أصبحت إسرائيل إسفيناً بين الديمقراطيين

هل دقت ساعة حساب بايدن مع نتانياهو؟

هل دقت ساعة حساب بايدن مع نتانياهو؟


لفت الصحفي يوجين ديون جونيور إلى أن المواجهة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كانت حتمية، فقد كانت وجهات نظرهما بشأن ما يتطلبه سلام طويل الأمد في الشرق الأوسط على تعارض دائم، ومصالحهما السياسية في صراع حاد. لكن إعلان بايدن أن الولايات المتحدة لن تقدم دعماً عسكرياً لتوغل كامل في مدينة رفح جنوب غزة لأنه سيؤدي إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين وهو أساساً عدد مروع، لا يقل أهمية عن ذلك. كما أن له آثاراً تتجاوز بكثير سياسات الحملة الرئاسية لسنة 2024.
كتب ديون جونيور في صحيفة «واشنطن بوست» أنه بعدما كان هناك حشد واسع النطاق عابر للخطوط الحزبية خلف إسرائيل بعد 7 أكتوبر -تشرين الأول عادت القضية الإسرائيلية-الفلسطينية حزبية مرة أخرى».
ولعب نتانياهو هذه اللعبة من قبل، إذ نفّر الديمقراطيين سنة 2015 عبر قبول دعوة من الجمهوريين لإلقاء كلمة أمام الكونغرس ضد الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران، كما نفرهم على مدى فترة طويلة بسبب سياساته الاستيطانية في الضفة الغربية، وهذه المرة، يقوم نتانياهو وشركاؤه في الائتلاف اليميني بإبعاد رئيس كان واحداً من أفضل أصدقاء إسرائيل.

طابع مأسوي
بالنسبة إلى بايدن، تتسم المواجهة بطابع مأسوي، من الصعب التفكير بسياسي لديه تعاطف أشد مع إسرائيل وعداء شخصي أعمق مع معاداة السامية.
وأظهر الرئيس كل مشاعره عندما زار الدولة اليهودية بعد 7 أكتوبر، واعترف الإسرائيليون العاديون بتعاطفه، وكافأوه بمعدلات تأييد فاقت بكثير معدلات تأييد نتانياهو، والتزم بايدن بدعم إسرائيل طوال أشهر من الهجمات الإسرائيلية على غزة وارتفاع عدد القتلى المدنيين، مما أدى إلى زيادة الذعر داخل حزبه. 
أخيراً، نفد صبره، بينما يدعم هدف إسرائيل المتمثل بهزيمة حماس ويصر على أن الولايات المتحدة ستستمر في تقديم كل المساعدة التي تحتاجها لإسرائيل للدفاع عن نفسها، حوّل بايدن كلماته المعارضة لعملية عسكرية واسعة النطاق في رفح إلى فعل، ففي مقابلة مع شبكة «سي إن إن» مساء الأربعاء قال: «هذا خطأ، لن نقوم بتوريد الأسلحة وقذائف المدفعية».

بن غفير يتسبب بمشكلة جديدة
وأضاف الكاتب أن الجمهوريين اتحدوا في جوقة إدانة، وسارع رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل اللذان نادراً ما يدليان ببيانات مشتركة إلى إصدار رسالة يدينان فيها بايدن.
وكتبا أن «عمليات الوقف المؤقت في شحنات الأسلحة المهمة تشكك في تعهدك بالتزامك أن يبقى أمن إسرائيل صارماً». ووصف الرئيس السابق دونالد ترامب قرار بايدن بأنه «مشين»، وعكرت هذه الخطوة صفو السياسة الإسرائيلية أيضاً.
وكتب وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتامار بن غفير منشوراً على موقع أكس (تويتر سابقاً) يشير إلى أن حماس تحب بايدن، مما أثار توبيخاً شديداً.
وطالب زعيم المعارضة الوسطي يائير لابيد نتانياهو بإقالة بن غفير، واتهم نتانياهو بـ «إدارة فاشلة» للشراكة الأمريكية-الإسرائيلية قائلاً إن «إخفاقاً في إجبار بن غفير على التنحي، يعرض للخطر كل جندي في جيش الدفاع الإسرائيلي وكل مواطن في دولة إسرائيل».
كما انتقد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ بن غفير بشكل غير مباشر ولكن واضح، ووصف تعليقاته بأنها «تصريحات وتغريدات لا أساس لها وغير مسؤولة ومهينة».

جذور الخلافات
وبحسب الكاتب، تكمن جذور الصدام الحالي في الخلافات العميقة بين بايدن ونتانياهو حول الحاجة إلى دولة فلسطينية وفي الأولويات السياسية الداخلية المتضاربة، ويحتاج بايدن إلى أن يهدأ القتال في غزة، ليس فقط من أجل حملة إعادة انتخابه، لكن أيضاً لأن استراتيجيته الشاملة للشرق الأوسط تتطلب ذلك. فهو يريد أن يبدأ مفاوضات مع المملكة العربية السعودية وشركاء عرب آخرين من شأنها أن تؤدي إلى الاعتراف بإسرائيل والتحرك نحو إقامة دولة فلسطينية. 
لكن بالنسبة إلى نتانياهو، سيؤدي إنهاء للقتال إلى حساب غاضب بين الإسرائيليين بسبب فشل حكومته في منع هجوم 7 أكتوبر، وربما إلى إجراء انتخابات جديدة.
وهدد اليمينيون في ائتلافه بإسقاط حكومته إذا فشل في التحرك نحو رفح والوفاء بوعده بتدمير حماس، وهو الهدف الذي تراه حكومة الولايات المتحدة غير واقعي، بخاصة في غياب خطة معقولة لليوم التالي.
وإذا أُطيح بنتانياهو من السلطة فستُستأنف محاكمته بتهم الفساد.

إسفين بين الديمقراطيين
الآن، تابع الكاتب، أصبحت إسرائيل إسفيناً بين الديمقراطيين الذين اعتمدوا على الناخبين اليهود والمسلمين على حد سواء. وتبنّت أجزاء كبيرة من الحزب موقف بايدن المعدل، لكنه يثير أيضاً معارضة عند طرفي ائتلافه، وعندما يتعلق الأمر بسياسات الشرق الأوسط، إن الحل الوسط هو مفترق طرق، بحسب الكاتب. وانعكس الانقسام في ردود أفعال الديمقراطيين على قرار بايدن، إذ أعرب المؤيدون المخلصون لإسرائيل مثل السيناتور جون فيترمان والنائب ريتشي توريس عن خيبة أمل، في حين أشاد التقدميون الذين انتقدوا الرئيس بشكل متزايد بهذه الخطوة.
وقالت النائبة ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز إن خطوة بايدن «تجعل العالم أكثر أماناً وقيمنا واضحة».
ومن خلال التحدث علناً الآن، كان بايدن يهرب من موقف لا يمكن الدفاع عنه على نحو متزايد، ومن الواضح أن نتانياهو يحتاج إلى التحدي، وتحتاج إسرائيل إلى فهم التكاليف الدبلوماسية والسياسية والإنسانية لإعادة تصعيد الحرب.

 

 

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot