رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس بنين ورئيسة الاتحاد السويسري بذكرى اليوم الوطني لبلديهما
هل تنجح الولايات المتحدة في إقناع دول إفريقية باستقبال مرحّلين؟
تثير تقارير محلية في الولايات المتحدة بشأن الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس دونالد ترامب على عدد من الدول الإفريقية، من أجل قبول مهاجرين مبعدين من الأراضي الأميركية، تساؤلات حول فرص نجاح هذه المساعي، لا سيما في ظل رفض واسع في دول مثل ليبيا لهذه الخطط المطروحة.
وكان الرئيس ترامب قد استقبل في وقت سابق رؤساء 5 دول من غرب أفريقيا، في إطار مساعٍ من إدارته للعثور على «دول ثالثة» يمكن أن تستقبل مهاجرين غير نظاميين تم ترحيلهم من الولايات المتحدة، وذلك بعد توقيع اتفاق مع بنما في فبراير-شباط الماضي، أُعيد بموجبه أكثر من 100 مهاجر إلى الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى.
ضغوط اقتصادية
وتبحث الإدارة الأميركية منذ فترة عن دول بديلة لاستقبال مبعدين، بعضهم تحوم حوله شبهات جنائية أو أمنية.
وعلّق المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد إدريس، على ذلك بالقول: «الولايات المتحدة لم تدرك بعد أن هناك رفضًا واسعًا لخططها الخاصة بترحيل المهاجرين إلى دول إفريقية».
وأضاف «لا تزال تمارس ضغوطًا اقتصادية، خاصة عبر التهديد بقطع مساعدات عن دول تعاني هشاشة مثل ليبيا وموريتانيا، اللتين استقبل ترامب رئيسيهما في وقت سابق».
وتابع إدريس، في تصريح لـ»إرم نيوز»، قائلا: «ترى إدارة ترامب أن هذه الضغوط يمكن أن تدفع بعض الدول إلى تقاسم أعباء استقبال المرحّلين، وتحدي الرفض الشعبي، لكن حتى الآن لا توجد إشارات واضحة على استعداد هذه الدول لقبولهم».
وأشــــــار إلى أن «في ليبيا كان هناك رفض واسع لهذه الخطط، وكذلك في موريتانيــــا، حيث يُظهر المزاج الشــــعبي رفضًــــا عامًـــــــا، إلا أن دولًا أخرى قد تُبدي مرونة أكبر في هذا الشــــــــأن، خاصة تلك التي تشهد موجات هجــــــــرة قويــــــــة نحـــــــو أوروبا، وقد تجد نفســـها لاحقًا بحاجة إلى يد عاملـــة، ما قد يدفعها للقبول تحت وطأة الضغوط».
تحدٍ صعب
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن وزارة الخارجية الأميركية طلبت من ليبيريا والسنغال وموريتانيا والغابون وغينيا بيساو استقبال مهاجرين مبعدين من الولايات المتحدة، وذلك قبيل اجتماع قادة هذه الدول مع ترامب في البيت الأبيض لمناقشة ملفات اقتصادية وأمنية. وقال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد الحاج عثمان، إن الضغوط الأمريكية تمثل «تحديًا صعبًا» أمام دول غرب أفريقيا التي تسعى إلى التحرر من الهيمنة الغربية والانفتاح على قوى دولية بديلة. وأوضح الحاج عثمان، في تصريح لـ»إرم نيوز»، أن «المعضلة تكمن في أن هذه الدول لا تستطيع تجاهل النفوذ الأمريكي، خاصة بالنظر إلى الدور الكبير الذي تؤديه واشنطن في مجالات الاستثمار في المعادن الحيوية، مثل اليورانيوم والليثيوم والكوبالت، إلى جانب الدور الاستخباري والعسكري». وشدد على أن «الولايات المتحدة تمتلك أدوات ضغط مثل العقوبات، والرسوم الجمركية، أو وقف المساعدات، وهو ما قد يجعل مقاومة الضغوط مهمة بالغة الصعوبة لبعض هذه الدول».