رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
واشنطن بوست: هل يضع تفتيت روسيا حداً لمغامراتها
رأى الكاتب ليونيد بيرشيدسكي في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن هجوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أوكرانيا أثبت للعالم أن روسيا المنبعثة من جديد، تعني بالضرورة، روسيا امبريالية.
هل داغستان التي غزتها روسيا في القرن التاسع عشر والتي اعتمد أقل من 4% من تلاميذها الروسية لغة أصلية، جزء من روسيا الأساسية أيضاً؟وتجدد النقاش حول حاجة روسيا إلى تخليصها من “نزعة الاستعمار” أو جعلها “غير فيدرالية”، لدفن طموحاتها الامبريالية واحتواء تهديدها العسكري.
ويقول الكاتب إن تفتيت روسيا اليوم، الشبيه بتفكك الاتحاد السوفييتي، يراه البعض احتمالاً مطلوباً، بعد الفشل في غزو أوكرانيا.
وهناك من ندم لأن الولايات المتحدة لم تحقق هذا الهدف في التسعينات عندما كانت روسيا ما بعد الحقبة السوفييتية مدمرة، وتكافح للبقاء موحدة ومنع انفصال منطقة صغيرة مثل الشيشان.
وبطريقة ما، لم يطلق بوتين النقاش حول تفكك روسيا في ضوء هجومه غير العقلاني. لكنه عزز هذا النقاش ثقافياً بالحديث عن “روسيا التاريخية”، التي تضم في رأيه أوكرانيا الحديثة.
وإذا كان ممكناً الحديث عن دولة روسية أساسية، عوض القائمة ضمن حدودها الحالية، فإنه يمكن القول إنها أصغر بكثير من الدولة الحالية، بعد تجريدها من فتوحاتها التوسعية، مثل الاستيلاء على سيبيريا، قبل 1721، عندما صارت روسيا امبراطورية رسمياً.
ويرى الكاتب أن ضم بعض الأراضي إلى جمهورية روسيا السوفييتية الاشتراكية، الكيان الذي أصبح الاتحاد الروسي بعد انهيار الإتحاد السوفييت، حدث من العصر السوفياتي. ويرى أن تتارستان، المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسكان على الفولغا، في صلب هذا النقاش.
وفي العام الماضي، اختار 55% من تلاميذ المدارس في عاصمتها قازان التتارية، لغة أصلية. فهل هذا المكان الذي غزاه إيفان الرهيب في 1552، جزء من روسيا الأساسية؟ وينسحب الأمر كذلك على كازاخستان مثلاً، إن الكثيرين من السكان المحليين لديهم وجهة نظر أخرى.
وهل توفا، التي انضمت إلى الاتحاد السوفييتي في 1944، وشهدت شغباً انفصالياً في أوائل التسعينات، جزء من روسيا الأساسية؟ هل داغستان التي غزتها روسيا في القرن التاسع عشر والتي اعتمد أقل من 4% من تلاميذها الروسية لغة أصلية، جزء من روسيا الأساسية أيضاً؟
ألم تكن هذه المناطق لتشكل دولاً مستقلة اليوم لو أن المؤسسين الشيوعيين للاتحاد السوفييتي صنفوها جمهوريات اتحادية، عوض “جمهوريات ذات حكم ذاتي” داخل روسيا؟.
يمكن القول إن تفتيت روسيا لن يحد من قدرتها الانتقامية وتجميع قواها مجدداً بعد هزائم وخسارة أراضٍ واسعة، والتحول مجدداً إلى تهديد لمنافسيها.
هكذا فعلت بعد الثورة البولشفية ومعاهدة بريست ليتوفسك العقابية، وبعد انهيار المشروع السوفييتي. إن روسيا المفتتة لن تبقى بالضرورة كذلك، لأن القوى القومية والشعبوية المتطرفة، قد تعزز نفسها أكثر، كما أنها سترث الترسانة النووية الروسية، التي لن تختفي ببساطة إذا تفتت روسيا.
يخلص الكاتب إلى أنه لا يزال يعتقد أن الديمقراطية ووضع حد للامبريالية العدوانية، والتعهد بتنمية متساوية للمناطق، والمساواة الحقيقية بين المجموعات العرقية، أمور ممكنة في ظل حدود روسيا الحالية.