وول ستريت جورنال: روسيا تحشد قواتها استعدادا للحرب مع «الناتو»

وول ستريت جورنال: روسيا تحشد قواتها استعدادا للحرب مع «الناتو»


قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوسع قواعده ويُجهّز لنقل المزيد من القوات إلى مناطق حدودية أوروبية بعيدة عن أوكرانيا، وسط قلق أوروبي من الخطوة الروسية المقبلة.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش الروسي يتحرك على بعد نحو 100 ميل من الحدود مع فنلندا، حيث يجري الإعداد لتجنيد عشرات الآلاف على مدى السنوات القليلة القادمة.
ووفقاً لمسؤولين عسكريين واستخباراتيين غربيين، من المقرر أن يكون هؤلاء الجنود، الذين يخدم العديد منهم الآن في الخطوط الأمامية في أوكرانيا، العمود الفقري للجيش الروسي الذي يستعد لمواجهة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويعمل الكرملين على توسيع التجنيد العسكري، وتعزيز إنتاج الأسلحة، وتطوير خطوط السكك الحديدية في المناطق الحدودية.
ووصف خبراء عسكريون داخل روسيا النشاط على طول الحدود الفنلندية بأنه جزء من استعداد الكرملين لصراع محتمل مع الناتو.
وقال رسلان بوخوف، مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات، وهو مركز أبحاث دفاعي مقره موسكو: «عندما تعود القوات من أوكرانيا، ستنظر عبر الحدود إلى بلد تعتبره خصماً». وأضاف: «يشير منطق العقد الماضي إلى أننا نتوقع صراعاً مع الناتو».
وأرسل المسؤولون الروس إشارات متضاربة، ففي اجتماع لوزارة الدفاع أواخر العام الماضي، قال وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إن الجيش الروسي يجب أن يكون مستعداً لصراع مع الناتو. وفي الاجتماع نفسه، قال بوتين إن الغرب يُقلق شعبه بالتلميح إلى أن روسيا مستعدة للهجوم، وأن التوترات الحالية من فعل الناتو.
وبينما تستعد روسيا لزيادة وجودها العسكري على طول الجناح الشرقي لحلف الناتو، أمر بوتين الجيش بزيادة قوامه إلى 1.5 مليون جندي، بعد أن كان نحو مليون جندي قبل بدء حرب أوكرانيا. 

تكديس الأسلحة
وأدى الإنفاق الروسي المتزايد إلى وصول مصانع الأسلحة إلى أقصى طاقتها الإنتاجية؛ ما دفع شركات الصناعات العسكرية إلى توسيع خطوط الإنتاج وافتتاح منشآت جديدة، وفقًا لمسؤولين عسكريين أوروبيين.
وفي عام 2021، قبل الحرب الأوكرانية، صنعت روسيا نحو 40 دبابة قتال رئيسة من طراز T-90M، وفقاً لتقديرات استخبارات غربية. 
أما الآن، فتنتج ما يقرب من 300 دبابة سنويًّا. وصرح مسؤول عسكري فنلندي رفيع المستوى بأنه لا يُرسل أيًّا منها تقريبًا إلى خطوط المواجهة في أوكرانيا، بل تبقى على الأراضي الروسية لاستخدامها لاحقًا.
وزادت روسيا إنفاقها العسكري إلى أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، بعد أن كان 3.6% قبل الحرب. وبالمقارنة، أنفقت الولايات المتحدة 3.4% من ناتجها المحلي الإجمالي على جيشها العام الماضي، بينما أنفقت دول الاتحاد الأوروبي 2.1% في المتوسط. ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج مدافع المدفعية والذخائر بنحو 20% هذا العام، كما شهدت جودة الطائرات المسيرة وإنتاجها تحسنًا ملحوظًا.
ورأى الجنرال كريستوفر كافولي، قائد القوات الأمريكية في أوروبا، أمام لجنة بمجلس الشيوخ هذا الشهر، أن الجيش الروسي بنى نفسه وينمو بمعدل أسرع مما توقعه معظم المحللين».
وأضاف: «في الواقع، أصبح الجيش الروسي، الذي تحمّل العبء الأكبر من القتال، اليوم أكبر حجمًا مما كان عليه في بداية الحرب».
وفي تقرير صدر في فبراير الماضي حذرت وكالة الاستخبارات الدنماركية من أن روسيا قد تشن حربًا واسعة النطاق في أوروبا خلال 5 سنوات إذا رأت أن حلف الناتو ضعيف.
وحذر مسؤولون عسكريون غربيون من أن وقف إطلاق النار في أوكرانيا سيسمح للجيش الروسي بالاستعداد بشكل أسرع.