إذا هاجمتها بكين:

هل ستدافع واشنطن عن تايوان؟ فهم خطاب بايدن...!

هل ستدافع واشنطن عن تايوان؟ فهم خطاب بايدن...!

-- السياسة الخارجية تكون أكثر فاعلية إذا كانت واضحة ومفهومة للأصدقاء والحلفاء والأعداء
-- بايدن يطلق شراكة اقتصادية جديدة بين المحيطين الهندي والهادي
-- تجدد التوترات حول تايوان يأتي في سياق الحرب في أوكرانيا
-- يصعب تحديد ما إذا كانت هذه أخطاء فادحة أو لعبة مزدوجة
-- الصراحة يمكن أن تكون شيئًا جيدًا، لكن في وضع مثل تايوان يمكن أن تكون خطيرة حقًا


   هل هي نهاية “الغموض الاستراتيجي”؟ هل هي رسالة حزم مرسلة إلى بكين حول تايوان أم “ارتباك استراتيجي” خطير؟ ما الذي يجب أن نفهمه من تصريحات جو بايدن الأخيرة؟ أعلن الرئيس الأمريكي، الاثنين 23 مايو في طوكيو، أن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذا هاجم الجيش الصيني “الجزيرة المتمردة”. قبل أن ينفي البيت الأبيض، ثم يتراجع هو نفسه، عن تصريحاته... وهذه ليست المرة الاولى.    بعد لقاء مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في العاصمة اليابانية، كان الرئيس الأمريكي واضحًا: إذا حاولت بكين غزو تايوان، فإن الولايات المتحدة ستدافع عن الجزيرة عسكريًا، مضيفا أن الصين “تلامس الخطر”. ويبدو أن هذا الإعلان يعكس تخلي واشنطن عما يسمى بسياسة “الغموض الاستراتيجي”، والتي بموجبها لم يوضح الأمريكيون أبدًا ما إذا كان جيشهم سيأتي لمساعدة تايوان إذا تعرضت فورموزا السابقة لهجوم من قبل القوات العسكرية الصينية.
    «لا تريد أن تتورط عسكريا بشكل مباشر في الصراع في أوكرانيا لأسباب واضحة، أثار أحد الصحفيين خلال هذا المؤتمر الصحفي، فهل أنت على استعداد للتدخل عسكريا للدفاع عن تايوان إذا طرحت المسألة؟ - نعم، أجاب جو بايدن.

“هل أنت؟”، أصر الصحفي، ليؤكد الرئيس الأمريكي “هذا هو الالتزام الذي قطعناه على أنفسنا”. أثارت هذه الكلمات على الفور بعض الإحراج بين معاونيه، حيث اهتز بعضهم على كراسيهم ناظرين للسماء.
   «نحن وافقنا على سياسة صين واحدة، أكد مرة أخرى جو بايدن، ووقّعنا عليها، وكذلك جميع الاتفاقات المبرمة منذ ذلك الحين. لكن فكرة أن “تايوان” يمكن أن تؤخذ بالقوة ليست فكرة مناسبة، ببساطة إنها غير مناسبة، هذا من شأنه أن يؤدي إلى تفكك المنطقة بأكملها، وسيكون عملاً مشابهًا لما حدث في أوكرانيا».

«سياستنا لم تتغير»
   زيارة جو بايدن إلى كوريا الجنوبية ثم اليابان، هي أول زيارة يقوم بها الرئيس الأمريكي إلى آسيا منذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير 2021. في العام الماضي، دق رحيل القوات الأمريكية المتسرع من أفغانستان واستيلاء طالبان على السلطة، ناقوس الخطر في صفوف حلفاء الولايات المتحدة، خاصة في اليابان وتايوان حيث ولد الخوف من تخلي أمريكا عن هذه المنطقة في مواجهة الصين. غير ان مستأجر البيت الأبيض قال في أغسطس، إن الولايات المتحدة “سترد” على أي هجوم على أي دولة عضو في الناتو، مضيفًا أنه سيكون “نفس الشيء بالنسبة لليابان وكوريا الجنوبية وتايوان».
   بعد شهرين، عندما سئل تلفزيونيا عما إذا كانت الولايات المتحدة ستحمي تايوان من هجوم، أجاب نفس جو بايدن: “نعم، هذا هو الالتزام الذي قطعناه”، ليسارع البيت الأبيض إلى إعلان أن السياسة الأمريكية بشأن هذا الموضوع لم تتغير. وبمجرد انتهاء المؤتمر الصحفي يوم الاثنين الماضي، حاول البيت الأبيض تقليل ابعاد كلام الرئيس الأمريكي.
   «مثلما قال الرئيس، سياستنا لم تتغير، صرّح مسؤول أمريكي في بيان صحفي، وأكد مجددا على سياسة صين واحدة والتزام واشنطن بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان. كما أكد مجددا على التزامنا بموجب قانون العلاقات مع تايوان، الذي ينص على منح المساعدة العسكرية لتايوان للدفاع عن نفسها. لكن الضرر حدث، فكلمات جو بايدن لا يمكن أن تكون أكثر وضوحًا، حتى لو لم يحدد الرئيس الأمريكي طبيعة أو مدى ما يمكن أن يكون تدخلاً عسكريًا أمريكيًا ضد الصين في حالة غزو تايوان.

لعبة مزدوجة خطيرة
   علاوة على ذلك، لم يكن جرانت نيوزهام، الباحث المشارك في منتدى اليابان للدراسات الاستراتيجية والعقيد السابق في مشاة البحرية الأمريكية نقلاً عن رويترز، مخطئًا: “هذا البيان يستحق أن يؤخذ على محمل الجد، انه تصريح واضح، لن تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي إذا هاجمت الصين تايوان».
   ان جو بايدن “قال ما يفكر فيه، لا شك في ذلك. “...” لكن هذا خطأ فادح، بمعنى أنه يعطي قراءة سيئة للموقف الأمريكي”، قالت بوني جلاسر، المتخصصة في آسيا في صندوق مارشال الألماني التابع للولايات المتحدة، مشددة على أن السياسة الخارجية “تكون أكثر فاعلية إذا كانت واضحة ومفهومة لأصدقائنا وحلفائنا وأعدائنا».
   بالنسبة لجوشوا شيفرينسون، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بوسطن، “من الصعب جدا تحديد ما إذا كانت هذه أخطاء فادحة أو لعبة مزدوجة”، حيث، من جهة، شظايا الرئيس، ومن جهة أخرى، دبلوماسيون أكثر هدوءً. “إذا كانت لعبة مزدوجة، فهي خطيرة بشكل لا يصدق”، ويمكن أن “تؤدي إلى تفاقم التوترات” مع الدول المنافسة، ولكن أيضًا مضايقة الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة. ان الصراحة يمكن أن تكون شيئًا جيدًا، لكن في وضع مثل تايوان يمكن أن تكون خطيرة حقًا” يقول الاستاذ.
   «رد الغرب القوي على العدوان الروسي في أوكرانيا يمكن أن يعمل على ردع الصين عن غزو تايوان، لكن تصريحات جو بايدن تخاطر بإلغاء هذا المكسب”، يعبّر أيضًا عن مخاوفه على تويتر، ستيفن ويرثيم، من معهد كارنيجي للأبحاث والتحليل.

توضيح تدريجي
   بالنسبة إلى جان إريك برانا، الاستاذ المحاضر في جامعة باريس الثانية بانثيون، فإن جو بايدن رجل تهمّه الكلمات كثيرًا. “يتنزّل تصريحه في الاستمرارية، لا يوجد تغيير في السياسة، ولا زلة من جانبه، وفي إدارة بايدن، لا أحد يصحح الرئيس لأن الدستور يمنحه حرية تقرير السياسة الخارجية. في الواقع، يجب أن تُفهم كلماته على أنها تحذير رسمي موجه إلى الصين. إنها طريقة للقول، “إذا كنت تريدين بقاء الوضع الراهن، فعليك أيضًا احترام هذا الوضع الراهن، فالمسألة أخذ وعطاء. ان الرسالة واضحة: إذا تجاوزت الصين الخط الأحمر بالقوة، فإن الولايات المتحدة ستتدخل. ومن المثير للاهتمام أن الصينيين لم يردوا على قضية العدوان، بل على العكس من ذلك يقولون إن هذا الإعلان يمكن أن يغذي الانفصاليين في تايوان».

