هيئة تنمية المجتمع تفتح أبواب المجالس في دبي وتطلق مبادرة استشاري الأحياء
في خطوة تعكس التزامها الراسخ ببناء مجتمع أكثر ترابطاً ووعياً، أعلنت هيئة تنمية المجتمع في دبي، عن إطلاق مبادرة "استشاري الأحياء"، كمنصة حوارية واستشارية فريدة تفتح أبوابها أمام جميع أفراد المجتمع، وتواكب توجهات دبي كمدينة رائدة في جودة الحياة.
وتهدف المبادرة إلى فتح أبواب مجالس الأحياء لإتاحة مساحة آمنة وثرية للحوار والتفاعل، يشرف عليها نخبة من الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين المُعتمدين، لتقديم الدعم والإرشاد المباشر في مختلف القضايا الحياتية.
وتتمثل غاية المبادرة في تمكين أفراد المجتمع من الحصول على استشارة متخصصة تساعدهم على اتخاذ القرارات السليمة في الحياة، مع التأكيد على أن دورها يقتصر على الإرشاد والتوجيه الاختصاصي، وليس العلاج النفسي. وتأتي المبادرة في إطار "عام المجتمع" ودعماً لأهداف أجندة دبي الاجتماعية 2033، لترسيخ قيم التلاحم والتكافل، ولتجسيد مفهوم مجلس الحي كمركز نابض بالحياة، حيث يلتقي فيه الأفراد لتبادل الخبرات والأفكار واكتساب المهارات وتحسين جودة حياتهم اليومية. وستتناول الجلسات محاور أساسية تمسّ الحياة الأُسريّة في صميمها، وتشمل: التعامل التربوي مع الأطفال، وأنماط شخصيات الأطفال، والعلاقات الأُسرية بين الزوجين، والاضطرابات النفسية وطرق تشخيصها وعلاجها، إضافة إلى التعامل مع الضغوطات والأمراض المزمنة، ومن خلال هذه المواضيع، تسعى الهيئة إلى تمكين الأفراد من أدوات عملية تساعدهم على مواجهة التحديات المعاصرة، والوصول إلى فهم أعمق لذواتهم ولعلاقاتهم الأسرية والاجتماعية. وأكدت ريم عبيد العوابد، مدير إدارة البرامج المجتمعية في هيئة تنمية المجتمع، أن مبادرة "استشاري الأحياء" ليست مجرد جلسات استشارية تقليدية، بل مساحة إنسانية مفتوحة، حيث يجد كل شخص إجابة على ما يشغله من موضوعات أُسريّة أو تحديات نفسية، ضمن بيئة تحترم خصوصيته وتحتفي بمشاركته، وتقوم فكرة المبادرة على إحياء الدور الأصيل للمجالس في المجتمع الإماراتي كمكان للالتقاء والتواصل الإيجابي، بصيغة عصرية تستجيب لاحتياجات الأفراد النفسية. وتسعى الهيئة من خلال هذه المبادرة إلى تحويل التحديات إلى فرص للنمو والتطور على المستوى الفردي، وإرساء مقومات الاستقرار داخل الأسرة، وتعزيز الترابط على مستوى المجتمع بأسره، إذ يمثّل كل سؤال يُطرح في هذه الجلسات خطوةً جديدة نحو الحل، وتُعتبر كل استشارة جسراً يقود إلى حياة أكثر توازنًا وازدهارًا. وتحمل المبادرة رسالة جوهرية وهي أن الاهتمام بالإنسان يبدأ من الاستماع لهمومه وتقدير احتياجاته، وأن بناء مجتمع متلاحم وسعيد لا يتحقق إلا حين يجد كل فرد وأُسرة مساحة آمنة لمناقشة ما يشغله من أمور حياتية ودعم يعينه على تخطي التحديات، ومن خلال هذه اللقاءات، تؤكد الهيئة أن أحد أهم مقومات تميز دبي وقدرتها على التطور المستمر، يكمن في ترابط نسيجها الاجتماعي، وأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان وعافيته النفسية والاجتماعية، وبإطلاق هذه المبادرة، تواصل الهيئة تجسيد رؤية دبي في أن تكون المدينة الأفضل في العالم للحياة والعمل، إذ يجد الجميع كل الدعم والاهتمام، وحيث تُبنى أسس مجتمع قادر على المضي نحو المستقبل بثقة وأمل كبيرين.