استقبلت هيئة حماية البيئة والتنمية برأس الخيمة وفد من بلدية الشارقة، وذلك للاطلاع على الجهود التي قامت بها الهيئة في الممارسات البيئية المتبعة للمنشأت الصناعية في راس الخيمة بالإضافة إلى الاطلاع على أفضل الممارسات البيئية التي تقوم بتنفيذها الهيئة. التقى الوفد المكون من ممثلي شعبة البحوث والدراسات ومدققين بيئيين و مفتش رقابة صحية ببلدية الشارقة، بفريق من منتسبي الهيئة الذين رحبوا بالزيارة وأشادوا بأهمية تبادل الخبرات والمعرفة في رفع كفاءة وفاعلية العمل البيئي، إضافة إلى توحيد الجهود للوصول إلى تحقيق الاهداف والروئ الاستراتيجية البيئية للدولة.

وتضمن اللقاء استعراض المبادرات البيئية التي تقوم الهيئة بتنفيذها وفق افضل الممارسات العالمية، الهادفة إلى زيادة وتعزيز المساحة الخضراء بالامارة، إضافة إلى الأنشطة والمشاريع المختلفة التي تقوم بمتابعتها إدارات الهيئة المختلفة. وتركز النقاش حول تصنيف المنشأت الصناعية واجراءات الترخيص وتصنيف الانشطة. حيث تم شرح ضوابط دراسات الجدوى و تأهيل المكاتب الاستشارية ولجان تقييم الدراسات. كما تم استعراض المبادرات المميزة في الهيئة كالمبادرة الخاصة بالرقابة البيئية "الرقابة عن بعد" وكيفية التنسيق مع وزارة التغير المناخي والبيئة والدوائر الحكومية الاخرى بالإمارة لتسهيل الأعمال.

وناقش الفريق في الاجتماع مبادرة المليون وواحد شجرة وكيفية تخطيطها وتسيرها ومتابعة نتائجها ومخرجاتها. وقد أشار المهندس إبراهيم خلوتي - أخصائي بيئي أول - إلى أن ما يميز هذه المبادرة هو تركيزها على استزراع نباتات محلية مثل السدر والسمر والغاف. حيث تتميز المبادرة بالخبرات المحلية غير المدونة واستخلصت منها الدروس والعبر لفائدة الأجيال القادمة، واستخدام عملية توصيف وترقيم الأشجار قبل تسليمها، وقد تم زيادة الغطاء النباتي بما يقارب 35000 متر مربع منذ بداية المبادرة. كما تم مناقشة الاجراءات التي تتبعها الهيئة في مجال المحافظة على الغطاء الشجري من الاحتطاب الجائر واتخاذها لإجراءات مشددة للحد من الظواهر السلبية المرتبطة بهذه الظاهرة.

 وتطرق إلى نظم الزراعة الحديثة وطرق السيطرة على الأنواع الدخيلة، مثل إزالة أشجار الداماس واستبدالها بأشجار محلية، حيث تمت ازالة حوالي 80٪ من اشجار الداماس من المنشات المرخصة من الهيئة، ومبادرة الهيئة بإستبدال الغرامات البيئية بزراعة أشجار محلية تقوم الهيئة بتوفيرها مجاناً. كما تطرق الحوار إلى مشروع زراعة اشجار المانجروف في محمية خور المزاحمي بمشاركة مختلف فئات المجتمع. إضافةً إلى دعم وتشجيع الممارسات الزراعية المستدامة عن طريق توفير المياه المحلاة للمزارع بغرض تخفيف الضغط على المياه الجوفية، وتشجيع الزراعة العضوية.
وأكد الدكتور سيف محمد الغيص المدير العام لهيئة حماية البيئة والتنمية، حرص الهيئة على تضافر الجهود وتبادل الخبرات المشتركة ومثمناً اوجه التعاون ومؤكداً لأهمية تبادل المعرفة المهنية والخبرات وان الهيئة على اتم الاستعداد للتعاون مع كافة الجهات المختصه بالدولة لنقل الخبرات وتبادلها وتطوير العمل واستدامة النجاحات. هذا وقد تخلل اللقاء عرض للمبادرات التي قامت الهيئة بتنفيذها في مجال أتمتة عمليات الرقابة البيئية عبر مبادرة رقابة بيئية عن بعد وتطبيق "طرف" لمراقبة حركة صهاريج نقل المواد السائلة. حيث انتهت الزيارة بجولة ميدانية في مرافق الهيئة وبإتفاق الجانبين على تعزيز التعاون وإمكانية توقيع اتفاقيات شراكة استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاهداف والتطلعات الاستراتيجية لكلا الطرفين والرامية إلى تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد وضمان الاستدامة البيئية.