   ان “جو بايدن يوضح نقطة لم تكن موجودة في قانون العلاقات مع تايوان، يحلل هذا الخبير في الولايات المتحدة، وهي مسألة التدخل العسكري لواشنطن في هذه الجزيرة في حال غزو الصين. إنه قانون غامض لأنه لا يقول شيئًا عن هذا الموضوع. ومنذ اعتماده، ظلّ التأويل يحظى بالأسبقية، وقال جو بايدن لنفسه، أن تفسير هذا القانون يعود له باعتباره الرئيس. كان من المهم للأمريكيين تذكير بكين بهذا القانون الذي يعترف بصين واحدة، ليخبروا الصينيين أنهم لم يغيروا موقفهم، وأنهم لا ينوون أن يكونوا عدوانيين. لقد سمع الصينيون الرسالة جيدًا، علاوة على ذلك لم يردوا بشكل مباشر، على العكس عندما كان دونالد ترامب رئيسًا، حيث ردوا واحدة بواحدة».

   سبق ان أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي تساؤلات داخل الجهاز السياسي الأمريكي. كما حدث في مارس الماضي، حين وصف جو بايدن الرئيس الروسي بـ “مجرم حرب”، ليذهب بعد أسبوع أبعد من ذلك بإعلانه أن بوتين “لا يمكنه البقاء في السلطة».
   كما أدلى رئيس الحكومة اليابانية ببعض التصريحات الصارمة بشأن الصين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الاثنين في طوكيو: “أي محاولة أحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن بالقوة، كما هو الحال مع العدوان الروسي على أوكرانيا، لن يتم التسامح معها في المحيطين الهندي والهادئ.
لكنه كـــرر التأكيد على سياسة اليابان تجاه الصين: “إن الموقــــف الأساسي لبلدينا (اليابان والولايات المتحدة) بشــأن تايوان يظل كما هو”. بالإضافة إلى ذلك، اتفقنا على التعامل معًا مع مختلف القضايا المتعلقة بالصين.

السياق الأوكراني
   صعّد الجيش الصيني من عمليات الترهيب ضد تايوان منذ إعادة انتخاب الرئيس التايواني تساي إنغ ون في يناير 2021. واخترقت مئات المقاتلات وقاذفات القنابل الصينية منطقة تحديد الهوية العسكرية في تايوان، مما أدى إلى إقلاع مقاتلات تايوانية لطردها من هذا المجال الجوي.
   تجدد التوترات حول تايوان، يأتي في سياق الحرب في أوكرانيا منذ 24 فبراير. وكان العدوان الروسي قد تسبب في مخاوف واشنطن وتايبيه من أن يستغل النظام الصيني هذه الأحداث لمحاولة غزو تايوان.
   لكن النكسات المتكررة للجيش الروسي في أوكرانيا دفعت بوضوح السلطات الصينية إلى توخي الحذر. خاصة أن الغرب أوضح أنه سيستهدف الصين بعقوبات اقتصادية ومالية مماثلة لتلك التي سبق ان اتخذت ضد روسيا. الا ان مثل هذه العقوبات ستكون مدمرة للاقتصاد الصيني، الذي يمر حاليًا بأيام سيئة، مع انخفاض واضح في نمو الناتج المحلي الإجمالي، وتراجع الاستثمار الأجنبي.
   في الصين، أدت إدارة ما يسمى بسياسة “صفر كوفيد” إلى زيادة هذا الانكماش الاقتصادي، والذي يثير في نفس الوقت، شبح عدم استقرار اجتماعي في هذا البلد.

