزِّع الأغنية روبير الأسعد صاحب موهبة كبيرة بالرغم من صغر سنّه، وأنا أتوقع له مستقبلاً مشرقاً، عدا عن أنه يمتلك صوتاً جميلاً جداً. ولا شك أن التوزيع أكمل نجاح الأغنية لأنه (البهارات) بالنسبة للأغنية كما لا يمكن إغفال أهمية دور جهاد حدشيتي على مستوى الكلمة واللحن.
وعندما حدّثني للمرة الأولى عن الأغنية، كنتُ قد طرحتُ (الحلو طل) قبل فترة وجيزة، ولم أكن أفكّر في طرح عمل جديد وطلبتُ منه إرجاء الموضوع إلى فترة لاحقة.
وتَكرَّرَ الأمر أكثر من مرة إلى أن وجد نفسه مجبراً على إرسالها لي وأخبرَني أنه كان من المستحيل أن يعطيها لفنانة غيري. فالشاعر والملحّن يكون لديهما تصوّر عن الفنان الذي تناسبه الأغنية، وجهاد حدشيتي فنان صاحب رؤية ويجيد الاختيار ولا يعمل في شكل تجاري، ثم اجتمعْنا بروبير وتَناقَشْنا في الأغنية، وأثمر التعاونُ نتيجةً إيجابيةً وعملاً مميزاً.
• أشرتِ إلى أن هذه الأغنية تعبّر عنك وعن أسلوبك وهويتك كفنانة، فماذا تقولين في الأعمال التي قدّمتِها قبْلها؟
- لستُ وحدي من قال هذا الكلام، بل كان هناك إجماع على هذا الرأي. وكل الأغنيات التي قدّمتُها قبلها هي أنا، ويُعرف أنها لي من صوتي. وهذا الكلام ينطبق على كل أغنياتي سواء الكلاسيكية أو الشعبية المصرية، وهذا أمر إيجابي جداً ويميّزني مهما كان لون الأغنية. ومعلوم أن أذواق الناس مختلفة ولا يمكن إرضاء الجميع، لكن كل مَن يسمع أغنية باللهجة البدوية أو باللهجة البيضاء يَعرف أنها لي، لأنني كنتُ أول مَن طرح هذا اللون، وقلائل هم الفنانون الذين يقدمونه.
• لكن سميرة توفيق تغنّي اللهجة البيضاء واللون البدوي؟
- كثيرون يؤدون اللهجة البيضاء البدوية، ولكن أنا أقدّم معها الموسيقى الشرقية والغربية والاستعراض في الفيديو كليب، وهنا يكمن الاختلاف الذي رآه الناس فيّ دون الآخَرين. أنا كنتُ الأولى في تقديم هذا اللون وهو ظل مطلوباً مني.
• أي أنك أول مَن قدّم اللون البدوي بطريقة جديدة؟
- طبعاً. اللهجة البيضاء كانت موجودة قبلي ولكنني قدّمتُها حينها بالطريقة التي أحبها والتي تتناسب مع عمري وبأسلوبِ السهل الممتنع، من خلال استخدام مفردات معينة في الأغنية. مثلاً أغنية (شوف العين) تحقق اليوم انتشاراً واسعاً وتتصدّر على تطبيق (تيك توك)، مع أنها من أول ألبوم لي، ومثلها أغنية (أهلي عرب). وهذه أغنيات قديمة ولكن الناس أعادوا إحياءها.
• في الأساس غالبية أغاني الفنانين القديمة هي الأكثر رسوخاً في ذاكرة الناس والأكثر طلباً في الحفلات؟
- هذا صحيح، ويعود السبب في ذلك إلى الاختلاف في وجهة الموسيقى. الجيل السابق تربّى على نوع معين من الموسيقى، والجيل الجديد لا يعرف الإحساس الذي كنا نقدّمه في أعمالنا القديمة، بل هو يفضّل (التكنو) أو (الراب) وأي نوع موسيقى يتماشى مع عمره وذوقه. وهناك فنانون يتوجهون إليهم بأعمالهم بينما الجيل السابق كان هادئاً وتربّى على كلمات وألحان لا تزال تعيش حتى اليوم. ونحن لا نعرف إذا كان الفن الذي نقدّمه اليوم سيستمر إلى السنوات المقبلة، أم أننا سنترحّم على الزمن الحالي... كل زمن له فنّه.
• مع أنك طرحتِ (دوز عالي) حديثاً أطلقتِ أخيراً remix لها، وأشرتِ إلى أنك تحضّرين لمجموعة أغنيات جديدة فهل أنتِ في سباق مع الوقت؟
- لستُ في سباق مع الوقت، ولكنني كنت قد أشرت سابقاً إلى أنني مررت بظروف قاهرة جداً. والأوضاع اليوم أكثر استقراراً وأتمنى أن تستمر كذلك. لا شيء يمكن أن يوقفني عن الفن لأنه شغفي في الحياة، ولم يعد هناك ما يؤخّرني عن طرح الأغنيات. ويجب ألا ننسى الظروف القاهرة التي تمر فيها الدول العربية، ونحن معنيون بكل ما يجري حولنا، والموسيقى هي الشيء الوحيد الذي يجعلنا نتنفس، وعلينا التمسك بالتفاؤل والطموح وأن نثابر في عملنا كي نتمكن من الاستمرار، على أمل أن تتغير الظروف الصعبة التي يعيشها العالم. نحن تعِبنا ونحتاج لأن نعيش أياماً حلوة وأن نغني ونقف على المسارح وننتج أعمالاً جميلة وأن نعود إلى حياتنا السابقة.

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot