رئيس الدولة: الاستدامة ركيزة أساسية ضمن إستراتيجيات التنمية الوطنية للإمارات
بحضور نهيان بن مبارك، ومشاركة أسر من قارات العالم
وزارة التسامح تنظم الملتقى الافتراضي «لتعارفوا» تحت شعار «شارك. تعلم. تنمو»
نظمت وزارة التسامح أمس الملتقى الافتراضي الذي يحمل شعار “كلنا واحد” ضمن المبادرة المجتمعية “ لتعارفوا” بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء ،وزير التسامح، والدكتور ريمون حمدان أخصائي الطب النفسي ومدير معهد العلاقات الإنسانية في دبي الذي يدير الجلسة من مدينة واشنطن بالولايات المتحدة، وشارك في الملتقى أفراد خمسة أسر من مختلف قارات العالم، الذين استعرضوا تجاربهم في مواجهة كورونا، وهذه الأسر هي أسرة ارانجا كارونارانتني (سريلانكا)، وأسرة ساشا دالاس (المملكة المتحدة)، وأسرة القس براد ريد (الولايات المتحدة – أمريكا)، وأسرة جون سوريا (الهند)، وأسرة الدكتور سالم محمد عويس الشامسي (الإمارات)، كما حضر الملتقى معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع، وسعادة عفراء الصابري المدير العام بمكتب وزير التسامح، وسعادة الريم عبدالله الفلاسي الأمينة العامة للمجلس الأعلى للأمومة، وركز الملتقى على تبادل الخبرات، في إطار “ شارك . تعلم . تنمو” من أجل تعزيز القيم الإنسانية الراقية والتسامح والتعايش معا في سلام.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء وزير التسامح إن العالم في حاجة ماسة إلى الوقوف صفا واحدا لمواجهة جائحة كورونا، وهو كذلك في حاجة إلى من يبث فيه روح الأمل والإيجابية والإنسانية، حتى تنجح هذه المواجهة، مؤكدا أن وزارة التسامح تعمل على تفعيل كافة قدراتها للقيام بهذا الدور في إطار القيم الإنسانية الراقية التي يمكنها توحيد الجهود وتوفير البيئة المناسبة للجميع سواء في الإطار المحلي أو الإقليمي والعالمي، لمواجهة كافة أنواع الأزمات، ولا سيما الأسر والتي تحمل العبء الأكبر في هذه المواجهة، ولذا فإن الملتقى الذي تنظمه وزارة التسامح تحت شعار “لتعارفوا “ الذي يفتح الباب أمام كافة الأسر لتتشارك تجاربها الناجحة في إطار أهداف ثلاثة هي “ شارك . تعلم . تنمو” والتي يعتبرها الملتقى نقطة انطلاق للاستفادة من تجارب الآخرين وإفادتهم في نفس الوقت بما لدينا من تجارب.
وأكد معاليه أن الإمارات منذ اليوم الأول لتأسيسها على يد الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان -طيب الله ثراه - وهي تركز دائما على مد يد الدعم والمساندة إلى الجميع بغض النظر عن الدين واللون واللغة، لأنها تبحث دائما عن دعم الإنسان كونه إنسانا، وكوننا جميعا شركاء في هذا الكوكب، ولديها قناعة مطلقة بأهمية دور الأسر وأهمية دعمها ومساندتها، فهذه الأسر هي التي تواجه التحديات والأزمات، وهي التي تتحمل العبء الأكبر من هذه الأزمة، وتبذل جهودا كبيرة لكي تدعم أفرادها وتحميهم ، وترعى الأطفال ، كما أنها في نفس الوقت تواصل أداء مسؤوليات العمل.
وأضاف معاليه “أن الأسرة المتلاحمة والمتماسكة، هي أحد أهم مقومات مواجهة كافة الازمات التي تواجه أي أمة أو شعب من الشعوب، ولا شك أن التلاحم الأسري في الإمارات أصبح نموذجا عالمياً، حيث أظهرت الأسر والمجتمع الإماراتي قدرات رائعة في مواجهة جائحة كوفيد 19،ولذا فالأسرة هي الأكثر قدرة على دعم وتثقيف أفرادها والتخفيف عنهم ، وهم يواجهون هذه المتغيرات ومن هنا تأتي أهمية هذا الملتقى الذي يرصد التجارب الناجحة للأسر حول العالم للتكامل تجاربهم وتقدم خبرة جيدة يمكن لكافة الفئات الاستفادة من تنوعها وطبيعة تعامل كل منها، فتتنوع الموضوعات بين أسر من سريلانكا والهند والولايات المتحدة والمملكة المتحدة إضافة إلى الإمارات، مؤكدا أن الهدف من هذا الملتقى هو تسليط الضوء على النقاط المضيئة في هذه التجارب في مواجهة الجائحة ومناقشتها، وفق مبادئ وقيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.
وأوضح معاليه أهمية هذا التوقيت في مواجهة كورونا، بعدما تعددت التجارب العالمية في مواجهة الجائحة، واكشف الجميع أهمية التركيز على أسلوب العمل الجماعي ، ولذا نجد من الأهمية بمكان أن نتعاون معا لإيجاد أرضية مشتركة بين جميع البشر، كما يحتم وجود الجائحة على الجميع القيام ببناء الجسور وتفعيل قيم التعارف من خلال تبادل القصص والتجارب، والتعلم من بعضنا البعض، ولتنمو بشكل أكثر حكمة وأن تصبح مجتمعاتنا أكثر اطلاعاً، وفي إطار جهود وزارة التسامح للمشاركة في هذه الجهود الإنسانية، حصت الوزارة على إطلاق هذه المبادرة التي تركز تقديم التجارب الحية للأسر عبر العالم، من قلب منازلهم وقصصهم الخاصة، وعرض كيفية مواجهتهم للأوقات العصيبة، وتسليط الضوء على القصص الشخصية عن الأمل والنمو والفرص الجديدة في مواجهة جائحة Covid19 المستمر.
وعبر د. سليم الشامسي والدكتورة مي الجابر الذين يمثلان الأسرة الإماراتية بالملتقى عن اعتزازهما بأن يكونا جزءًا من هذه التجربة الاجتماعية القيمة، التي لا تتوقف فقط على إقليم أو دين أو مستوى اجتماعي وإنما تتخطى كل ذلك إلى مستوى الإنسانية التي وجدت نفسها فجأة وبلا مقدمات مطالبة بأن تدافع عن وجودها على هذا الكوكب، وتحملت الأسر الجانب الأكبر من المسؤولية في الحفاظ على أبنائها، ومواجهة الظروف الاقتصادية والمجتمعية الصعبة التي فرضتها الجائحة.
وأضافة د سليم أنه وأسرته واجه الجائحة بأخذ كل الاحتياطات التي أوصت بها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، وكان عليهم أن يتأقلموا مع فكرة التباعد الاجتماعي، فتحول البر بالكبار من القرب منهم إلى ضرورة البعد عنهم، وكذلك الحال مع بقية الأهل والأصدقاء، ولكن الجانب المشرق في مواجهة هذه الجائحة تمثل في الدعم غير المحدود الذي وفرته القيادة الرشيدة للجميع( مواطنون ومقيمون) وكانت مبادرة (لا تشلون هم ) التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أكبر بكثير من مجرد كلمات أو شعارات، لأن ترجمتها على أرض الواقع كانت الأكثر بلاغة، فلم يعان أحد من نقص في السلع والخدمات اللوجستية كما حدث في الكثير من البلدان، كما كانت الخدمات الصحية وغيرها متوفرة على مدار الساعة، وهذا بلا شك كان أهم مصادر قوة الأسرة في الإمارات،