عبور المضيق
   ودفعت تهديدات الحرب في تايوان سلطات الجزيرة إلى تسريع الاستعدادات في حال وقوع هجوم من قبل الجيش الصيني. الهدف: أن تكون قادرة على المقاومة لفترة كافية تسمح بوصول النجدة الامريكية.
   ومع ذلك، لثني الصين عن الهجوم، يجب على تايوان إثبات أنها تستطيع الاستفادة من نقاط ضعف الجيش الصيني وإحباط افضليته العددية ومن حيث القدرات. خلال عبور بحر مضيق تايوان سيكون الأسطول الغازي أكثر عرضة للخطر. ولذلك يجب على القوات المسلحة التايوانية أن تستفيد بالكامل من الحاجز الطبيعي الذي يشكله هذا الذراع من البحر وما يستدعيه عبوره من وقت.
  بعرض 65 ميلًا بحريًا، أي 120 كم، حيث يكون الأضيق، يفصل هذا المضيق البر الرئيسي للصين عن الساحل التايواني. إنها منطقة ضحلة، وغير مناسبة للملاحة تحت الماء، ولكنها مناسبة جدًا لحرب الألغام. وعلى خلاف قانون البحار، تعتبره الصين جزءً من بحرها الإقليمي.

   لتأكيد حرية الملاحة، تعبره السفن الحربية للولايات المتحدة وحلفائها بانتظام، مما يثير استياء الصين. وتمر عبره حركة بحرية مدنية مكثفة، مما يمنع زرع الغام وقائية بأعداد كبيرة. ومع ذلك، سيكون لدى تايوان ألف صاروخ هاربون مضاد للسفن يسمح مداها بتغطية المضيق بأكمله، وسيتم تمويه البطاريات بالقرب من نقاط إطلاقها.
   منذ أن سيطر ماو تسي تونغ على البر الرئيسي للصين عام 1949، تم تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية كبرى ضد أرخبيل تايوان، حيث لجأ حزب الكومينتانغ القومي بقيادة الجنرال شيانغ كاي شيك في ذلك الوقت.

الخطة الصينية
   فشلت أزمات مضيق تايوان أعوام 1954-55 و1958 و1995-1996 بسبب تدخل مجموعات محمولة أمريكية كانت أقوى من القوات الصينية. وقد تعلمت بكين الدروس من هذه الإخفاقات المريرة، ولن تشرع في أعمال عدائية دون أن تمتلك، محليًا وفي الوقت اللازم، تفوقًا عدديًا لا جدال فيه في جميع مجالات الصراع. يبقى المجهول: الكفاءة العملياتية للبحرية الصينية. فبالنظر الى عدم المشاركة في عمليات حقيقية واسعة النطاق، لم يتسنى تقييمها أبدًا.
  تسعى الصين دون افراط في التسرّع، إلى خطة تنمية لقواتها البحرية، والتي بدأت عام 1978 عندما قرر دنغ شياو بينغ فتح البلاد أمام التجارة البحرية العالمية. ثم دعا إلى: “أخفوا مواهبكم، وانتظروا ساعتكم”، لتجنب إثارة معارضة القوى البحرية الكبرى تأتي بنتائج عكسية.
    اليوم، للبحرية الصينية حوالي 450 سفينة حربية على استعداد للمعركة في المسرح البحري حول تايوان وفي بحر الصين الشرقي أو بحر الصين الجنوبي. وهذا يفوق البحرية الأمريكية. ومع ذلك، لا تزال عاجزة على منافستها بسبب مستوى تكنولوجي أدنى بكثير.
   وللأمل في كسب حرب تايوان، سيتعين على القوات الصينية بالضرورة تنفيذ حرب خاطفة في غضون أيام قليلة لمنع الأسطول الأمريكي والقوات الجوية من التدخل. لكن الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الجيش الروسي في أوكرانيا تبدو بمثابة تحذير إضافي لمن هم في السلطة في بكين. ولن يتأخر هؤلاء أيضًا في استحضار هزيمة الجيش الصيني في فيتنام عام 1979. ومع ذلك، فإن الفشل العسكري في تايوان سيكون بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني اخفاقا لاذعا من المرجح أن يعجّل بسقوطه، وسقوط رئيسه.

