رئيس الدولة ورئيس فيجي يؤكدان أهمية العمل من أجل السلام والاستقرار العالمي
الحرب في أوكرانيا:
هل يشكل الصاروخ الروسي ساتان 2 تهديدا حقيقيا...؟
• قدرات الصاروخ العابر للقارات لا تختلف اختلافًا جوهريًا عن قدرات سابقيه
• يبلغ مدى الصاروخ 18 ألف كلم، ويمكن أن تصل سرعته إلى 7 كلم في الثانية ويحمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية نووية
• قدرات صاروخ سارمات تحسنت، لكنها لن تغيّر أي شيء من التوازن الاستراتيجي مع الدول الغربية
تواجه صعوبات على المسرح الأوكراني، تستعرض روسيا عضلاتها. ومن خلال الإعلان يوم الأربعاء 20 أبريل، عن أول تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات ار اس-28 سارمات -أطلق عليه الغربيون اسم ساتان 2 -لم يتردد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إثارة شبح التهديد النووي مرة أخرى. وقال سيّد الكرملين خلال خطاب ألقاه في التلفزيون الروسي: "إنه حقًا سلاح فريد من نوعه "..." سيدفع الذين يحاولون تهديد بلادنا بخطاب أهوج وعدواني الى التفكير مرتين".
يبلغ مدى هذا الصاروخ 18 ألف كيلومتر، ويمكن أن تصل سرعته إلى 7 كيلومترات في الثانية ويحمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية نووية، وفقًا لروسيا. و"يمكن لكل منها أن تضرب في أماكن مختلفة في المنطقة الواحدة. إن صاروخا يحمل عشرة رؤوس نووية سيخلّف العديد من التأثيرات على البلد المستهدف"، يوضح إيمانويل ماتر، الاستاذ الباحث في مؤسسة البحوث الاستراتيجية المتخصصة في قضايا الردع. فهل هذه ثورة؟
"حركة بهدف الإثارة"
بشكل ملموس، جاء سارمات ليعوّض اس اس-18، وهو جيل سابق من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات طورها الاتحاد السوفياتي في الستينيات. في مطلع عام 2016، عندما تم بث الصور الأولى لسارمات، لم تتأخر وسائل الإعلام الروسية في الإشادة بقدرته على "إبادة مناطق بحجم تكساس أو فرنسا". بعد ذلك بعامين، قدمه بوتين كجزء من الجيل الخامس من الصواريخ "التي لا تقهر"، منها، من بين أشياء أخرى، طائرة أفانغارد التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، القادرة على الوصول إلى سرعة 27 ماخ، أو أكثر من 33000 كم - ساعة.
"يبدو أن قدرات صاروخ سارمات قد تحسنت مقارنة بسابقيه، لا سيما من حيث الدقة واختراق الدفاعات المضادة للصواريخ، لكنه لن يغير أي شيء من التوازن الاستراتيجي مع الدول الغربية، يؤكد الأدميرال جان لويس لوزييه، مستشار مركز الدراسات الأمنية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والأدميرال السابق، فصاروخ اس اس-18 كان أيضا يمكن تجهيزه بعشرة رؤوس حربية نووية، وكانت له نفس القوة عموما. وتتنزّل كل الحملة الاتصالية التي اقيمت حول ار اس-28 –في نوع من الإشارات الهادفة إلى التأثير في الرأي العام الغربي أكثر من كونها انقلابا استراتيجيًا حقيقيًا.