مشيدا باهتمام وزارة التسامح بتشجيع الملتقيات والمنتديات الحصرية للعائلات ، لتبادل التجارب والتعبير عن أملهم وحبهم وتضامنهم مع بعضهم البعض في حوار راق يتسم بالإنسانية. هذا يمكننا من فهم أفضل لتجارب الحياة وتقديم الأفضل لدى كل منا بتعاطف ومحبة ، مؤكدا على أهمية هذا الملتقى الذي يمكن وصفه بالعالمية نظرا لتنوع العائلات والتجارب أيضا
فيما استعرضت أسرة إيرانجا كاروناراتني من سريلانكا تجربتها في مواجهة كورونا بأنهم شعروا منذ اللحظة الأولى لاجتياح كورونا للعالم بضرورة أن يعمل جميع أفراد الأسرة كفريق عمل متجانس ومتكامل، وأن يستغل كل منهم قدراته ومهاراته الحياتية ومواهبه لصالح الأسرة بشكل عام، وكان النظام والترابط فيما بينهم هو كلمة السر في نجاحهم في التعامل مع ما فرضته مواجهة هذه الجائحة من صعوبات وتحديات جمة ، خاصة عند كبار السن وأصحاب الهمم الذين هم في حاجة دائمة للمساعدة والدعم، معبرين شعورهم بالفخر والتميز بأن يكونوا جزءًا من هذا الملتقى، مثمنين حضور معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التسامح، والتنظيم الرائع لوزارته والتي أتاحت الفرصة لهم لمشاركة قصتهم والاستماع إلى تجارب ومواهب العائلات الأخرى الرائع”، مؤكدين أن هذه التجربة جعلتهم يشعرون فعلا بعنوان الملتقى “نحن واحد».
أما أسرة ساشا و غراهام كلوز من المملكة المتحدة فأكدت على اعتزازها بالمشاركة في الملتقى ومشاركة قصة عائلتهم مع شعب الإمارات العربية المتحدة، في هذه الفترة المزدحمة بالمشاعر المتضاربة والعميقة لدى الجميع، وسر السعادة يكمن في أن الأسر تتناول الجوانب الإيجابية في تجاربها وكيفية تحويل الظروف الصعبة إلى فرصة للتناغم والتعايش مع ملامح العالم الجديد.
وأضاف “ نحن ندرك أننا نروي قصتنا من مكان محظوظ. لدينا صحتنا، لدينا سقف فوق رؤوسنا، ولكن الأهم من ذلك أن لدينا بعضنا البعض. تلعب الموسيقى دورًا رئيسيًا في حياتنا وقد ربطتنا بالتأكيد خلال هذه الأوقات غير المسبوقة. الموسيقى أداة قوية ويجب ألا نقلل من أهميتها في أوقات الصراع. شكرا لوزارة التسامح على هذه المبادرة الرائعة ولجمع الناس من جميع الجنسيات الذين لديهم حب مشترك للإمارات. وما زال شرف وامتياز العيش في دولة الإمارات العربية المتحدة «.
من جانبه أكد الدكتور ريمون حمدان أن الملتقى كان بمثابة عصف ذهني شارك فيه الجميع، ليخرج بخلاصات رائعة تمثل خبرة جيدة للأسرة على مستوى العالم، مؤكدا عن سعادته بإدارة هذه الحوار الرائع الذي ركز على الجوانب المشرقة ولم يغفل التحديات، وتحول كل المشاركين إلى داعمين لبعضهم البعض، لتتجلى الأخوة الإنسانية والتعايش في أسمى معانيهما، وليكون شعار هذه اللقاءات “ لتعارفوا” فعلا على أرض الواقع، معبرا عن شكره لوزارة التسامح ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الذين أتاحوا الفرصة لهذه العائلات المختلفة لكي يتحدثوا ويشرحوا تجاربهم بمنتهى الحرية والسعادة أيضا لتتحول الوزارة إلى منصة لتبادل الأفكار والمشاعر الإيجابية أيضا، ولتكون هذه الوزارة هي النموذج الراقي للتعايش والاندماج واحترام الاختلافات، وتغليب المشتركات الإنسانية»