يشهد الاقتصاد الروسي نمواً مستقراً في ظل التحولات الاقتصادية العالمية، حيث بلغت وتيرة النمو خلال العامين الماضيين 4.1% حسب وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم ريشتنيكوف.
وأكد ريشتنيكوف في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” على هامش الدورة الرابعة عشرة من قمة AIM للاستثمار، التي انطلقت امس، في مركز أدنيك أبوظبي، بمشاركة أكثر من 20 ألف مشارك من 180 دولة حول العالم.. أن روسيا، في ظل الانتقال من العولمة إلى الإقليمية، تعزز شراكاتها مع دول الجنوب العالمي وتحتفظ بمكانتها كقوة اقتصادية عالمية، إذ تُصنف ضمن أكبر أربع اقتصادات في العالم من حيث تعادل القوة الشرائية.
وقال إنه رغم التحديات الخارجية، لا تزال روسيا اقتصاداً منفتحاً وتنافسياً، فيما تواصل التجارة الخارجية لعب دور محوري إلى جانب نمو السوق الداخلية وتزايد النشاط الاستثماري.
واعتبر ريشتنيكوف أن المنتديات الدولية مثل قمة AIM للاستثمار تُعد منصات رئيسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية ودفع أجندة براغماتية ومنزوعة التسييس مشيرا إلى أن أربعة أقاليم روسية قدّمت مشاريع استثمارية وعروضاً تنموية خلال دورة هذا العام من القمة.
وأشار الوزير إلى أن التبادل التجاري بين روسيا والإمارات، يشمل المنتجات الزراعية والصناعات الهندسية والمعادن الثمينة والأحجار الكريمة ويشهد قطاع الخدمات نمواً ملحوظاً، خصوصاً في مجالات السياحة والنقل واللوجستيات والخدمات المالية.
وأوضح الوزير أن قطاع الأعمال الروسي يواصل إيجاد قنوات فعّالة للتعاون مع الشركاء في دولة الإمارات، لاسيما في قطاع اللوجستيات وتتمثل أبرز مجالات التعاون في مشاركة الإمارات بتطوير الممر الاقتصادي الدولي «الشمال – الجنوب» والمسار البحري الشمالي.
كما أشار إلى أن الإمارات تُعد من الدول الرائدة عالمياً في إنشاء المناطق الصناعية وتنفيذ مشاريع دولية معقدة بمشاركة مستثمرين من مختلف الدول ويُعزى هذا النجاح إلى الموقع الجغرافي الإستراتيجي، والمرونة المؤسسية، وروح التسامح، والقدرة على دمج الكفاءات المختلفة وبناء شراكات طويلة الأمد وتعتبر روسيا هذه المناطق منصات واعدة لإطلاق المشاريع الصناعية واستقطاب الاستثمارات.
ولفت إلى أن أولويات التعاون تشمل أيضاً مجالات التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، ومعالجة البيانات وتخزينها حيث توسع الشركات الروسية حضورها في القطاعات التقنية المتقدمة داخل دولة الإمارات كما يشهد التعاون في قطاع الطاقة زخماً، بدءاً من الطاقة الخضراء ووصولاً إلى الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وسلّط ريشتنيكوف الضوء على النمو في حركة التبادل السياحي، حيث زار الإمارات حوالي مليوني سائح روسي في عام 2023، في حين تربط بين البلدين أكثر من 300 رحلة جوية أسبوعياً كما ارتفع عدد السياح الإماراتيين إلى روسيا بنسبة 50% ليصل إلى 86 ألف زائر، مع تزايد الاهتمام بالوجهات خارج موسكو وسانت بطرسبورغ.
وفي ختام حديثه، وصف الوزير مشاركة روسيا في قمة AIM للاستثمار بأنها ذات أهمية إستراتيجية، مؤكداً أن القمة تعد من أبرز المنصات لتعزيز الحوار مع دول الجنوب العالمي ودفع التعاون الاقتصادي الدولي قدماً.