مبدأ الردع النووي
رغم الورقة الفنية المثيرة، فإن اختبار سارمات لم يثر في الواقع أي مخاوف في الدول الغربية. اثر هذه العملية، أشار المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، ببساطة، إلى أنه كان اختبارًا "روتينيًا" لا يشكل "تهديدًا" للولايات المتحدة وحلفائها. بالإضافة إلى ذلك، كانت موسكو قد أبلغت واشنطن مسبقا "بشكل لائق" بتنفيذ هذه التجربة، على النحو المنصوص عليه في المعاهدات النووية. وفي هذا السياق، فإن استخدام الصواريخ الباليستية العابرة للقارات مؤطر في معاهدة البداية الجديدة، المتعلقة بتخفيض الأسلحة النووية الاستراتيجية، الموقعة بين روسيا والولايات المتحدة عام 2010. وتحدد هذه عدد الصواريخ الباليستية بـ 700 صاروخ عابر للقارات، و1550 عدد الرؤوس الحربية النووية التي يمكن نشرها.
من جهة اخرى، على غرار روسيا، تمتلك الولايات المتحدة أيضًا صواريخها البالستية العابرة للقارات، مينيوتمان III، بالإضافة إلى القاذفات الاستراتيجية وغواصات الصواريخ الباليستية التي تعمل بالطاقة النووية. وبالطريقة نفسها، يمكن أن تحتوي صواريخ ام-51، التي تجهّز غواصات إطلاق الصواريخ الفرنسية، العديد من الرؤوس الحربية النووية. ان "لروسيا القدرة على إرسال صواريخ نووية إلى فرنسا أو أوروبا أو الولايات المتحدة منذ الخمسينات، لكن لدينا أيضًا الردع النووي، لذلك لن يفكروا في استخدامه ضدنا"، يلخص الأدميرال لوزيه.
بالنسبة لبوتين، فإن الضجّة حول اختبار صاروخه الجديد دائمًا ما يكون لها ميزة تحويل الانتباه، على الأقل جزئيًا، عن مشاكله في أوكرانيا، مثل فشله في الاستيلاء على العاصمة كييف، أو غرق طرادته موسكفا وسط البحر الأسود. ومع ذلك، هناك خطر ضئيل في أن تكون الآلة الجديدة مفيدة له في الصراع. "هذا الصاروخ مصمم لضربات نووية انتقامية عبر مسافات عابرة للقارات في حال وقوع هجوم ضد روسيا، يشير إيمانويل ماتر، وهذا لا يتوافق بأي حال من الأحوال مع المسرح الأوكراني".
------------
• يبلغ مدى الصاروخ 18 ألف كلم، ويمكن أن تصل سرعته إلى 7 كلم في الثانية ويحمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية نووية
• قدرات صاروخ سارمات تحسنت، لكنها لن تغيّر أي شيء من التوازن الاستراتيجي مع الدول الغربية
تواجه صعوبات على المسرح الأوكراني، تستعرض روسيا عضلاتها. ومن خلال الإعلان يوم الأربعاء 20 أبريل، عن أول تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات ار اس-28 سارمات -أطلق عليه الغربيون اسم ساتان 2 -لم يتردد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إثارة شبح التهديد النووي مرة أخرى. وقال سيّد الكرملين خلال خطاب ألقاه في التلفزيون الروسي: "إنه حقًا سلاح فريد من نوعه "..." سيدفع الذين يحاولون تهديد بلادنا بخطاب أهوج وعدواني الى التفكير مرتين".
يبلغ مدى هذا الصاروخ 18 ألف كيلومتر، ويمكن أن تصل سرعته إلى 7 كيلومترات في الثانية ويحمل ما يصل إلى 10 رؤوس حربية نووية، وفقًا لروسيا. و"يمكن لكل منها أن تضرب في أماكن مختلفة في المنطقة الواحدة. إن صاروخا يحمل عشرة رؤوس نووية سيخلّف العديد من التأثيرات على البلد المستهدف"، يوضح إيمانويل ماتر، الاستاذ الباحث في مؤسسة البحوث الاستراتيجية المتخصصة في قضايا الردع. فهل هذه ثورة؟
"حركة بهدف الإثارة"
بشكل ملموس، جاء سارمات ليعوّض اس اس-18، وهو جيل سابق من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات طورها الاتحاد السوفياتي في الستينيات. في مطلع عام 2016، عندما تم بث الصور الأولى لسارمات، لم تتأخر وسائل الإعلام الروسية في الإشادة بقدرته على "إبادة مناطق بحجم تكساس أو فرنسا". بعد ذلك بعامين، قدمه بوتين كجزء من الجيل الخامس من الصواريخ "التي لا تقهر"، منها، من بين أشياء أخرى، طائرة أفانغارد التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، القادرة على الوصول إلى سرعة 27 ماخ، أو أكثر من 33000 كم - ساعة.
