نورة الكعبي تشارك في الاجتماع الخامس للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين بالمغرب
قد تتسبب عدم لياقة الرجل لشغل المنصب بتدمير حملة إعادة انتخابه
هل بدأت وسائل الإعلام الأمريكية الانقلاب على بايدن؟
يكاد يكون من المستحيل أن يحصل المرء على تغطية صحفية مواتية بالقدر الذي حصل عليه جو بايدن في العامين الأولين من إدارته.
وفي حالة المقارنة مع الرئيس السابق دونالد ترامب على سبيل المثال، ذكرت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية أن صحيفة “واشنطن بوست” أعدت قائمة قابلة دائماً للتغيير عن كافة “الادعاءات الكاذبة أو المضللة” التي أدلى بها الرئيس السابق. وبالتدقيق بكل كلمة نطق بها الرجل في حديثه عن أي شيء تقريباً، تمكنت من جمع “30,573 ادعاءً كاذباً أو مضللاً” أدلى به أثناء وجوده في منصبه.
نوعية الأكاذيب
وعن نوعية الأكاذيب، يورد المذيع والعضو السابق في فريق السناتور الراحل كونراد بيرنز (الجمهوري عن ولاية مونتانا)، في “ذا هيل” بعض الأمثلة، بينها قوله 250 مرة: “أعدنا بناء جيش الولايات المتحدة. وثمة مثال آخر يتعلق بتكراره 500 مرة: “بنينا أيضاً أعظم اقتصاد في تاريخ العالم».
ربما كان من السخافة أن يدلي ترامب بهذا الكلام، علماً أنه كان صحيحاً ويمثل واقع الحال في كافة الأوقات منذ منتصف 2010. و ظل أيضاً صحيحاً ويمثل واقع الحال حتى 2021، عندما تفشت الجائحة.
عندما كان ترامب رئيساً، لم يكن الهدف الأساسي من التحقق من الوقائع تقييم مثل هذه التصريحات، من حيث صحتها أو عدم صحتها، بل إيجاد طريقة ما لتأويلها كخاطئة. وفي المقابل، ادعى بايدن مراراً بأنه خفض العجز بنحو تريليوني دولار، وشارك في إحدى مسيرات حركة الحقوق المدنية (كذبة مفضوحة)، من بين أشياء أخرى كثيرة. وفي الخريف الماضي فقط، كان ما زال يروي تلك القصة الغريبة عن تعرضه للاعتقال في جنوب أفريقيا قبل عقود من الزمن، على الرغم من الأدلة الكثيرة التي تثبت عدم حدوث شيء من ذلك قطّ.
كذلك، فإن ادعاء بايدن بأنه “خفض العجز، بمعنى الدين” حصل أخيراً من “واشنطن بوست” على لقب “كذبة كبيرة».
ويبدو أن أجهزة المراقبة الإعلامية آثرت النوم خلال إدارته، أو على الأقل هي كانت كذلك. فهل بدأ هذا الأمر يتغير الآن؟ يتساءل هانتر.
تنحّ جانباً يا جو بايدن
ومع اقتراب موعد الانتخابات وتدني معدلات تأييد بايدن إلى الحضيض، تواجه وسائل الإعلام العتيقة خياراً بين الاستمرار في دعم بايدن، أو محاولة تنحيته جانباً لصالح شخص أكثر قبولاً. وربما يكون هذا هو السبب وراء المنعطف السلبي المفاجئ الذي اتخذته التغطية.
وهناك قلة من الصحفيين الليبراليين طالبوا بايدن علناً بالرحيل عن المشهد السياسي. لكن نبرة التغطية التي يحصل عليها بدأت تتغير، وذلك كما يتضح من اختيار مجلة “ذي أتلانتيك” نشر تقرير بعنوان “تنحّ جانباً يا جو بايدن».
ولطالما كانت صورة بايدن النمطية في وسائل الإعلام صورة رجل الدولة ورجل العائلة، مجرد رجل مسنّ لطيف كرس حياته للخدمة العامة. أما الآن فنشهد المزيد والمزيد من القصص التي تدور حول ثرائه هو وعائلته دون طرح أو تقديم أي سلعة أو خدمة لتبرير ذلك. وكل حقيقة جديدة تتكشف عن سلوك هانتر بايدن لا تسفر إلا عن المزيد من الأسئلة والمزيد من الاكتشافات.
ويضيف ديريك: “فجأة بدأنا نسمع قصصاً عن مزاج جو بايدن السيئ. وهذه المرة كان موقع “أكسيوس” الإخباري هو من كسر الحظر غير المعلن، عندما كتب: “خلف الأبواب المغلقة، يكون بايدن سريع الغضب لدرجة أن بعض معاونيه يحاولون تجنب الاجتماع معه منفردين. فبعضهم يصطحب زميلاً آخر، على نحو أشبه بدرع يقيهم التعرض لهجوم فردي».
لكن حالة بايدن المزاجية كانت واضحة طوال مشواره المهني. وقد أسدت له وسائل الإعلام معروفاً بتجاهل هذه الحالة المزاجية قدر الإمكان، لكن هذا لم يكن ممكناً دائماً.
وذكّر ديريك كيف صرخ بايدن عام 1988 في وجه أحد الناخبين لسؤاله عن درجاته في كلية الحقوق، وهو الأمر الذي كذب بشأنه في غمرة إجابته الغاضبة. وعند خوضه الانتخابات في عام 2020، استشاط غضباً من أحد الناخبين في ولاية أيوا لطرحه أسئلة استجوابية عليه.
قلق اليسار من رئاسة بايدن
ويقول ديريك هانتر: “ينتاب اليسار شعوراً بالقلق من رئاسة بايدن. فمع زلة لسان أخرى في توقيت غير مناسب، وزلة قدم ثلاثية أخرى على السلم، قد تتسبب عدم لياقة الرجل لشغل المنصب بتدمير حملة إعادة انتخابه، مما يؤدي إلى ولاية ثانية لترامب. لكن لا يمكن النظر إلى وسائل الإعلام على أنها تدفع بايدن للخروج من المشهد؛ لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى طرح تساؤلات عن الأسباب الدعم الذي قدمته له على مدى هذه الفترة الطويلة.
وبالتالي، يقول الكاتب، إنه يجب لفت انتباهه ولكن من دون قسوة. ويتربص حاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافن نيوسوم متحيناً الفرصة، لكنه مضطر للبقاء كذلك ريثما يتنحى جو جانباً من تلقاء نفسه، خشية أن يُنظر إليه على أنه انتهازي يستغل رجل مسنّاً.
ومن الطريف، يقول الكاتب، أن تشاهد من أصروا على أن بايدن لائق تماماً لتولي هذا المنصب في عام 2020 يتحولون إلى موقف دفاعي، ويصلّون داعين من أجل تقاعده. وهم بذلك لا ينقلبون عليه، في حد ذاته، بل يريدونه فقط أن يرحل.