شراكة اقتصادية جديدة
   اختتمت زيارة جو بايدن إلى آسيا، الثلاثاء، بتشكيل مجموعة جديدة من 13 دولة آسيوية: الإطار الاقتصادي للمحيطين الهندي والهادئ الذي يجمع في الوقت الحالي الولايات المتحدة واليابان والهند وتايلاند وسنغافورة وكوريا الجنوبية وأستراليا وإندونيسيا والفلبين وفيتنام ونيوزيلندا وبروناي.
   وتمثل هذه البلدان 40 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ولا تايوان ولا بورما ولا كمبوديا ولاوس، جزء منها. تايوان لأسباب دبلوماسية واضحة، والدول الأخرى كلها قريبة من الصين.
   الثلاثاء، 24 مايو، تراجع جو بايدن عن تصريحاته التي أدلى بها قبل يوم ليقول إن سياسة “الغموض الاستراتيجي” هذه لا تزال هي سياسة الولايات المتحدة. وقال الرئيس الأمريكي في حديثه في بداية حفل أقيم في طوكيو احتفاء بإنشاء هذه المجموعة الاقتصادية المنافسة للصين بوضوح: “نحن نكتب قواعد جديدة، سيكون مفتاح النجاح هو التأكيد على المعايير الطموحة والشمولية».

   وفي طوكيو مرة أخرى، اجتمع القادة الأربعة للمجموعة الرباعية، هذا المنتدى الأمني غير الرسمي الذي يضم الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية والهند. وفي بيان مشترك صدر بعد اجتماعهم، شددت الرباعية على أن الدول الأربع تلتزم بـ “منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة التي تُحترم فيها سيادة ووحدة أراضي كل دولة”. واضاف البيان ان القادة الاربعة “أكدوا مجددا التزامهم بأن المجموعة الرباعية هي آلية لضمان الاستقرار والازدهار الإقليميين».
   واوضح رئيس الحكومة اليابانية أن قمة رباعية أخرى ستعقد “في غضون بضعة أشهر” في طوكيو. وبحسب وسائل إعلام يابانية، فإن هذه القمة ستعقد في مايو المقبل.
قمة غير رسمية، تأسست الرباعية عام 2007 من قبل رئيس الوزراء الياباني آنذاك شينزو آبي، المعروف بمواقفه الحازمة ضد بالصين. وتعتبر هذه الأخيرة الرباعية بمثابة “الناتو الآسيوي” الذي يشكل تهديدًا للصين.

طمأنة الحلفاء
   نددت بكين بشدة بتصريحات جو بايدن التي أدلى بها الاثنين، وبدا فيها أن الرئيس الأمريكي أعلن انتهاء السياسة الأمريكية المعروفة باسم “الغموض الاستراتيجي”. كما شجبت الصين الزيارة التي قامت بها إلى تايوان مجموعة من مسؤولي الأمن القومي الأمريكيين السابقين. وترأس هذا الوفد مايك مولين، رئيس الأركان السابق لجيش الولايات المتحدة. “نأتي إلى تايوان في وقت صعب وحاسم بشكل خاص في تاريخ العالم”، قال مايك مولين، مشددا على أن الغرض من وجود هذا الوفد في تايوان هو طمأنة حلفاء أمريكا في المنطقة بأن “الولايات المتحدة ستفي بالتزاماتها بحزم».
من جهتها، مرحبة بحضور هذا الوفد، حذرت الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون، من ان “التاريخ يعلمنا أن غض الطرف عن العدوان العسكري، يعزز فقط التهديدات الموجهة إلينا”، وأضافت: “في مواجهة التهديدات الأمنية في مضيق تايوان، سنعمل بشكل أوثق مع الولايات المتحدة والقوى الأخرى في المنطقة».

   في نفس اليوم، اعتبر وانغ وين بين، أحد المتحدثين باسم وزارة الخارجية الصينية، أن هذه الزيارة “عقيمة”. “إن إرادة الشعب الصيني في الدفاع عن سيادة البلاد ووحدة أراضيها غير قابلة للتصرف، وأي شخص ترسله الولايات المتحدة لإظهار دعمه لتايوان محكوم عليه بالفشل”. خطاب يتكرر في بكين، والذي لم ينحرف منذ سنوات عن لغة خشبية معينة حول هذا الموضوع.
مؤلف حوالي خمسة عشر كتابًا مخصصة للصين واليابان والتبت والهند والتحديات الآسيوية الرئيسية. من مؤلفاته كتاب “الزعامة العالمية محوره، الصدام بين الصين والولايات المتحدة” عن منشورات لوب.