وول ستريت جورنال: زيارة بوتين لكوريا الشمالية تثير حفيظة الصين

وول ستريت جورنال: زيارة بوتين لكوريا الشمالية تثير حفيظة الصين


في الأيام التي سبقت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين، ترددت تكهنات في الدوائر الدبلوماسية بأن الزعيم الروسي يعتزم القيام برحلة إلى كوريا الشمالية، وهو احتمال أثار غضب بكين، وفقاً لدبلوماسيين ومسؤولين آخرين مطلعين. وبحسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» قال دبلوماسيون ومسؤولون إن الزعيم الصيني شي جين بينغ، يشعر بعدم الارتياح المتزايد مع حميمية العلاقات بين بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وهما من أهم شركائه الدوليين والأكثر تقلباً، بالإشارة إلى أن زيارة بوتين المشتركة للصين وكوريا الشمالية كان من الممكن أن تعزز المخاوف الغربية من وجود «محور استبدادي ثلاثي»، ما يترك بكين أكثر عزلة دبلوماسياً.
ومما يبعث على الارتياح في الصين أن بوتين لم يتوجه إلى بيونغ يانغ مباشرة من مدينة هاربين شمال الصين، على بعد حوالي 460 ميلاً فقط من العاصمة الكورية الشمالية، تزامناً مع إشارة مصادر روسية رفيعة إلى أن الترتيبات لزيارة زعيم الكرملين لكوريا الشمالية تسير بشكل جيد، لكنها لم تحدد موعد الرحلة المقررة، ومتى وأين سيتم اللقاء. وبحسب الصحيفة، لا يمكن تحديد ما إذا كانت بكين مارست أي ضغوط على موسكو قبل اجتماعات بوتين في الصين، وهي أول رحلة خارجية له بعد بدء فترة ولايته الجديدة في وقت سابق من هذا الشهر. لكن الجانب الصيني أوضح للكرملين أن بكين تفضل تطوير العلاقات الثنائية، بدلاً من المواءمة الثلاثية، التي طرحتها روسيا في السابق.
وبحسب تصريحات لمدير برنامج الصين (مركز أبحاث في واشنطن) بمركز ستيمسون يون سون «إن الصين تتجنب التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث.. والهدف هو تجنب الوقوع في فخ شريكين لا يمكن التنبؤ بهما (روسيا وكوريا الشمالية)».
وقَبِلَ بوتين في سبتمبر(أيلول) دعوة من الزعيم الكوري الشمالي كيم، وكتب محلل من مركز أبحاث مجلس الشؤون الدولية الروسي في موسكو، والذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الكرملين، في تحليل حديث أنه بعد الاجتماع مع شي، فإن الزعيم الروسي «سينظر في إمكانية زيارة عدد من الدول غير الغربية الأخرى» بما في ذلك بيونغ يانغ. وقد أصبح «الرقص الدبلوماسي» بين الدول الثلاث، التي تشترك في مصلحة تخفيف نفوذ الولايات المتحدة في العالم، أكثر تعقيداً، مع سعي كيم إلى تقليل اعتماد بلاده على الصين، والأكثر دراماتيكية من خلال استمالة بوتين بالدعم الشعبي والأسلحة لكسب تأييده. منذ أن أعلنت بكين وموسكو عن «صداقة بلا حدود»، قبل أسابيع فقط من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير(شباط) 2022، قامت الصين وروسيا ببناء علاقة تجارية أصبحت شريان الحياة لبوتين في مواجهة العقوبات الغربية.
وتقول واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون إن الصين ساعدت روسيا على إحياء إنتاجها العسكري، من خلال تزويدها بمحركات الطائرات بدون طيار وغيرها من المواد ذات الاستخدام المزدوج، وهي المنتجات التي تصنفها بكين كجزء من «تجارتها الطبيعية».
ومع تحول الحرب الروسية ضد أوكرانيا إلى صراع طويل الأمد، لجأ بوتين بدلاً من ذلك إلى كوريا الشمالية للمساعدة في إعادة تخزين ترسانته المستنفدة. وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن للمشرعين في وقت سابق من هذا الشهر إن ذخائر وصواريخ كوريا الشمالية ساعدت الروس على «الوقوف على أقدامهم» مرة أخرى، فيما نفى البلدان تبادل الأسلحة. وذكرت الصحيفة أن روسيا وكوريا الشمالية أبقت بكين في جهل تام بشأن ما تمت مناقشته عندما التقى بوتين وكيم في قمة نادرة الخريف الماضي، مما دفع الدبلوماسيين الصينيين إلى سؤال نظرائهم الغربيين حول ما تم الاتفاق عليه بين الثنائي، وقالت المصادر إن بكين تشعر بالقلق من أن روسيا قد تساعد جارتها المتقلبة في بناء قدراتها النووية. وقال محللون روس يتابعون علاقات موسكو مع بيونغ يانغ، إن زيارة كيم لروسيا العام الماضي كانت «حدثاً تاريخياً» سمح لكوريا الشمالية بالتغلب على عزلتها في السياسة الخارجية ولروسيا بمواصلة محورها، وتحركها نحو الشرق، وتقول ذات المصادر إن «على كيم أن يتصرف بحذر لأنه يحتاج إلى الحفاظ على مخزون الذخيرة للدفاع عن بلاده في حالة نشوب حرب شاملة في شبه الجزيرة الكورية. لكن المحللين يقولون إن كيم حريص على وجود بوتين في صفه، كمورد محتمل لتحسين برامجه الصاروخية والنووية.

مقايضة!
وقال كبير محللي شؤون الدفاع في مركز أبحاث السياسة العالمية ومعهد راند ديريك غروسمان، عن بوتين وكيم: «بشكل عام، لديهما رغبات فورية لبعضهما البعض.. لذلك أعتقد أنها مقايضة، إذا كنت تريد أن تنظر إلى الأمر من خلال عدسة الحرب في أوكرانيا، وعدسة ما تريد كوريا الشمالية القيام به في مواجهة كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة».

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot