نيويورك بوست: بايدن يكافئ نذالة إيران
على الرغم من تصاعد سلوك إيران التخريبي في الشرق الأوسط، لا تزال إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مصممة على الجلوس إلى طاولة واحدة مع إيران والتفاوض معها حول خطة العمل الشاملة المشتركة المعروفة باسم الاتفاق النووي. قال بايدن سابقاً إنه سيعود إلى الاتفاق بمجرد معاودة إيران الامتثال لموجباتها. بعد تحقق ذلك، سيعمل بايدن على التفاوض مع الشركاء الأوروبيين لتمديد بنود الاتفاق ومعالجة برنامج إيران للصواريخ البالستية ونشاطاتها الإقليمية الخبيثة. وباتت طهران تستخدم تلك النشاطات مؤخراً لرفع سقف التفاوض مع واشنطن. لكن يبدو أن الإدارة الحالية تصرف النظر عن سلوك طهران لتحقيق هدفها الأساسيّ الكامن في إعادة إحياء الاتفاق. لهذا السبب، انتقدت صحيفة “نيويورك بوست” في افتتاحيتها قبول بايدن بإطلاق المحادثات النووية، واصفة إياه بأنه تقديم غصن زيتون آخر لإيران على الرغم من استمرار السلوك القاتل للنظام الشرير.
ويوم الخميس الماضي، أبلغ فريق بايدن مسؤولين أوروبيين بأنه سينضم إليهم في المحادثات الهادفة إلى إعادة تفعيل اتفاق 2015. وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد انسحب منه سنة 2018 مشيراً إلى أن الاتفاق أبطأ فقط، ولم يوقف، الدولة الراعية للإرهاب في مسعاها للتحول إلى قوة نووية. من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن في اليوم نفسه إن الاتفاق الذي توصل إليه أوباما كان “إنجازاً أساسياً للديبلوماسية المتعددة الأطراف” على الرغم من أن بنود الغروب للاتفاق الذي أعطى طهران إمكانية الوصول الفوري إلى السيولة مثيرة للضحك كما أضافت الصحيفة.
ومن أجل جعل العرض أكثر جاذبية، قام فريق بايدن بسحب مطالبة الإدارة السابقة للأمم المتحدة بإعادة فرض العقوبات على إيران. كذلك، رفع قيود السفر التي كانت مفروضة على المسؤولين الإيرانيين الراغبين بالمجيء إلى أمريكا لحضور اجتماعات الأمم المتحدة. لجأت إدارة بايدن إلى هذه الخطوات بعد ثلاثة أيام فقط على قيام ميليشيا مدعومة إيرانياً بمهاجمة قاعدة عسكرية أمريكية في العراق الأمر الذي أدى إلى مقتل متعاقد وجرح تسعة آخرين. ردت وزارة الخارجية الأمريكية ببيان فاتر جاء فيه: “بالتنسيق مع شركائنا العراقيين، سنحتفظ بحق الرد في زمان ومكان من اختيارنا».
وتابعت الصحيفة أن محكمة بلجيكية دانت قبل أسبوعين ديبلوماسياً إيرانياً ومتواطئين معه بالتخطيط لهجوم إرهابي في باريس سنة 2018 بأمر من طهران. واستهدف المخطط تجمعاً للمعارضين حضره خطباء وصحافيون من الغرب بما فيه الولايات المتحدة. قال بايدن إنه “يحب” توسيع الاتفاق من أجل تقييد دعم إيران للإرهاب، لكن الأخيرة ردت بأن هذا الموضوع غير مطروح على طاولة التفاوض. وترى “نيويورك بوست” أن إيران برهنت هذا الأمر عبر مواصلتها تخطيط وتنفيذ الهجمات القاتلة.
كذب وابتزاز ونذالة
أضافت الصحيفة نفسها أن إيران لن تتوقف عن الكذب بشأن مساعيها النووية حتى أنها انتهكت الاتفاق من خلال تخصيب اليوارنيوم واتخاذ خطوات لإنتاج معدن اليورانيوم الذي لا يُستخدم لغايات مدنية. وذكرت وكالة “رويترز” يوم الجمعة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجدت جزيئات اليورانيوم في منشأتين تمكنت أخيراً من تفتيشهما بعدما عرقلتها طهران طوال سبعة أشهر. وقال مصدر إن إيران قدمت “أجوبة غير معقولة” و”تكتيكات تأخير نموذجية” في الرد. وتعهدت طهران بمنع عمليات التفتيش التي تُطلب قبل فترة قصيرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدءاً من الثالث والعشرين من فبراير الحالي، في حال لم ترفع الولايات المتحدة عقوباتها.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها كاتبة: “إنها مرة أخرى محاولة ابتزاز من قبل النظام المتنمر. لكن يبدو أن بايدن عازم على مكافأة نذالته المستمرة».