وول ستريت جورنال: جنون ترامب لن يفيد الديمقراطيين

وول ستريت جورنال: جنون ترامب لن يفيد الديمقراطيين


من الواضح أن الديمقراطيين قلبوا بشكل حاسم كلاً من التوقعات و”أساسيات” الانتخابات، بما فيها خسائر منتصف الولاية للحزب الحالي، إضافة إلى انخفاض معدل التأييد للرئيس الحالي جو بايدن، والتضخم المرتفع، وسلبية الناخبين على الاقتصاد وحالة البلاد.
يبدو أن الجمهوريين مستعدون لاستعادة مجلس النواب ولكن فقط بهامش متواضع. وسيبقى مجلس الشيوخ في أيدي الديمقراطيين، وإن كان ذلك بشكل ضيق.

وتقول صحيفة “وول ستريت جورنال” إن ليلة الديمقراطيين السعيدة تعزى نسبياً، قبل كل شيء، إلى سلاحهم السري: دونالد ترامب. كانت قدرة ترامب على دفع الناخبين الجمهوريين لاختيار مرشحين سيئين وغير أكفياء في كثير من الأحيان مع مواقف متطرفة بشأن قضايا من انتخابات 2020 إلى الإجهاض، بمثابة كارثة للجمهوريين.
ولا شك أن الجمهوريين يعرفون ذلك. فقد غرد سكوت جينينغز، النائب السابق للزعيم الجمهوري في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل: “كيف يمكنك إلقاء نظرة على هذه النتائج الليلة واستنتاج أن ترامب لديه أي فرصة للفوز في انتخابات وطنية في 2024؟».

ولاحظ كريس كريستي، الحاكم الجمهوري السابق لنيوجيرسي: “لقد خسرنا في 2018. خسرنا في 2020. لقد خسرنا في 2021 في جورجيا. والآن في 20222 سنخسر عدداً من الولايات.. هناك شخص واحد يلومه على ذلك، وهو دونالد ترامب». واقترح مايك لولر، عضو الكونغرس الجمهوري المنتخب حديثاً من نيويورك، أن الحزب بحاجة إلى “المضي” بعيداً من ترامب. وسيخلق هذا الكورس المتصاعد بعض الضغط من أجل التغيير داخل الحزب الجمهوري. وتتساءل الصحيفة إلى أين يمكن أن يتجهوا؟، مضيفى: “تقدم هذه الانتخابات نموذجاً واضحاً يمكن أن يمثل تحدياً كبيراً للديمقراطيين. أطلٍق عليها رون ديسانتيس».

في انتخابات حكام ولاية فلوريدا، سحق ديسانتيس تماماً خصمه الديمقراطي تشارلي كريست، بفوزه عليه 19 نقطة. وشمل هذا الفوز الناخبين من أصل إسباني بفارق 13 نقطة والناخبين من الطبقة العاملة بـ 27 نقطة. وكان الديمقراطيون على الصعيد الوطني ينزفون الدعم من هاتين المجموعتين الناخبتين. ومنذ 2018، تراجعت ميزة الديمقراطيين بمقدار 18 نقطة بين ذوي الأصول الأسبانية، و17 نقطة بين ناخبي الطبقة العاملة و23 نقطة بين ناخبي الطبقة العاملة من غير البيض.

ويؤكد النمط الجغرافي للنتائج في فلوريدا على قوة ديسانتيس.
وافترض الديمقراطيون أن رعايته لقانون يحظر تعليم أيديولوجية النوع الاجتماعي للأطفال من رياض الأطفال وحتى الصف الثالث سيؤذيه سياسياً. لكنهم أخطأوا. وشرحت الصحيفة أن ديسانتيس نجح في ذلك من خلال كونه سياسياً ذكياً ومنضبطاً يعرف كيف يختار معاركه ولديه إحساس قوي بالرأي العام، وخاصة رأي الطبقة العاملة.

ورأت الصحيفة أن مزيج سمات ديسانتيس، وهي أعظم نقاط قوة ترامب من دون نقاط ضعفه، يمكن أن تشعر الديمقراطيين بنوبات. فهو سيكون قادراً على مهاجمتهم بالجريمة والهجرة وجوهرية العرق والأيديولوجية الجنسانية والتضخم وأسعار الطاقة دون تقديمه الهدف السهل الذي يمثله ترامب والأفكار المتطرفة لأتباعه.

وأضافت أن الديمقراطيين هم الآن في علاقة غريبة مع ترامب. إنهم يعرفون، وهم محقون في تفكيرهم هذا. أن الجنون المرتبط به هو أكثر نقاط هجومهم فاعلية ضد الحزب الجمهوري ومرشحيه.

لكن هذه العلاقة التبعية تجعل الديمقراطيين كسالى. بدلاً من تقييم نقاط ضعفهم والسعي للتغلب عليها، يركزون على شرور ترامب وأنصاره الأشرار وإنكارهم للانتخابات.