"يبدو أن قدرات صاروخ سارمات قد تحسنت مقارنة بسابقيه، لا سيما من حيث الدقة واختراق الدفاعات المضادة للصواريخ، لكنه لن يغير أي شيء من التوازن الاستراتيجي مع الدول الغربية، يؤكد الأدميرال جان لويس لوزييه، مستشار مركز الدراسات الأمنية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والأدميرال السابق، فصاروخ اس اس-18 كان أيضا يمكن تجهيزه بعشرة رؤوس حربية نووية، وكانت له نفس القوة عموما. وتتنزّل كل الحملة الاتصالية التي اقيمت حول ار اس-28 –في نوع من الإشارات الهادفة إلى التأثير في الرأي العام الغربي أكثر من كونها انقلابا استراتيجيًا حقيقيًا.
مبدأ الردع النووي
رغم الورقة الفنية المثيرة، فإن اختبار سارمات لم يثر في الواقع أي مخاوف في الدول الغربية. اثر هذه العملية، أشار المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، ببساطة، إلى أنه كان اختبارًا "روتينيًا" لا يشكل "تهديدًا" للولايات المتحدة وحلفائها. بالإضافة إلى ذلك، كانت موسكو قد أبلغت واشنطن مسبقا "بشكل لائق" بتنفيذ هذه التجربة، على النحو المنصوص عليه في المعاهدات النووية. وفي هذا السياق، فإن استخدام الصواريخ الباليستية العابرة للقارات مؤطر في معاهدة البداية الجديدة، المتعلقة بتخفيض الأسلحة النووية الاستراتيجية، الموقعة بين روسيا والولايات المتحدة عام 2010. وتحدد هذه عدد الصواريخ الباليستية بـ 700 صاروخ عابر للقارات، و1550 عدد الرؤوس الحربية النووية التي يمكن نشرها.
من جهة اخرى، على غرار روسيا، تمتلك الولايات المتحدة أيضًا صواريخها البالستية العابرة للقارات، مينيوتمان III، بالإضافة إلى القاذفات الاستراتيجية وغواصات الصواريخ الباليستية التي تعمل بالطاقة النووية. وبالطريقة نفسها، يمكن أن تحتوي صواريخ ام-51، التي تجهّز غواصات إطلاق الصواريخ الفرنسية، العديد من الرؤوس الحربية النووية. ان "لروسيا القدرة على إرسال صواريخ نووية إلى فرنسا أو أوروبا أو الولايات المتحدة منذ الخمسينات، لكن لدينا أيضًا الردع النووي، لذلك لن يفكروا في استخدامه ضدنا"، يلخص الأدميرال لوزيه.
بالنسبة لبوتين، فإن الضجّة حول اختبار صاروخه الجديد دائمًا ما يكون لها ميزة تحويل الانتباه، على الأقل جزئيًا، عن مشاكله في أوكرانيا، مثل فشله في الاستيلاء على العاصمة كييف، أو غرق طرادته موسكفا وسط البحر الأسود. ومع ذلك، هناك خطر ضئيل في أن تكون الآلة الجديدة مفيدة له في الصراع. "هذا الصاروخ مصمم لضربات نووية انتقامية عبر مسافات عابرة للقارات في حال وقوع هجوم ضد روسيا، يشير إيمانويل ماتر، وهذا لا يتوافق بأي حال من الأحوال مع المسرح الأوكراني".
------------